جبل الهدا
09-09-2013, 10:08 PM
بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية
تم توزيع خبر صحفي صغير يشير إلى أن نسبة الأمية في المملكة والتي لا تزيد على 4 بالمائة، وما من شك أن مثل هذه النسبة تعد إنجازا يسجل لصالح القائمين على حملات محو الأمية، ولكننا حين نتجاوز هذا الخبر الصغير ونتأمل واقعنا اليوم نكتشف أن محو الأمية لا تعني بالضرورة انحسار الجهل!.
الغالبية العظمى من الناس في بلادنا اليوم يجيدون القراءة والكتابة ولديهم مهارات خارقة في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر ولكنهم رغم ذلك يعانون من أمية مزمنة في معرفة حقوقهم وحقوق الآخرين، بل إن بعض أساتذة الجامعات ممن قضوا السنوات الطوال في طلب العلم وبعض مسؤولي الجهات والمؤسسات الحكومية الذين يطلعون يوميا على معلومات لا يطلع عليها سواهم يكشفون لنا يوميا من خلال تصرفاتهم أو تصريحاتهم أو آرائهم على شبكات التواصل عن جهل عظيم يجعل الواحد منا يترحم على الأيام التي كانت فيها نسبة الأمية هي الغالبة!.
للحظات شعرت بأن الـ 4 بالمائة من الأميين الباقين في البلد هم الفئة الوحيدة التي يمكن الرهان عليها من أجل مستقبل أفضل، فهؤلاء لا يقرأون الأخبار التي تكشف عن درجة التناقض التي وصلنا إليها ولا يكتبون فيكونون شركاء في ترسيخ قواعد الجهل والتخلف، أما الـ 96 بالمائة فهم يكسرون قواعد المرور وهم في طريقهم إلى العمل ويكسرون الأنظمة والقوانين حين يمارسون وظائفهم ويكسرون مبادئ احترام الرأي الآخر حين يتناقشون مع أصدقائهم.
هل نحن حقا أكثر فهما للحياة وللعالم من أجدادنا الذين لم يكونوا يجيدون القراءة والكتابة؟، هذا غير صحيح على الإطلاق فأولئك الأجداد الذين نعتبرهم (أميين) كانوا قادرين على مقاومة الظروف الصعبة التي يعيشونها وتجاوز أصعب المراحل من خلال احترام الفرد منهم لقوانين الجماعة، لم تكن لديهم هذه النزعة الغريبة للقفز فوق حقوق الآخرين، أما نحن الذين توفرت لدينا إمكانيات هائلة تحلم بها كل شعوب الأرض فقد فشلنا في استغلال هذه الإمكانيات لتحقيق الواقع الذي نطمح إليه وهذا من دلالات الجهل، وفشلنا يعود لسببين الأول منهما أن الواحد منا يظن أنه لن يستطيع تحسين واقعه إلا من خلال تجاوز حقوق الآخرين وهذا طمع أساسه الجهل، أما السبب الثاني فيعود لأن الواحد منا مشغول بتتبع أخطاء الآخرين دون أن يحاول التوقف عن ارتكاب الأخطاء الواضحة وهذا غرور أعمى أساسه الجهل.
بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية
أناشدكم أن تدعوا هؤلاء الـ 4 بالمائة من الأميين ينعمون ببراءة الأمية فمصائبنا الحقيقية لم يصنعها إلا المتعلمون!.
نقلا عن صحيفةعكاظ
الكاتب/ خلف الحربى
تم توزيع خبر صحفي صغير يشير إلى أن نسبة الأمية في المملكة والتي لا تزيد على 4 بالمائة، وما من شك أن مثل هذه النسبة تعد إنجازا يسجل لصالح القائمين على حملات محو الأمية، ولكننا حين نتجاوز هذا الخبر الصغير ونتأمل واقعنا اليوم نكتشف أن محو الأمية لا تعني بالضرورة انحسار الجهل!.
الغالبية العظمى من الناس في بلادنا اليوم يجيدون القراءة والكتابة ولديهم مهارات خارقة في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر ولكنهم رغم ذلك يعانون من أمية مزمنة في معرفة حقوقهم وحقوق الآخرين، بل إن بعض أساتذة الجامعات ممن قضوا السنوات الطوال في طلب العلم وبعض مسؤولي الجهات والمؤسسات الحكومية الذين يطلعون يوميا على معلومات لا يطلع عليها سواهم يكشفون لنا يوميا من خلال تصرفاتهم أو تصريحاتهم أو آرائهم على شبكات التواصل عن جهل عظيم يجعل الواحد منا يترحم على الأيام التي كانت فيها نسبة الأمية هي الغالبة!.
للحظات شعرت بأن الـ 4 بالمائة من الأميين الباقين في البلد هم الفئة الوحيدة التي يمكن الرهان عليها من أجل مستقبل أفضل، فهؤلاء لا يقرأون الأخبار التي تكشف عن درجة التناقض التي وصلنا إليها ولا يكتبون فيكونون شركاء في ترسيخ قواعد الجهل والتخلف، أما الـ 96 بالمائة فهم يكسرون قواعد المرور وهم في طريقهم إلى العمل ويكسرون الأنظمة والقوانين حين يمارسون وظائفهم ويكسرون مبادئ احترام الرأي الآخر حين يتناقشون مع أصدقائهم.
هل نحن حقا أكثر فهما للحياة وللعالم من أجدادنا الذين لم يكونوا يجيدون القراءة والكتابة؟، هذا غير صحيح على الإطلاق فأولئك الأجداد الذين نعتبرهم (أميين) كانوا قادرين على مقاومة الظروف الصعبة التي يعيشونها وتجاوز أصعب المراحل من خلال احترام الفرد منهم لقوانين الجماعة، لم تكن لديهم هذه النزعة الغريبة للقفز فوق حقوق الآخرين، أما نحن الذين توفرت لدينا إمكانيات هائلة تحلم بها كل شعوب الأرض فقد فشلنا في استغلال هذه الإمكانيات لتحقيق الواقع الذي نطمح إليه وهذا من دلالات الجهل، وفشلنا يعود لسببين الأول منهما أن الواحد منا يظن أنه لن يستطيع تحسين واقعه إلا من خلال تجاوز حقوق الآخرين وهذا طمع أساسه الجهل، أما السبب الثاني فيعود لأن الواحد منا مشغول بتتبع أخطاء الآخرين دون أن يحاول التوقف عن ارتكاب الأخطاء الواضحة وهذا غرور أعمى أساسه الجهل.
بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية
أناشدكم أن تدعوا هؤلاء الـ 4 بالمائة من الأميين ينعمون ببراءة الأمية فمصائبنا الحقيقية لم يصنعها إلا المتعلمون!.
نقلا عن صحيفةعكاظ
الكاتب/ خلف الحربى