منار العتيبى
06-01-2012, 04:43 AM
.
قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)
وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقى ﴾ ( القيامة : 26 )
وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )
وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرت الموت بالحق ﴾ (ق :19 ) .
وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، في الحلية مجلد 8 ص 201 )
وتروى لنا عائشة رضي الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول صلى الله عليه و سلم ، فتقول : (( مات النبي صلى الله عليه و سلم وإنه لبين حاقنتي (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) واقنتي ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ÷ ))
( رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازى باب مرض النبي ÷ ووفاته 83 ) .
وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله ÷ كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))
ثم نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))
( رواه البخاري أيضا في صحيحه في كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )
فانظر أخي المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادي ؟
وما جرى على النبي محمد صلى الله عليه و سلم من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هي أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ،
لاتغفلو عن الموت الموت ياتى فجأه لا يعرف كبير ولا صغير لا يعرف غنى او فقير
لا يعرف معافى او مريض تذكرو الموت تذكروالقبر وظلماتة الدنيا حوادثها كثيييييره . أذا فرحتنــــــــــــــــــــا مره ........ أحزنتنا مره وأذا أضـــــــــحكــــــــتـــنــــــــا مره....... أبكــــــــــتـــــنــــــــا مره أذا جمعتنا مره
فرقتنـــــــا مره...!
الموت : بوابة حتمية ، ينتقل الإنسان عبرها من عالم الدنيا الى عالم البرزخ ، فكما أن الموت نهاية للحياة الدنيا ، فهو بداية للحياة البرزخية .. وكل انسان كان ميتا في عالم العدم ( الغيب ) ، ثم انتقل إلى عالم الرحم بكلمة كن ، ثم انتقل إلى الحياة الدنيا بالولادة ، وسينتقل إلى عالم البرزخ بالموت ، ثم ينتقل إلى عالم الآخرة بالبعث .
من جعل الحياة الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه سيتبادر إلى ذهنه كل المعان المفزعة عن الموت وأما من آمن وعمل صالحا فسينقله الموت إلى عالم النعيم الأبدي .
الموت له رهبة لأنه ينهي حياة اعتدنا عليها حتى صار من الصعب فراقها ، ولأنه ينقلنا الى عالم نجهل هل سنكون فيه سعداء أم أشقياء ، و الموت رهيب لأنه يبين حسن الخاتمة من سوئها ، والموت رهيب لأنه يعني الوقوف أمام الله وعدن إتاحة أي فرصة لإصلاح ما أفسدنا .
ومن أعظم ما اتفق عليه البشر قاطبة هو الموت ، فهو حقيقة واقعة في كل لحظة ، ومن مات لا يرجع الى الدنيا ورغم معرفتنا بحقيقة وقوع الموت فإن الغفلة تستولي علينا بسبب مغريات الدنيا ووساوس الغرور .
وفي الموت رحمة ، فلو لم يمت الناس لازدحم هذا الكوكب وضاق بأهله ، ثم تصور ظالما كالنمرود وفرعون كم يعيثان في الأرض فسادا لو بقيا خالدين ، وتصور كم سيتعب المستضعفون وذوو الإمراض المزمنة .
إن بعض الوعاظ والقصاصين يستغل رهبة الموت ، فيصوره للناس بكل رعب لدرجة القنوط ، علما بأن الموت في الإسلام ما هو الا ولادة لعالم آخر أرقى و أبقى ، إن الموت وسكراته ، والقبر وملائكته يجعلها الله لتكريم المؤمن ولإهانة الكافر ، فكن مؤمنا يعمل ما يستطيع من الصالحات ويتجنب الكبائر او يتوب منها و داوم على الدعاء بحسن الخاتمة ليكون قبرك روضة من رياض الجنة وليس حفرة من حفر النيران .
ومن العجائب ان الموت كما هو نهاية لهذه الحياة فهو في نفس الوقت محرض على أعمارها وازدهارها ، وذلك أن المؤمن اذا تيقن بقصر حياته وانها قد تنتهي في أي لحظة ، فإنه سيبادر الى العمل الصالح والنافع في الدنيا والآخرة وسيجتهد في الإعراض عن السفاسف والآثام قبل أن يباغته الموت ، ألا ترى أن فريق الكرة يبادر إلى اللعب بحماس ونشاط لتسجيل الأهداف قبل ان يعلن حكم المباراة عن نهايتها بإطلاق صافرته ؟ فكيف اذا كان اللاعبون لا يعرفون هذا التوقيت فستجد أنهم حرصين على استغلال كل دقيقة من وقت المباراة ، فالموت هو الصافرة لنهاية مباراة الحياة ، فحقق أهدافك النبيلة والنظيفة والمشروعة قبل أن تنتهي أشواطها . ولا تنشغل بالدنيا فقط او بالأجرة فقط بل خذ من هذه وهذه .
الإنسان إذا ترك آثارا طيبة في حياته فإن ذكراه ستبقى بعد مماته ، فكم من عظماء لا تزال سيرتهم تذكر بكل فخر ، كما أن الإنسان الذي لم يقدم ما ينفع الناس فهو ميت و لو عاش فوق المائة من السنين ، وقد وصف القرآن الكريم أقواما بأنهم كالموتى ، لأنهم لا يفقهون ولا يؤمنون وبالتالي فلا نفع فيهم
ولكي تستفيد من الموت أخي المؤمن فعليك بهذه الخصال :
الدعاء بحسن الختام ، الإكثار من صدقة السر فإنها تقي مصارع السوء ، بر الوالدين ، إياك والظلم فإن الظلم ظلمات ، تجاوز عن عباد الله لوجه الله ، والزم ما افترض الله عليك من صلاة وصيام وزكاة وحج ، واجتنب الكبائر فإن وقعت فيها فبادر إلى التوبة .
وختاما نقول اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقاك
قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)
وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقى ﴾ ( القيامة : 26 )
وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )
وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرت الموت بالحق ﴾ (ق :19 ) .
وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، في الحلية مجلد 8 ص 201 )
وتروى لنا عائشة رضي الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول صلى الله عليه و سلم ، فتقول : (( مات النبي صلى الله عليه و سلم وإنه لبين حاقنتي (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) واقنتي ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ÷ ))
( رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازى باب مرض النبي ÷ ووفاته 83 ) .
وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله ÷ كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))
ثم نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))
( رواه البخاري أيضا في صحيحه في كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )
فانظر أخي المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادي ؟
وما جرى على النبي محمد صلى الله عليه و سلم من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هي أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ،
لاتغفلو عن الموت الموت ياتى فجأه لا يعرف كبير ولا صغير لا يعرف غنى او فقير
لا يعرف معافى او مريض تذكرو الموت تذكروالقبر وظلماتة الدنيا حوادثها كثيييييره . أذا فرحتنــــــــــــــــــــا مره ........ أحزنتنا مره وأذا أضـــــــــحكــــــــتـــنــــــــا مره....... أبكــــــــــتـــــنــــــــا مره أذا جمعتنا مره
فرقتنـــــــا مره...!
الموت : بوابة حتمية ، ينتقل الإنسان عبرها من عالم الدنيا الى عالم البرزخ ، فكما أن الموت نهاية للحياة الدنيا ، فهو بداية للحياة البرزخية .. وكل انسان كان ميتا في عالم العدم ( الغيب ) ، ثم انتقل إلى عالم الرحم بكلمة كن ، ثم انتقل إلى الحياة الدنيا بالولادة ، وسينتقل إلى عالم البرزخ بالموت ، ثم ينتقل إلى عالم الآخرة بالبعث .
من جعل الحياة الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه سيتبادر إلى ذهنه كل المعان المفزعة عن الموت وأما من آمن وعمل صالحا فسينقله الموت إلى عالم النعيم الأبدي .
الموت له رهبة لأنه ينهي حياة اعتدنا عليها حتى صار من الصعب فراقها ، ولأنه ينقلنا الى عالم نجهل هل سنكون فيه سعداء أم أشقياء ، و الموت رهيب لأنه يبين حسن الخاتمة من سوئها ، والموت رهيب لأنه يعني الوقوف أمام الله وعدن إتاحة أي فرصة لإصلاح ما أفسدنا .
ومن أعظم ما اتفق عليه البشر قاطبة هو الموت ، فهو حقيقة واقعة في كل لحظة ، ومن مات لا يرجع الى الدنيا ورغم معرفتنا بحقيقة وقوع الموت فإن الغفلة تستولي علينا بسبب مغريات الدنيا ووساوس الغرور .
وفي الموت رحمة ، فلو لم يمت الناس لازدحم هذا الكوكب وضاق بأهله ، ثم تصور ظالما كالنمرود وفرعون كم يعيثان في الأرض فسادا لو بقيا خالدين ، وتصور كم سيتعب المستضعفون وذوو الإمراض المزمنة .
إن بعض الوعاظ والقصاصين يستغل رهبة الموت ، فيصوره للناس بكل رعب لدرجة القنوط ، علما بأن الموت في الإسلام ما هو الا ولادة لعالم آخر أرقى و أبقى ، إن الموت وسكراته ، والقبر وملائكته يجعلها الله لتكريم المؤمن ولإهانة الكافر ، فكن مؤمنا يعمل ما يستطيع من الصالحات ويتجنب الكبائر او يتوب منها و داوم على الدعاء بحسن الخاتمة ليكون قبرك روضة من رياض الجنة وليس حفرة من حفر النيران .
ومن العجائب ان الموت كما هو نهاية لهذه الحياة فهو في نفس الوقت محرض على أعمارها وازدهارها ، وذلك أن المؤمن اذا تيقن بقصر حياته وانها قد تنتهي في أي لحظة ، فإنه سيبادر الى العمل الصالح والنافع في الدنيا والآخرة وسيجتهد في الإعراض عن السفاسف والآثام قبل أن يباغته الموت ، ألا ترى أن فريق الكرة يبادر إلى اللعب بحماس ونشاط لتسجيل الأهداف قبل ان يعلن حكم المباراة عن نهايتها بإطلاق صافرته ؟ فكيف اذا كان اللاعبون لا يعرفون هذا التوقيت فستجد أنهم حرصين على استغلال كل دقيقة من وقت المباراة ، فالموت هو الصافرة لنهاية مباراة الحياة ، فحقق أهدافك النبيلة والنظيفة والمشروعة قبل أن تنتهي أشواطها . ولا تنشغل بالدنيا فقط او بالأجرة فقط بل خذ من هذه وهذه .
الإنسان إذا ترك آثارا طيبة في حياته فإن ذكراه ستبقى بعد مماته ، فكم من عظماء لا تزال سيرتهم تذكر بكل فخر ، كما أن الإنسان الذي لم يقدم ما ينفع الناس فهو ميت و لو عاش فوق المائة من السنين ، وقد وصف القرآن الكريم أقواما بأنهم كالموتى ، لأنهم لا يفقهون ولا يؤمنون وبالتالي فلا نفع فيهم
ولكي تستفيد من الموت أخي المؤمن فعليك بهذه الخصال :
الدعاء بحسن الختام ، الإكثار من صدقة السر فإنها تقي مصارع السوء ، بر الوالدين ، إياك والظلم فإن الظلم ظلمات ، تجاوز عن عباد الله لوجه الله ، والزم ما افترض الله عليك من صلاة وصيام وزكاة وحج ، واجتنب الكبائر فإن وقعت فيها فبادر إلى التوبة .
وختاما نقول اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقاك