جبل الهدا
03-03-2014, 06:54 AM
هموم الكتابة
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة الوطن
الإثنين 03/03/2014
الكتابة متعــةٌ..الكتابة نزْفٌ..الكتابة ترفٌ...
الكتابة قد تكون كلّ ذلك .. فأنت ككاتب حين تكتب موضوعًا فإنّك تضع جزءًا من ذاتك فيما تكتبه .. أنت تكتب لتحفر في عمق الأشياء ، تظهرها، وتبرزها على السطح ليراها من يقرأ لك .
الكاتب الجادّ الذي يكتب بحدّ السكّين .. يتألّم وهو يكتب عن أمورٍ مثيرة للألم ، ويتألّم حين لايجد صدًى لما يكتبه ،ويتألّم حين يجد اللّوم ، أو يلقى الإعراض والتجاهل لما يكتب .
وللكتابة آثارها على نفسيّة الكاتب وأحواله ؛ فهو يتغيّر بفعل مايكتبه .. يقدّم النصائح لقرائه ، وقد يستفيدُ منها ، وقد لايستفيد ، لكنه سيتذكّرها حتمًا، وربما يعمل بها .
الكاتب قد يقف مع مايراه حقّاً فيثير حنق من يقفون في الجانب الآخر ضدّه .. يكتب عن قضيّة ما فيناقشها بشكل مخالف لمايريده الآخرون منه فيُنتقد بشدّة .. يحجم عن قول الحقيقة لأسباب معيّنة ، فيُتّهم بالجبن ..
طبعًا قصدت بهذا الكاتب الذي يهتمّ بقضايا الوطن .. ذلك الذي يقرأ له الكثيرون ويحلّلون كتاباته حسب ما يرونه ، وحسب مايستشفّونه بين سطوره ، ولم أقصد الكتّاب المشغولين بهمومهم الخاصّة وبما يدور حول ذواتهم .
الكاتب يجب أن يكون حرّاً ، وهذه مسألة معقّدة في كثير من المجتمعات ؛ حيث يجب أن يكون الكاتب ملتزمًا وخاضعًا لقيود معيّنة وحدودٍ لايتجاوزها ؛ وهناعلى الكاتب أن يكون منطلقًا وحذرًا في آن واحد .. متفاعلاً ومتوازنًا في نفس الوقت .. أن يسير على الحبل الرفيع دون أن يسقط.
المسألة صعْبةٌ ، ولكن الكاتب الحاذق يستطيع فعل ذلك .
وللقارئ دورٌ كبيرٌ في نجاح الكاتب واستمراريّته ، فالتشجيع ، والتفاعل ، والنقد البنّاء عوامل تساهم في إنجاح كتابات الكاتب اليومي أو الأسبوعي ، وتمنحه طاقة إضافيّة للمزيد من الكتابات الجادة والهادفة .
يجب أن لايغضب الكاتب حين يجد بين قرائه من ينتقد بعض مايكتب ، فالقارئ الذي ينتقد هو قارئ متابعٌ ، مهتمٌ بما يكتبه الكاتب ، لذا فإنّ تفاعله معه حتى لو جاء على شكل نقدٍ يجب أن يسعد الكاتب ، لا أن يضايقه.
أفضل الكتابات على الإطلاق هي ماتُكتب بعفويّة ودون ضغوط أو إملاءات ... وأجملها ما كان يعبّر عن روح الكاتب وفكره دون تنميق أو تجميل ، ودون اللجوء إلى المحسّنات اللفظية لتغطية عيوب المعنى .
في الواقع إن الكتابة بوعي وضمير وإحساس هي الأروع من بين جميع الكتابات الأخرى.
ولكل الكتّاب في كل مكان وكلّ موقع كلّ التقدير لما يكتبونه ، ولما يسهمون به في خدمة الوطن
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة الوطن
الإثنين 03/03/2014
الكتابة متعــةٌ..الكتابة نزْفٌ..الكتابة ترفٌ...
الكتابة قد تكون كلّ ذلك .. فأنت ككاتب حين تكتب موضوعًا فإنّك تضع جزءًا من ذاتك فيما تكتبه .. أنت تكتب لتحفر في عمق الأشياء ، تظهرها، وتبرزها على السطح ليراها من يقرأ لك .
الكاتب الجادّ الذي يكتب بحدّ السكّين .. يتألّم وهو يكتب عن أمورٍ مثيرة للألم ، ويتألّم حين لايجد صدًى لما يكتبه ،ويتألّم حين يجد اللّوم ، أو يلقى الإعراض والتجاهل لما يكتب .
وللكتابة آثارها على نفسيّة الكاتب وأحواله ؛ فهو يتغيّر بفعل مايكتبه .. يقدّم النصائح لقرائه ، وقد يستفيدُ منها ، وقد لايستفيد ، لكنه سيتذكّرها حتمًا، وربما يعمل بها .
الكاتب قد يقف مع مايراه حقّاً فيثير حنق من يقفون في الجانب الآخر ضدّه .. يكتب عن قضيّة ما فيناقشها بشكل مخالف لمايريده الآخرون منه فيُنتقد بشدّة .. يحجم عن قول الحقيقة لأسباب معيّنة ، فيُتّهم بالجبن ..
طبعًا قصدت بهذا الكاتب الذي يهتمّ بقضايا الوطن .. ذلك الذي يقرأ له الكثيرون ويحلّلون كتاباته حسب ما يرونه ، وحسب مايستشفّونه بين سطوره ، ولم أقصد الكتّاب المشغولين بهمومهم الخاصّة وبما يدور حول ذواتهم .
الكاتب يجب أن يكون حرّاً ، وهذه مسألة معقّدة في كثير من المجتمعات ؛ حيث يجب أن يكون الكاتب ملتزمًا وخاضعًا لقيود معيّنة وحدودٍ لايتجاوزها ؛ وهناعلى الكاتب أن يكون منطلقًا وحذرًا في آن واحد .. متفاعلاً ومتوازنًا في نفس الوقت .. أن يسير على الحبل الرفيع دون أن يسقط.
المسألة صعْبةٌ ، ولكن الكاتب الحاذق يستطيع فعل ذلك .
وللقارئ دورٌ كبيرٌ في نجاح الكاتب واستمراريّته ، فالتشجيع ، والتفاعل ، والنقد البنّاء عوامل تساهم في إنجاح كتابات الكاتب اليومي أو الأسبوعي ، وتمنحه طاقة إضافيّة للمزيد من الكتابات الجادة والهادفة .
يجب أن لايغضب الكاتب حين يجد بين قرائه من ينتقد بعض مايكتب ، فالقارئ الذي ينتقد هو قارئ متابعٌ ، مهتمٌ بما يكتبه الكاتب ، لذا فإنّ تفاعله معه حتى لو جاء على شكل نقدٍ يجب أن يسعد الكاتب ، لا أن يضايقه.
أفضل الكتابات على الإطلاق هي ماتُكتب بعفويّة ودون ضغوط أو إملاءات ... وأجملها ما كان يعبّر عن روح الكاتب وفكره دون تنميق أو تجميل ، ودون اللجوء إلى المحسّنات اللفظية لتغطية عيوب المعنى .
في الواقع إن الكتابة بوعي وضمير وإحساس هي الأروع من بين جميع الكتابات الأخرى.
ولكل الكتّاب في كل مكان وكلّ موقع كلّ التقدير لما يكتبونه ، ولما يسهمون به في خدمة الوطن