جبل الهدا
01-30-2014, 07:38 AM
احذروا التسويق الخفي!
كانت أحداث الفيلم تدور داخل أحد المعامل.. في أول خروج للكاميرا كانت اللقطة حول زعيم للعصابة يقف جوار سيارة فاخرة.. كان المشهد لا يتجاوز بضع ثوان، لكنه كان كفيلا بتسليط الضوء على علامة السيارة!
قلت لابني حسام، كن حذرا، هذا يسمونه "التسويق الخفي".. كان المهم عندي لحظتها أن يعلم أن التسويق الخفي حاضر وبقوة في تفاصيل حياته اليوم..
لا أعلم متى نشأ المصطلح، ومتى تم استخدامه.. لكن أشهر استخداماته تلك التي قامت بها شركة "سوني أريكسون".. أرادت الشركة تسويق أحد هواتفها الجديدة ـ قبل 12عاما ـ بعيدا عن اللغة المباشرة.. فقامت بتوظيف مندوبين في عدد من المدن العالمية المكتظة.. كانت تنوي استهداف أسواقها.. كل ما على المندوب عمله هو السفر لتلك المدينة والتصرف بتلقائية في التجمعات والتظاهرات، وكأنه شخص عادي، ثم يتقدم نحوك، ويطلب منك، بكل لطف، أن تلتقط له صورة، ثم يناولك هاتفه بأدب، بدلا من أن يناولك كاميرا!. لتكتشف أن ذلك الهاتف مزود بكاميرا ـ لاحظوا أننا نتحدث عن عام 2002 ـ ليجد الناس أنفسهم يتحدثون عن هواتف مزودة بكاميرات حديثة.. هذا أمر جديد وجيد في تلك الفترة.. لتنجح الشركة في تسويق منتجاتها، بأسلوب ماكر، وبطريقة خفية، دون حاجة لحملات إعلانية ترهق ميزانية الشركة.. ذلك هو التسويق الخفي.. ربما ـ وهذا الطريف ـ هناك أشخاص لم يدركوا ذلك حتى الآن.. أعني أنهم وقعوا ضحية هذا النوع من التسويق، على الرغم من الاحتجاجات التي واجهتها الشركة. هناك استخدامات واسعة للتسويق الخفي أو المقنّع.. ولم أكن أرغب الحديث عن الموضوع لولا مشاهدتي لأحد المؤتمرات الصحفية التي يتم عقدها عقب كل مباراة في الدوري السعودي.. حيث تم وضع ثلاث علب لمشروب غازي، ضار بالصحة أمام المتحدثين بشكل واضح.. وهي فترة مشاهدة عالية.. مؤلم أن يبذل الكثيرون جهودهم لمحاربة السلوكيات الغذائية الخاطئة، ويأتي من ينسفها بصفقة تجارية خلال دقائق قليلة.. صفقة تعبر نحو حياتنا بعنوان عريض مقبول "رعاية إعلامية"، بينما هي في الأساس مجرد "تسويق خفي" لمشروب ضار بالصحة!.
صالح الشيحي
صحيفة الوطن
كانت أحداث الفيلم تدور داخل أحد المعامل.. في أول خروج للكاميرا كانت اللقطة حول زعيم للعصابة يقف جوار سيارة فاخرة.. كان المشهد لا يتجاوز بضع ثوان، لكنه كان كفيلا بتسليط الضوء على علامة السيارة!
قلت لابني حسام، كن حذرا، هذا يسمونه "التسويق الخفي".. كان المهم عندي لحظتها أن يعلم أن التسويق الخفي حاضر وبقوة في تفاصيل حياته اليوم..
لا أعلم متى نشأ المصطلح، ومتى تم استخدامه.. لكن أشهر استخداماته تلك التي قامت بها شركة "سوني أريكسون".. أرادت الشركة تسويق أحد هواتفها الجديدة ـ قبل 12عاما ـ بعيدا عن اللغة المباشرة.. فقامت بتوظيف مندوبين في عدد من المدن العالمية المكتظة.. كانت تنوي استهداف أسواقها.. كل ما على المندوب عمله هو السفر لتلك المدينة والتصرف بتلقائية في التجمعات والتظاهرات، وكأنه شخص عادي، ثم يتقدم نحوك، ويطلب منك، بكل لطف، أن تلتقط له صورة، ثم يناولك هاتفه بأدب، بدلا من أن يناولك كاميرا!. لتكتشف أن ذلك الهاتف مزود بكاميرا ـ لاحظوا أننا نتحدث عن عام 2002 ـ ليجد الناس أنفسهم يتحدثون عن هواتف مزودة بكاميرات حديثة.. هذا أمر جديد وجيد في تلك الفترة.. لتنجح الشركة في تسويق منتجاتها، بأسلوب ماكر، وبطريقة خفية، دون حاجة لحملات إعلانية ترهق ميزانية الشركة.. ذلك هو التسويق الخفي.. ربما ـ وهذا الطريف ـ هناك أشخاص لم يدركوا ذلك حتى الآن.. أعني أنهم وقعوا ضحية هذا النوع من التسويق، على الرغم من الاحتجاجات التي واجهتها الشركة. هناك استخدامات واسعة للتسويق الخفي أو المقنّع.. ولم أكن أرغب الحديث عن الموضوع لولا مشاهدتي لأحد المؤتمرات الصحفية التي يتم عقدها عقب كل مباراة في الدوري السعودي.. حيث تم وضع ثلاث علب لمشروب غازي، ضار بالصحة أمام المتحدثين بشكل واضح.. وهي فترة مشاهدة عالية.. مؤلم أن يبذل الكثيرون جهودهم لمحاربة السلوكيات الغذائية الخاطئة، ويأتي من ينسفها بصفقة تجارية خلال دقائق قليلة.. صفقة تعبر نحو حياتنا بعنوان عريض مقبول "رعاية إعلامية"، بينما هي في الأساس مجرد "تسويق خفي" لمشروب ضار بالصحة!.
صالح الشيحي
صحيفة الوطن