جبل الهدا
01-09-2014, 07:27 AM
عن التعليم والمعلم
ملح وسكر
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الخميس 09/01/2014
صحيفة المدينة
في عدد 1 يناير أتحفني أخي الكريم المهندس فريد مياجان بالتعليق على مقال لي بعنوان: (حب التعليم أولاً) نُشر في 30 ديسمبر الماضي، واستشهد المهندس برأي الأستاذ الجليل والمفكر المعروف أحمد جمال -رحمه الله- عن دور المعلم في نجاح العملية التعليمية، إذ يقول عن شروط المعلم الناجح: (أن يكون هاويًا لا محترفًا لعمله، يشعر نحوه بشعور الرضا والحب والشوق والاعتزاز، عارفًا لحقوقه وواجباته، وراضيًا عن أهدافه وغاياته، فالخير والنفع لا يكون إلاّ في المعلم الذي اتخذ التعليم رسالة وهواية. أمّا المعلم المحترف فهو يعامل طلابه كما يعامل التاجر زبائنه. وفي هذه الحالة لا يصدق في نصيحته لطلابه، ولا يحرص عليهم صلاحًا ونجاحًا).
وأمّا الشرط الثاني، فهو (أن يكون المعلم قدوة حسنة مؤثرًا في طلابه، وبغير ذلك لن يستطيع المعلم أن يقوم بواجبه المطلوب منه، فالقدوة أساس متين من أسس عمل المعلم..).
كلام كبير، من مفكر كبير يذكرني بالفرق بين لاعب الكرة أيام كانت للهواة فقط، فكان اللاعب مهما برع موظفًا في النهار، ولاعبًا هاويًا يتدرب عصرًا، حتى جاءت مفاهيم الاحتراف فاقتبسناها عوجاء ناقصة حتى صار المحترف من لاعبينا كالغراب يحاول تقليد الطاووس، ضربهم الغرور، وأهلكهم السهر والمفطحات، وأفسد معظمهم المال. ولذا لم ينجح أي من لاعبينا في الالتحاق بأي نادٍ عالميٍّ عريقٍ برغم من كل الهالات الإعلامية المحلية والفرقعات الصحفية المستمرة.
أعود إلى التعليم الذي ذهب ضحية (السعودة) العشوائية حتى غدا حرفة من لا حرفة له، ومهنة من لا يُحسن غيرها. لم يحظَ التعليم بالعناية، وإنَّما انحصر الاهتمام في سلم الرواتب، وتأخر التعيين، وقوائم الانتظار والتسكين في المراتب الوظيفية المناسبة. وما عاد السؤال قائمًا عن جودة التعليم ولا حقيقة التعلم. أصبحت كل المعايير ماديةً بحتةً، رواتبَ، ومبانيَ، ومعاملَ، ومواصلاتٍ، ودرجاتٍ بالجملة، حتى لكأنّنا السابقون على مستوى العالم، في حين تؤكد الاختبارات الدولية العلمية المحايدة أننا على مرمى حجر من ذيل القائمة، خاصة في العلوم والرياضيات، اللذين هما معيار التقدّم في ميادين العلم والتقنية، كما هما مؤشران على قوة الاقتصاد القائم على الإنتاج والمعرفة.
ملح وسكر
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الخميس 09/01/2014
صحيفة المدينة
في عدد 1 يناير أتحفني أخي الكريم المهندس فريد مياجان بالتعليق على مقال لي بعنوان: (حب التعليم أولاً) نُشر في 30 ديسمبر الماضي، واستشهد المهندس برأي الأستاذ الجليل والمفكر المعروف أحمد جمال -رحمه الله- عن دور المعلم في نجاح العملية التعليمية، إذ يقول عن شروط المعلم الناجح: (أن يكون هاويًا لا محترفًا لعمله، يشعر نحوه بشعور الرضا والحب والشوق والاعتزاز، عارفًا لحقوقه وواجباته، وراضيًا عن أهدافه وغاياته، فالخير والنفع لا يكون إلاّ في المعلم الذي اتخذ التعليم رسالة وهواية. أمّا المعلم المحترف فهو يعامل طلابه كما يعامل التاجر زبائنه. وفي هذه الحالة لا يصدق في نصيحته لطلابه، ولا يحرص عليهم صلاحًا ونجاحًا).
وأمّا الشرط الثاني، فهو (أن يكون المعلم قدوة حسنة مؤثرًا في طلابه، وبغير ذلك لن يستطيع المعلم أن يقوم بواجبه المطلوب منه، فالقدوة أساس متين من أسس عمل المعلم..).
كلام كبير، من مفكر كبير يذكرني بالفرق بين لاعب الكرة أيام كانت للهواة فقط، فكان اللاعب مهما برع موظفًا في النهار، ولاعبًا هاويًا يتدرب عصرًا، حتى جاءت مفاهيم الاحتراف فاقتبسناها عوجاء ناقصة حتى صار المحترف من لاعبينا كالغراب يحاول تقليد الطاووس، ضربهم الغرور، وأهلكهم السهر والمفطحات، وأفسد معظمهم المال. ولذا لم ينجح أي من لاعبينا في الالتحاق بأي نادٍ عالميٍّ عريقٍ برغم من كل الهالات الإعلامية المحلية والفرقعات الصحفية المستمرة.
أعود إلى التعليم الذي ذهب ضحية (السعودة) العشوائية حتى غدا حرفة من لا حرفة له، ومهنة من لا يُحسن غيرها. لم يحظَ التعليم بالعناية، وإنَّما انحصر الاهتمام في سلم الرواتب، وتأخر التعيين، وقوائم الانتظار والتسكين في المراتب الوظيفية المناسبة. وما عاد السؤال قائمًا عن جودة التعليم ولا حقيقة التعلم. أصبحت كل المعايير ماديةً بحتةً، رواتبَ، ومبانيَ، ومعاملَ، ومواصلاتٍ، ودرجاتٍ بالجملة، حتى لكأنّنا السابقون على مستوى العالم، في حين تؤكد الاختبارات الدولية العلمية المحايدة أننا على مرمى حجر من ذيل القائمة، خاصة في العلوم والرياضيات، اللذين هما معيار التقدّم في ميادين العلم والتقنية، كما هما مؤشران على قوة الاقتصاد القائم على الإنتاج والمعرفة.