تاج خالد
01-02-2012, 09:40 PM
فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
هل نستطيع أن نحب بعضنا على عِلاتَنا ؟
إبان الحرب الأمريكية في فيتنام
رن جرس الهاتف في منزل من منازل
أحياء كاليفورنيا الهادئة
كان المنزل لزوجين عجوزين
لهما ابن واحد
مجند في الجيش الأمريكي
كان القلق يغمرهما
على ابنهما الوحيد
يصليان لأجله باستمرار
وما أن رن جرس الهاتف
حتى تسابق الزوجان
لتلقي المكالمة في شوق وقلق
الأب
هالو من المتحدث؟
الطرف الثاني أبي إنه أنا
كلارك
كيف حالك يا والدي العزيز؟
الأب
كيف حالك يا بني متى ستعود؟
الأم
هل أنت بخير؟ كلارك نعم أنا بخير
وقد عدت منذ يومين فقط
الأب
حقاً ومتى ستعود للبيت؟
أنا وأمك نشتاق إليك كثيراً
كلارك
لا أستطيع الآن يا أبي
فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى
في الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم
هل أستطيع أن أحضره معي يا أبي؟
الأب
تحضره معك؟
كلارك
نعم أنا لا أستطيع أن أتركه
وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة
ولا يقدر على مواجهتهم
إنه يتساءل هل يا ترى
سيقبلونه على هذا الحال
أم سيكون عبئاً وعالة عليهم؟
الأب
يا بني مالك وماله أتركه لحاله
دع الأمر للمستشفى ليتولا
ه ولكن أن تحضره معك
فهذا مستحيل من سيخدمه؟
أنت تقول
أنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى
سيكون عاله علينا
من سيستطيع أن يعيش معه?
كلارك
هل مازلت تسمعني يا بني؟
لماذا لا ترد؟
كلارك
أنا أسمعك يا أبي
هل هذا هو قرارك الأخير؟
الأب
نعم يا بني
اتصل بأحد من عائلته
ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم
كلارك
ولكن هل تظن
يا أبي أن أحداً من عائلته
سيقبله عنده هكذا؟
الأب
لا أظن يا ولدي
لا أحد يقدر
أن يتحمل مثل هذا العبئ
كلارك
لا بد أن أذهب الآن وداعاً
وبعد يومين من المحادثة
انتشلت القوات البحرية
جثة المجند كلارك
من مياه خليج كاليفورنيا
بعد أن استطاع الهرب
من مستشفى القوات الأمريكية
وأنتحر من فوق إحدى الجسور
دُعي الأب لاستلام جثة ولده
وكم كانت دهشته
عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين
ولا قدم يمنى فأخبره الطبيب
أنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب
عندها فقط فهم لم يكن صديق ابنه
هذا سوى الابن ذاته كلارك
الذي أرادأن يعرف موقف الأبوين
من إعاقته قبل أن يسافر
إليهم ويريهم نفسه
إن الأب
في هذه القصةيشبه الكثيرين منا
ربما من السهل عليناأن نحب مجموعة من حولنا
دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل
ولكننا لا نستطيع أن نحب أبداً غير الكاملين
سواء أكان عدم الكمال في الشكل أو في الطبع
أو في التصرفات
ليتنا نقبل كل واحد على نقصه
متذكرين دائماً أننا نحن أيضاً لنا نقصنا
وأنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك
دمتم كما تحبون
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
هل نستطيع أن نحب بعضنا على عِلاتَنا ؟
إبان الحرب الأمريكية في فيتنام
رن جرس الهاتف في منزل من منازل
أحياء كاليفورنيا الهادئة
كان المنزل لزوجين عجوزين
لهما ابن واحد
مجند في الجيش الأمريكي
كان القلق يغمرهما
على ابنهما الوحيد
يصليان لأجله باستمرار
وما أن رن جرس الهاتف
حتى تسابق الزوجان
لتلقي المكالمة في شوق وقلق
الأب
هالو من المتحدث؟
الطرف الثاني أبي إنه أنا
كلارك
كيف حالك يا والدي العزيز؟
الأب
كيف حالك يا بني متى ستعود؟
الأم
هل أنت بخير؟ كلارك نعم أنا بخير
وقد عدت منذ يومين فقط
الأب
حقاً ومتى ستعود للبيت؟
أنا وأمك نشتاق إليك كثيراً
كلارك
لا أستطيع الآن يا أبي
فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى
في الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم
هل أستطيع أن أحضره معي يا أبي؟
الأب
تحضره معك؟
كلارك
نعم أنا لا أستطيع أن أتركه
وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة
ولا يقدر على مواجهتهم
إنه يتساءل هل يا ترى
سيقبلونه على هذا الحال
أم سيكون عبئاً وعالة عليهم؟
الأب
يا بني مالك وماله أتركه لحاله
دع الأمر للمستشفى ليتولا
ه ولكن أن تحضره معك
فهذا مستحيل من سيخدمه؟
أنت تقول
أنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى
سيكون عاله علينا
من سيستطيع أن يعيش معه?
كلارك
هل مازلت تسمعني يا بني؟
لماذا لا ترد؟
كلارك
أنا أسمعك يا أبي
هل هذا هو قرارك الأخير؟
الأب
نعم يا بني
اتصل بأحد من عائلته
ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم
كلارك
ولكن هل تظن
يا أبي أن أحداً من عائلته
سيقبله عنده هكذا؟
الأب
لا أظن يا ولدي
لا أحد يقدر
أن يتحمل مثل هذا العبئ
كلارك
لا بد أن أذهب الآن وداعاً
وبعد يومين من المحادثة
انتشلت القوات البحرية
جثة المجند كلارك
من مياه خليج كاليفورنيا
بعد أن استطاع الهرب
من مستشفى القوات الأمريكية
وأنتحر من فوق إحدى الجسور
دُعي الأب لاستلام جثة ولده
وكم كانت دهشته
عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين
ولا قدم يمنى فأخبره الطبيب
أنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب
عندها فقط فهم لم يكن صديق ابنه
هذا سوى الابن ذاته كلارك
الذي أرادأن يعرف موقف الأبوين
من إعاقته قبل أن يسافر
إليهم ويريهم نفسه
إن الأب
في هذه القصةيشبه الكثيرين منا
ربما من السهل عليناأن نحب مجموعة من حولنا
دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل
ولكننا لا نستطيع أن نحب أبداً غير الكاملين
سواء أكان عدم الكمال في الشكل أو في الطبع
أو في التصرفات
ليتنا نقبل كل واحد على نقصه
متذكرين دائماً أننا نحن أيضاً لنا نقصنا
وأنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك
دمتم كما تحبون