زورق الشوق
09-03-2012, 11:22 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أمابعد
يا معلمات
ما خرجت لصلاة الفجر وشاهدت سيارات نقل المعلمات تجوب الشوارع والطرقات ألا
دعوت الله ومن أعماق قلبي أن يحفظكم في ذهابكم إلى مدارسكم وإيابكم منها
وكم يعتصر قلبي ألما حينما أشاهد الضباب أو الغبار فمن خوفي عليكم يزداد دعائي لكم بالسلامة والعافية وان يردكم الله لأولادكم وبيوتكم سالمات من كل سوء
يامعلمات
إنني أتصور معانة كل واحدة منكن مع حقوق الوظيفة والزوج والبيت والأولاد وأتذكر دائما خروج بعضكن يوميا متسللات قبل الفجر من بين أبنائكم وبناتكم الصغار وهم نائمين تخرجون وأيديكم على قلوبكم لخوفكم عليهم تخرجون وأنتم تستودعنهم الله وكلكم أمل أن ترجعوا إليهم بالسلامة فكم من معلمة خرجت إلى المدرسة وقلبها مع ابنها المريض أو تخاف عليه من الخادمة السيئة فبعض المعلمات تصل إلى المدرسة وهي تتابع قيام أبنائها للمدرسة بالجوال هذا غير طول الطريق وصعوبته خاصة إذا كان وعرا وعبر طرق صحراوية
أعيش معانتكم يا معلمات إذا تذكرت نظرات من حولكم وطمعهم براتبكم فالجميع يمد يدهـ ويطمع بالعطاء بل إن الكثير يرى الحق في ذلك الراتب سواء الوالدين أو الزوج أو ألأولاد بل ربما المديرة والمدرسة فكثير منكن تتعب والمنفعة لغيرها فكم من فتاة كانت تتمنى الوظيفة لكنها في الأخير تحولت إلى معاناة بل ربما إلى ظلم واستفزاز كحال بعض الأزواج الظالمين لزوجاتهم وكل هذا في كفة وإذا سمعنا أخبار الحوادث المؤلمة لا نكاد نكفكف دموعنا من عيوننا حزنا على أخواتنا المعلمات
ولأجل هذا الشعور بكم وبمعاناتكم أحببت أن اكتب لكم وصايا من منطلق أن كل واحدة منكن أختا لي وأحب لها ما أحب لنفسي وأهلي واطمع أن نكون ممن تعاون على البر والتقوى
ولعلها تكون طريقا ونبراسا إلى الخير والصلاح وطريقا إلى السعادة وتخفيف المعاناة
(1)فمن الوصايا
لا ننسى يا معلمات دائما وأبدا انه لن ينفعنا ولن يضرنا أحد ألا بأذن الله وان الله إذا كان معنا فلا نبالي بأي احد وعليه فإذا ركبتم السيارة فلا تنسوا أذكار الصباح ودعاء الركوب حتى تكونون ممن توكل على الله واستعان به قولا وعملا وعليه لابد أن يكون في حقيبة كل واحدة منكن ورقة أذكار الصباح والمساء
فدقائق يوميا مع هذه الأذكار سبب من أسباب حفظ الله لنا وحتى تكونون ممن قال فيهن
قال تعالى : والذاكرين الله كثيرا والذاكرات الآية وتكونون ممن استجاب لأمر الله
قال تعالى : فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوعالشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى
وقال تعالى : فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوعالشمس وقبل الغروب الآية
ق (آية:39):
(2)ومن الوصايا
يا معلمات سنوات مرت وانتم تنتظرون الوظيفة لكي تعيشوا الأجواء المدرسية ويكون لكم دخل شهري ثابت يساعدكم في أمور دينكم ودنياكم ويكون سببا في سعادتكم واستقراركم
ولذا يجب أن لا ننسى شكر الله دائما وأبدا على هذه النعمة وحمده في الصباح والمساء فكم من فتاة تتمنى نصف ما تتقاضونه وكم من فتاة تعيش مرارة الفقر وألم الحرمان وربما عدم الزواج لأنها غير معلمة وكم من أم تتمنى أن تشتري لأبنها سيارة لكي يكون كأبناء المعلمات وكم من مرآة تحملت الإهانة والإذلال من زوجها الظالم ومع ذلك صابرة على نكد العيش لأنها فقيرة ومعدمة وتعلم أنها لو خرجت من بيته وطلبت الطلاق لم تجد من يؤويها ويطعمها
وعليه لنحذر من التضجر والتأفف وعدم القناعة والتحايل والتقصير فمن لم يشكر الله على هذه النعمة فقد تتحول هذه الوظيفة إلى نقمة وتكون شقاء وتعاسة وهم وغم كما هو حال البعض من المعلمات كل ذلك بسبب أنهن لم يشكرن الله وعليه انطبق وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي أوصاها لمعاذ بن جبل فقد قال:
((يا معاذ، أني أحبُّك، فلا تدعنّ أن تقول دبرَ كلّ صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك
يقول الحسن رحمه الله: "إن الله يمتِّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابًا"[5]. وإذا رأيت ربَّك يوالي عليك نعمَه وأنتَ تعصيه فاحذره، قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [القلم:44]، قال سفيان رحمه الله: "يُسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر".
(3) ومن الوصايا
يا معلمات ويا فاضلات الوظيفة والراتب أمانة وعلينا أن لا ننسى
قوله تعالى : ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) فالوظيفة أمانة والطالبات أمانة
وهذا الراتب سوف يسألنا الله عنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ] . ( صحيح )
وعليه لنجتهد ونكثر من الاستغفار والصدقة لعل الله يعفوا عنا تقصيرنا
(4)ومن الوصايا
يامعلمات لنستحضر أن الله ينظر إلينا في كل وقت وفي كل لحظة وخاصة لما نكون على ظهر السيارة فلابد أن نستحي من الله ونخاف منه ونحرص أن لا يرى علينا ألا ما يرضيه سواء في اللباس أو غيرهـ فالله اقرب إلينا من حبل الوريد كيف ونحن يوميا معرضين للخطر والموت بأي لحظة فليست المشكلة والمصيبة أن تنتهي أعمارنا ونفارق الحياة أنما المصيبة أن نموت ونلقى الله ونحن على غير طاعة فما عذر المعلمة حينما تلقى الله وتموت وهي نامصة أومتبرجة أو متحايلة بتقارير طبية غير صحيحة أو نمّامة في مدرستها أو أنها كانت سببا في نشر بعض العادات السيئة بين الطالبات بسبب ما يرونها عليها من لباس وغيرهـ
ما عذرها وهي تركب السيارة لسنوات طويلة في طرق طويلة وفيها مظنة الخطر وقد أمهلها الله لكنها لم تتوب ولم تقلع عن بعض ذنوبها فكل معلمة يجب أن تخاف من هذا الحديث العظيم
عن عدي ابن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منهفلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه ( عن يساره ) فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديهفلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة صحيح أخرجه البخاري ومسلم
(5) ومن الوصايا
لنتغلب على الظروف الصعبة ونتعايش مع هموم الوظيفة وصعوبة العمل
ونسعى لرسم البسمة في كل مدرسة
فيا معلمتي الفاضلة! وأنتي تتجولين في المدرسة وأنتي تقفين في الطابور الصباحي، هل فكرتي في البحث عن تلك اليتيمه؟ والتي تتجرع ألم اليتم والحرمان في كل وقت وفي كل ساعة، فكم ذرفت عيناها حينما تحدثن زميلاتها عن آبائهن ، وكم غصت في حلقها تلك العبرات وهي تقف أمام باب المدرسة ترقب كل طالبة تجري لتصل إلى سيارة أبيها، وهذهـ أبوها واقف ينتظرها عند الباب، وما أن تخرج ابنته إلا ويستقبلها بالقبلات والضحكات، كل هذه المناظر تتكرر يوميًّا على تلك اليتيمه، فما أن تصل إلى بيتها إلا وتسأل أمها: لما ذا يا أمي! الناس لهم آباء وأنا ليس لي أب؟ فما تملك تلك الأم إلا وتضم ابنتها إلى صدرها وتقبّلها وتخفي دموعها !!
أيضا في الطابور الصباحي قد تجدي فتاة انكمشت على نفسها من شدة البرد فلا لحاف ولا لباس شتوي بسبب أنها فقيرة محرومة!
فيا معلمتي.. ما يضرك لو بحثتي عن هذه النوعية من الطالبات وفتحت لهم قلبك، ورسمت فيهن الأمل بحديثك، فتقولين ملاطفًة لتلك اليتيمه: اعتبرني أختك، اعتبيرني صديقتك. وتمسكي يدها بلمسة حانية. وتقولين لها : إذا كان لك حاجة فلا تترددي في طلبها، فوالله إني أحبك، وأعتبرك مثل أبنتي.
الله أكبر على توفيق الله لمن خصهم الله بتلك الصفة، فتري تلك المعلمة، همها في المدرسة الاطمئنان على طالباتها، فهي بالطابور الصباحي تتجول بين الطالبات، وإذا مرت على تلك اليتيمة أو المسكينة ، نظرت إليها نظرة حانية، ووضعت يدها على رأسها، وابتسمت في وجهها ابتسامة بعثت فيها الأمل، وأشعلت في قلبها نور السعادة والأنس، وإذا تجولت في ممرات المدرسة لا تحتقر الابتسامات على الطالبات، والكلمات التي تعبر عن التقدير والاحترام، وما أن تخرج تلك الطالبة من المدرسة إلا وتذهب مسرعة وترمي بنفسها في حضن أمها وتقول: أمي! الأستاذة فلانة أعطتني ، وكلمتني، أمي! إني أحب الأستاذة فلانة، أمي لقد أعطتني الأستاذة فلانة هدية، وتسرد لأمها تفاصيل تلك التعامل اللطيف والراقي من تلك المعلمة الفاضلة ، فالأم المكلومة والأرملة حينما ترى سعادة وفرح ابنتها ترفع يديها إلى السماء وتقول يا رب! اللهم وفِّقْ فلانه ، اللهم ارحمها، اللهم ارزقها ذرية صالحة، فالله أكبر على تلك الدعوات التي تخرج من قلب صادق، ومن نفس مؤمنة، فهنيئًا لها تلك الدعوات، وهنيًا لها يوم أن حولت المدرسة عند تلك الفئة من الطالبات من جحيم لا يطاق، ومن همٍّ وغمٍّ إلى روضة نضرة، وإلى جنة باردة فالطالبة تنتظر الصباح؛ لكي تذهب إلى المدرسة؛ لما ترى من الاهتمام، والرحمة والمحبة.
بل إن همة تلك المربيات الفاضلات تجاوزت أسوار المدرسة، فتراهن متابعات أحوال أسر طالباتها ، وكأنهن من أهلهن، فما تمر مناسبة إلا ويشاركونهن الفرح والمرح، ففي أيام العيد يقدمون لهن هدايا العيد، بل والله إنهن إذا مرضت أحدى الطالبات يقمن بالواجب وربما الزيارة !!
هذه النوعية من المعلمات حينما انتقلن من المدرسة الى مدرسة أخرى بكى عليها الطالبات وأمهات الطالبات وآباء الطالبات وبقي ذكرهن الطيب يتردد في نفوس الكثير وبقيت الدعوات لهن أعوام طويلة ومن كل مدرسة يعلمن فيها ؟؟
فيا معلمتي الفاضلة ! كم من فتاة حارت في نفسها أسئلة وأمور خاصة؛ لأن أمها مطلقة أو متوفاة، وكم من بؤس وحرمان جرَّ إلى رذيلة وعار.
فلقد سقطت فتاة في أحد المدارس مغمى عليها، ولما بحثوا عن السبب وجدوها جائعة.، وطالب في الابتدائي سأل أباه في الصباح ريالين للإفطار، فلم يملك الأب إلا أن أدار وجهه، وذرفت دموعه؛ لأنه لا يملك قيمة الإفطار ، كل هذه المآسي تتكرر في أغلب المدارس، فأين طلبات الجنة؟ وأين الرحيمات ؟ وأين الكريمات؟ وأين النبيلات عن هذه المآسي؟ فأين من يبحثن عن مجالات الخير وطرقه؟ وربما أن البعض يتساءل:أين هذه الأمور؟ ولم نلاحظها في مدارسنا ولم يشتك لنا أحد!!.
فأقول: إن الله تعالى لا يختار لهذه الأعمال إلا من أحبهم، ومن أحبه الله استعمله في طاعته، فكيف تفتح الطالبة اليتيمة لنا قلبها ! ونحن نعاملها بشراسة وغلظة، فما ذنبها يوم أن كان لم يعجبك منظرها، أولم تستطيع تنظيف هندامها؟ وما ذنبها يوم أن كان البعض عمرهـا بالمهنة زمناً طويلا، والطريقة واحدة، تفرح بالانصراف من المدرسة، وتحزن بالقدوم إليها،
النـاسُ بالناسِ ما دامَ الحياةُ بهم والسعدُ لا شكَّ تاراتٌ وتاراتٌ
وَأفضلُ الناسِ ما بينَ الورَى رجلٌ تُقضَى على يدِهِ للناسِ حاجاتٌ
وَأشْكُرُ فضائلَ صنعِ اللهِ إذ جُعلتْ إليكَ لا لكَ، عندَ الناسِ حاجاتٌ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتٌ
(6) ومن الوصايا
الحرص على أصلاح الطالبات وتوجيههن فكل طالبة تستقيم وتتعلم من معلمة فاضلة ستكون صدقة جارية لتلك المعلمة
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله : إذا مات الإنسانانقطععمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم
فكل طالبة إنما هي بنتا لكل معلمة ولنتصور معلمة كانت حريصة على دعوة الطالبات وإصلاحهن وإقامة البرامج الدعوية والمحاظرات وتفعيل المصلى فكل من استفاد من الطالبات من هذه البرامج الطيبة أنما هي أعمال صالحة جارية ربما الى يوم القيامة لأن الطالبة التي استقامت في المدرسة لن تقبل بالمستقبل ألا بزوج مستقيم وهذه الأسرة المستقيمة ستحرص على تربية أبناءها على الاستقامة وهكذا وهذا الفضل يرجع إلى معلمة فاضلة اجتهدت في الإصلاح ونشر الخير فكان الأجر الدائم الى يوم القيامة
هذا غير أن الله يسخر من يسعى لإصلاح بنات وأبناء تلك المعلمة
(7) ومن الوصايا
احذري يامعلمة الظلم والتعدي على الآخرين أحذري أن يتمنى من معك في المدرسة أن تنتقلي منها سواء طالبات أو معلمات أو إداريات بسبب سلاطة لسانك وسوء خلقك على القريب والبعيد فكل من في المدرسة أنما هم شهداء الله في أرضه وإذا اجمعوا على انكي سيئة ربما تكون هذه شهادة عليكي فاحذري من هذه الصفة
عن أنس بن مالك قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنيعليها خيرا فقال وجبت ثم مر عليه بجنازة فأثني عليها شرا فقال وجبت فقيل يا رسولالله قلت لهذه وجبت ولهذه وجبت فقال شهادة القوم والمؤمنون شهود الله في الأرض * ( صحيح ) _ الأحكام 44 - 45 : وأخرجه البخاري ومسلم
واحذري يا فاضلة أن تنامي في فراشك وفيه من يدعو عليك من الطالبات وأمهاتهن بسبب سخرية بطالبة غير نظيفة أو ليست جميلة أو ضعيفة
واحذري أن يدعون عليك بسبب نقل كلام افسد ما بين اثنتين من زميلاتك أو بين المعلمات والمديرة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخطالله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا * ( صحيح ) _ الصحيحة
فيا معلمة لنراجع أنفسنا كثيرا حول هذه القضية ونحاسبها ونطلب من الآخرين المسامحة خاصة لما نريد الانتقال من المدرسة أو يتخرج دفعة من البنات للذهاب إلى مرحلة أخرى وتذكري تلك المرأة التي ظلمت الهرة فحبستها حتى ماتت فادخلها الله النار فكيف إذا كان المظلوم إنسان ومسلم وله حق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيرا من أعجبتها الوصايا فلتنقلها إلى منتديات أخرى أو تصويرها وتوزيعها على المعلمات في أي مدرسة المهم أن تعم الفائدة ويعظم الأجر والدال على الخير كفاعله
منقول
يا معلمات
ما خرجت لصلاة الفجر وشاهدت سيارات نقل المعلمات تجوب الشوارع والطرقات ألا
دعوت الله ومن أعماق قلبي أن يحفظكم في ذهابكم إلى مدارسكم وإيابكم منها
وكم يعتصر قلبي ألما حينما أشاهد الضباب أو الغبار فمن خوفي عليكم يزداد دعائي لكم بالسلامة والعافية وان يردكم الله لأولادكم وبيوتكم سالمات من كل سوء
يامعلمات
إنني أتصور معانة كل واحدة منكن مع حقوق الوظيفة والزوج والبيت والأولاد وأتذكر دائما خروج بعضكن يوميا متسللات قبل الفجر من بين أبنائكم وبناتكم الصغار وهم نائمين تخرجون وأيديكم على قلوبكم لخوفكم عليهم تخرجون وأنتم تستودعنهم الله وكلكم أمل أن ترجعوا إليهم بالسلامة فكم من معلمة خرجت إلى المدرسة وقلبها مع ابنها المريض أو تخاف عليه من الخادمة السيئة فبعض المعلمات تصل إلى المدرسة وهي تتابع قيام أبنائها للمدرسة بالجوال هذا غير طول الطريق وصعوبته خاصة إذا كان وعرا وعبر طرق صحراوية
أعيش معانتكم يا معلمات إذا تذكرت نظرات من حولكم وطمعهم براتبكم فالجميع يمد يدهـ ويطمع بالعطاء بل إن الكثير يرى الحق في ذلك الراتب سواء الوالدين أو الزوج أو ألأولاد بل ربما المديرة والمدرسة فكثير منكن تتعب والمنفعة لغيرها فكم من فتاة كانت تتمنى الوظيفة لكنها في الأخير تحولت إلى معاناة بل ربما إلى ظلم واستفزاز كحال بعض الأزواج الظالمين لزوجاتهم وكل هذا في كفة وإذا سمعنا أخبار الحوادث المؤلمة لا نكاد نكفكف دموعنا من عيوننا حزنا على أخواتنا المعلمات
ولأجل هذا الشعور بكم وبمعاناتكم أحببت أن اكتب لكم وصايا من منطلق أن كل واحدة منكن أختا لي وأحب لها ما أحب لنفسي وأهلي واطمع أن نكون ممن تعاون على البر والتقوى
ولعلها تكون طريقا ونبراسا إلى الخير والصلاح وطريقا إلى السعادة وتخفيف المعاناة
(1)فمن الوصايا
لا ننسى يا معلمات دائما وأبدا انه لن ينفعنا ولن يضرنا أحد ألا بأذن الله وان الله إذا كان معنا فلا نبالي بأي احد وعليه فإذا ركبتم السيارة فلا تنسوا أذكار الصباح ودعاء الركوب حتى تكونون ممن توكل على الله واستعان به قولا وعملا وعليه لابد أن يكون في حقيبة كل واحدة منكن ورقة أذكار الصباح والمساء
فدقائق يوميا مع هذه الأذكار سبب من أسباب حفظ الله لنا وحتى تكونون ممن قال فيهن
قال تعالى : والذاكرين الله كثيرا والذاكرات الآية وتكونون ممن استجاب لأمر الله
قال تعالى : فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوعالشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى
وقال تعالى : فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوعالشمس وقبل الغروب الآية
ق (آية:39):
(2)ومن الوصايا
يا معلمات سنوات مرت وانتم تنتظرون الوظيفة لكي تعيشوا الأجواء المدرسية ويكون لكم دخل شهري ثابت يساعدكم في أمور دينكم ودنياكم ويكون سببا في سعادتكم واستقراركم
ولذا يجب أن لا ننسى شكر الله دائما وأبدا على هذه النعمة وحمده في الصباح والمساء فكم من فتاة تتمنى نصف ما تتقاضونه وكم من فتاة تعيش مرارة الفقر وألم الحرمان وربما عدم الزواج لأنها غير معلمة وكم من أم تتمنى أن تشتري لأبنها سيارة لكي يكون كأبناء المعلمات وكم من مرآة تحملت الإهانة والإذلال من زوجها الظالم ومع ذلك صابرة على نكد العيش لأنها فقيرة ومعدمة وتعلم أنها لو خرجت من بيته وطلبت الطلاق لم تجد من يؤويها ويطعمها
وعليه لنحذر من التضجر والتأفف وعدم القناعة والتحايل والتقصير فمن لم يشكر الله على هذه النعمة فقد تتحول هذه الوظيفة إلى نقمة وتكون شقاء وتعاسة وهم وغم كما هو حال البعض من المعلمات كل ذلك بسبب أنهن لم يشكرن الله وعليه انطبق وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي أوصاها لمعاذ بن جبل فقد قال:
((يا معاذ، أني أحبُّك، فلا تدعنّ أن تقول دبرَ كلّ صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك
يقول الحسن رحمه الله: "إن الله يمتِّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابًا"[5]. وإذا رأيت ربَّك يوالي عليك نعمَه وأنتَ تعصيه فاحذره، قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [القلم:44]، قال سفيان رحمه الله: "يُسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر".
(3) ومن الوصايا
يا معلمات ويا فاضلات الوظيفة والراتب أمانة وعلينا أن لا ننسى
قوله تعالى : ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) فالوظيفة أمانة والطالبات أمانة
وهذا الراتب سوف يسألنا الله عنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ] . ( صحيح )
وعليه لنجتهد ونكثر من الاستغفار والصدقة لعل الله يعفوا عنا تقصيرنا
(4)ومن الوصايا
يامعلمات لنستحضر أن الله ينظر إلينا في كل وقت وفي كل لحظة وخاصة لما نكون على ظهر السيارة فلابد أن نستحي من الله ونخاف منه ونحرص أن لا يرى علينا ألا ما يرضيه سواء في اللباس أو غيرهـ فالله اقرب إلينا من حبل الوريد كيف ونحن يوميا معرضين للخطر والموت بأي لحظة فليست المشكلة والمصيبة أن تنتهي أعمارنا ونفارق الحياة أنما المصيبة أن نموت ونلقى الله ونحن على غير طاعة فما عذر المعلمة حينما تلقى الله وتموت وهي نامصة أومتبرجة أو متحايلة بتقارير طبية غير صحيحة أو نمّامة في مدرستها أو أنها كانت سببا في نشر بعض العادات السيئة بين الطالبات بسبب ما يرونها عليها من لباس وغيرهـ
ما عذرها وهي تركب السيارة لسنوات طويلة في طرق طويلة وفيها مظنة الخطر وقد أمهلها الله لكنها لم تتوب ولم تقلع عن بعض ذنوبها فكل معلمة يجب أن تخاف من هذا الحديث العظيم
عن عدي ابن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منهفلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه ( عن يساره ) فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديهفلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة صحيح أخرجه البخاري ومسلم
(5) ومن الوصايا
لنتغلب على الظروف الصعبة ونتعايش مع هموم الوظيفة وصعوبة العمل
ونسعى لرسم البسمة في كل مدرسة
فيا معلمتي الفاضلة! وأنتي تتجولين في المدرسة وأنتي تقفين في الطابور الصباحي، هل فكرتي في البحث عن تلك اليتيمه؟ والتي تتجرع ألم اليتم والحرمان في كل وقت وفي كل ساعة، فكم ذرفت عيناها حينما تحدثن زميلاتها عن آبائهن ، وكم غصت في حلقها تلك العبرات وهي تقف أمام باب المدرسة ترقب كل طالبة تجري لتصل إلى سيارة أبيها، وهذهـ أبوها واقف ينتظرها عند الباب، وما أن تخرج ابنته إلا ويستقبلها بالقبلات والضحكات، كل هذه المناظر تتكرر يوميًّا على تلك اليتيمه، فما أن تصل إلى بيتها إلا وتسأل أمها: لما ذا يا أمي! الناس لهم آباء وأنا ليس لي أب؟ فما تملك تلك الأم إلا وتضم ابنتها إلى صدرها وتقبّلها وتخفي دموعها !!
أيضا في الطابور الصباحي قد تجدي فتاة انكمشت على نفسها من شدة البرد فلا لحاف ولا لباس شتوي بسبب أنها فقيرة محرومة!
فيا معلمتي.. ما يضرك لو بحثتي عن هذه النوعية من الطالبات وفتحت لهم قلبك، ورسمت فيهن الأمل بحديثك، فتقولين ملاطفًة لتلك اليتيمه: اعتبرني أختك، اعتبيرني صديقتك. وتمسكي يدها بلمسة حانية. وتقولين لها : إذا كان لك حاجة فلا تترددي في طلبها، فوالله إني أحبك، وأعتبرك مثل أبنتي.
الله أكبر على توفيق الله لمن خصهم الله بتلك الصفة، فتري تلك المعلمة، همها في المدرسة الاطمئنان على طالباتها، فهي بالطابور الصباحي تتجول بين الطالبات، وإذا مرت على تلك اليتيمة أو المسكينة ، نظرت إليها نظرة حانية، ووضعت يدها على رأسها، وابتسمت في وجهها ابتسامة بعثت فيها الأمل، وأشعلت في قلبها نور السعادة والأنس، وإذا تجولت في ممرات المدرسة لا تحتقر الابتسامات على الطالبات، والكلمات التي تعبر عن التقدير والاحترام، وما أن تخرج تلك الطالبة من المدرسة إلا وتذهب مسرعة وترمي بنفسها في حضن أمها وتقول: أمي! الأستاذة فلانة أعطتني ، وكلمتني، أمي! إني أحب الأستاذة فلانة، أمي لقد أعطتني الأستاذة فلانة هدية، وتسرد لأمها تفاصيل تلك التعامل اللطيف والراقي من تلك المعلمة الفاضلة ، فالأم المكلومة والأرملة حينما ترى سعادة وفرح ابنتها ترفع يديها إلى السماء وتقول يا رب! اللهم وفِّقْ فلانه ، اللهم ارحمها، اللهم ارزقها ذرية صالحة، فالله أكبر على تلك الدعوات التي تخرج من قلب صادق، ومن نفس مؤمنة، فهنيئًا لها تلك الدعوات، وهنيًا لها يوم أن حولت المدرسة عند تلك الفئة من الطالبات من جحيم لا يطاق، ومن همٍّ وغمٍّ إلى روضة نضرة، وإلى جنة باردة فالطالبة تنتظر الصباح؛ لكي تذهب إلى المدرسة؛ لما ترى من الاهتمام، والرحمة والمحبة.
بل إن همة تلك المربيات الفاضلات تجاوزت أسوار المدرسة، فتراهن متابعات أحوال أسر طالباتها ، وكأنهن من أهلهن، فما تمر مناسبة إلا ويشاركونهن الفرح والمرح، ففي أيام العيد يقدمون لهن هدايا العيد، بل والله إنهن إذا مرضت أحدى الطالبات يقمن بالواجب وربما الزيارة !!
هذه النوعية من المعلمات حينما انتقلن من المدرسة الى مدرسة أخرى بكى عليها الطالبات وأمهات الطالبات وآباء الطالبات وبقي ذكرهن الطيب يتردد في نفوس الكثير وبقيت الدعوات لهن أعوام طويلة ومن كل مدرسة يعلمن فيها ؟؟
فيا معلمتي الفاضلة ! كم من فتاة حارت في نفسها أسئلة وأمور خاصة؛ لأن أمها مطلقة أو متوفاة، وكم من بؤس وحرمان جرَّ إلى رذيلة وعار.
فلقد سقطت فتاة في أحد المدارس مغمى عليها، ولما بحثوا عن السبب وجدوها جائعة.، وطالب في الابتدائي سأل أباه في الصباح ريالين للإفطار، فلم يملك الأب إلا أن أدار وجهه، وذرفت دموعه؛ لأنه لا يملك قيمة الإفطار ، كل هذه المآسي تتكرر في أغلب المدارس، فأين طلبات الجنة؟ وأين الرحيمات ؟ وأين الكريمات؟ وأين النبيلات عن هذه المآسي؟ فأين من يبحثن عن مجالات الخير وطرقه؟ وربما أن البعض يتساءل:أين هذه الأمور؟ ولم نلاحظها في مدارسنا ولم يشتك لنا أحد!!.
فأقول: إن الله تعالى لا يختار لهذه الأعمال إلا من أحبهم، ومن أحبه الله استعمله في طاعته، فكيف تفتح الطالبة اليتيمة لنا قلبها ! ونحن نعاملها بشراسة وغلظة، فما ذنبها يوم أن كان لم يعجبك منظرها، أولم تستطيع تنظيف هندامها؟ وما ذنبها يوم أن كان البعض عمرهـا بالمهنة زمناً طويلا، والطريقة واحدة، تفرح بالانصراف من المدرسة، وتحزن بالقدوم إليها،
النـاسُ بالناسِ ما دامَ الحياةُ بهم والسعدُ لا شكَّ تاراتٌ وتاراتٌ
وَأفضلُ الناسِ ما بينَ الورَى رجلٌ تُقضَى على يدِهِ للناسِ حاجاتٌ
وَأشْكُرُ فضائلَ صنعِ اللهِ إذ جُعلتْ إليكَ لا لكَ، عندَ الناسِ حاجاتٌ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتٌ
(6) ومن الوصايا
الحرص على أصلاح الطالبات وتوجيههن فكل طالبة تستقيم وتتعلم من معلمة فاضلة ستكون صدقة جارية لتلك المعلمة
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله : إذا مات الإنسانانقطععمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم
فكل طالبة إنما هي بنتا لكل معلمة ولنتصور معلمة كانت حريصة على دعوة الطالبات وإصلاحهن وإقامة البرامج الدعوية والمحاظرات وتفعيل المصلى فكل من استفاد من الطالبات من هذه البرامج الطيبة أنما هي أعمال صالحة جارية ربما الى يوم القيامة لأن الطالبة التي استقامت في المدرسة لن تقبل بالمستقبل ألا بزوج مستقيم وهذه الأسرة المستقيمة ستحرص على تربية أبناءها على الاستقامة وهكذا وهذا الفضل يرجع إلى معلمة فاضلة اجتهدت في الإصلاح ونشر الخير فكان الأجر الدائم الى يوم القيامة
هذا غير أن الله يسخر من يسعى لإصلاح بنات وأبناء تلك المعلمة
(7) ومن الوصايا
احذري يامعلمة الظلم والتعدي على الآخرين أحذري أن يتمنى من معك في المدرسة أن تنتقلي منها سواء طالبات أو معلمات أو إداريات بسبب سلاطة لسانك وسوء خلقك على القريب والبعيد فكل من في المدرسة أنما هم شهداء الله في أرضه وإذا اجمعوا على انكي سيئة ربما تكون هذه شهادة عليكي فاحذري من هذه الصفة
عن أنس بن مالك قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنيعليها خيرا فقال وجبت ثم مر عليه بجنازة فأثني عليها شرا فقال وجبت فقيل يا رسولالله قلت لهذه وجبت ولهذه وجبت فقال شهادة القوم والمؤمنون شهود الله في الأرض * ( صحيح ) _ الأحكام 44 - 45 : وأخرجه البخاري ومسلم
واحذري يا فاضلة أن تنامي في فراشك وفيه من يدعو عليك من الطالبات وأمهاتهن بسبب سخرية بطالبة غير نظيفة أو ليست جميلة أو ضعيفة
واحذري أن يدعون عليك بسبب نقل كلام افسد ما بين اثنتين من زميلاتك أو بين المعلمات والمديرة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخطالله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا * ( صحيح ) _ الصحيحة
فيا معلمة لنراجع أنفسنا كثيرا حول هذه القضية ونحاسبها ونطلب من الآخرين المسامحة خاصة لما نريد الانتقال من المدرسة أو يتخرج دفعة من البنات للذهاب إلى مرحلة أخرى وتذكري تلك المرأة التي ظلمت الهرة فحبستها حتى ماتت فادخلها الله النار فكيف إذا كان المظلوم إنسان ومسلم وله حق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيرا من أعجبتها الوصايا فلتنقلها إلى منتديات أخرى أو تصويرها وتوزيعها على المعلمات في أي مدرسة المهم أن تعم الفائدة ويعظم الأجر والدال على الخير كفاعله
منقول