جبل الهدا
03-09-2014, 07:48 PM
التعليم هو مستقبل الوطن
معظم الضعفاء من المعلمين هم في الواقع من يتعامل بفوقية مقززة مع أبنائنا، فهذه النوعية من المعلمين تهوى ارتداء نوع مهلهل من الأقنعة، التي لا تخفي الواقع وتزيده قبحا، فالتعليم مهنة يجب ألا يُمكن منها إلا المتميزون
لا يجوز أن نطلق على من يعمل في مهنة التعليم ولم يستوعبها ويعيها حقها، فتعامل معها على أنها مهنة كغيرها من المهن (معلما)، فالتعليم مهنة من أهم المهن الإنسانية، إن لم تكن من أهمها على الإطلاق، إذ يفترض بها أن تستلم طفلنا وتعمل على ألا تتركه إلا وهو يملك مهارات تعينه على خوض غمار الحياة، هذا إذا عمد إلى إكمال الطريق وتحمل المشاق وجاهد وصبر.
نعم التعليم يحمل مشقة عالية على المعلم والمتعلم على السواء، بل أيضا على الأسر التي تعي ما معنى أن يكون طفلها طالب علم، فالأبناء يملكون مواهب تختلف باختلافهم، وقد يكون بعضها نادرة، ولكن تحويلها لمهارات ذات جودة عالية تحتاج لكثير من الجهد والصبر ومن جميع الأطراف.
والمؤلم أن بعض أبنائنا قد لا يكونون محظوظين كفاية ليجدوا الأرض الخصبة التي تحتضن البذرة الخصبة بالعناية والرعاية، فتموت مواهبهم في مهدها وتنطفئ زهرتها وتنزوي، وهكذا يخسر الوطن كثيرا من المواهب التي لا تعوض.
ومن جانب آخر علينا التوقف عند الأسرة التي تعتقد أن احترامها للأبناء تكبير لرؤوسهم، فهؤلاء مخطئون.. فاحترام الأبناء لا يعني عدم احترامهم لنا، بل تعني تدعيما لذلك وتثبيتا له على أرض الواقع.. بل هو تأسيس لعلاقة تدوم بيننا وبينهم وتثمر الخير بحول الله.. كما يخطئ من يعتقد أن رفع صوت الوالدين في كل حين، وتقطيب الحاجبين كلما لاح طيف أبنائهم أمامهم يحفظ هيبتهما، فهذا التطبيق قد يجعلهما قابعين في برج عاجي معزولين ولو نفسيا عن أولادهم، البرج الذي يرفض أبناؤنا الاقتراب منه لا لعيب فيه، بل لأن الواقف على أرضه يجلب لهم كثيرا من الضغط والقلق النفسي.
ومن جانب آخر، نرى بعضهم يتعامل مع أبنائه على أن الحق لا يحيد عنهم قدر أنملة، وأن الخطأ لم ولن يعرف طريقهم، فهم ملائكة هذه الأرض، وكل ما يصدر منهم من خلل يُجير على الفور على حساب رفقائهم.. نعم قد يكون للأصدقاء دور في نوعية تصرفات وأفعال أبنائنا، ولكنهم لا يتحملون كل الخطأ، فالابن المبرأ من كل ذنب يحتمل جرم ما فعل، وهذه الفصيلة من الآباء والأمهات مخطئون أيضا.. إن الشباب هم نواة المجتمع والأسر التي تعتقد أنها قادرة على تحقيق المعادلة، تحقق وصول أبنائنا إلى بر الأمان بمفردها وبجهدها الذاتي فواهمة..
هنا نعود مجددا للعاملين في مهنة التعليم - خاصة المرحلة النظامية - فالبعض يزدري هؤلاء ولا يتعامل معهم من منطلق أنهم يديرون مصانع المستقبل.. فهؤلاء لهم دور فاعل في فتح عقول أبنائنا، فهم من يؤسس للعلم النافع والقيم والمبادئ السامية، وهم القادرون بحول الله على زرع الانتماء الديني والغيرة الوطنية في نفوسهم، وعلى بناء احترام الشباب لأنفسهم ولغيرهم، وعلى أعداد أكفاء فاعلين قادرين بإذن الله على الإمساك بزمام الأمور في المستقبل القريب.
من منا لا يشعر بالغيرة عندما يجالس مبتعثا أو مبتعثة، ففي الغالب عند عرضهم تجاربهم الخاصة كمبتعثين، لا يتحدثون إلا على ما افتقدوه وهم بيننا على مقاعد الدراسة، وسواء كان توجههم لإكمال تعليمهم العالي ماجستير أو دكتوراه أو لدرجة البكالوريوس، فالمضمون على الأغلب يتمحور حول طريقة تعامل السلك التعليمي معهم كطلاب، وعن احترام والتزام مواطني وزائري تلك الدول للنظام العام.. فلماذا لم نتمكن من ترك هذا الانطباع لديهم.؟!
أما السؤال الذي يحيرني على الدوام.. هو لماذا أجد أن معظم الضعفاء من المعلمين هم في الواقع من يتعامل بفوقية مقززة مع أبنائنا؟، تعامل فوقي سرعان ما يهبط ما أن يواجه بعاصفة تحمل في معظم الأحيان الغث أينما توجهت.. فهذه النوعية من المعلمين يهوى ارتداء نوع مهلهل من الأقنعة، والتي لا تخفي الواقع وتزيده قبحا، هذه النوعية من المعلمين يجب توجيههم، ومن ثم إنذارهم ثم إعفائهم من مهنة التعليم، فالتعليم مهنة يجب ألا يُمكن منها إلا المتميزون، هؤلاء يستحقون التقدير المعنوي والمادي.
معادلة تربية الأبناء وتعليمهم لها عدة زوايا متشابكة ومترابطة، كل منها يؤثر على الآخر وعلى النتيجة النهائية، إذ لا يمكن أن نحقق النجاح بتكليف إحداها بالمهمة دون غيرها.
وهنا أود الإشارة إلى الاستمارات التي توزع على طلاب المرحلة الجامعية لقياس جودة التعليم، ولكن الملاحظة الجديرة بالإشارة هنا أن بعض الجامعات تطلب من المعلم توزيعها على طلابه.. وهكذا يتجنب الطلاب الحديث بصراحة وموضوعية إما خوفا من المعلم أو خجلا منه، ولأن هذه النوعية من الاستمارات مهمة للغاية.. فهي تلقى الضوء على جوانب قد تكون مغيبة تماما عن المعلم الذي يتطلع لتحسين الجودة العملية التعليمية.. ولذا أذكر طريقة اعتمدتها مؤخرا بعض الجامعات السعودية ومنها "جامعة الدمام" وهي تقييم الأساتذة إلكترونيا، فهذه الطريقة تحقق المراد بحول الله سبحانه.
ولكن النقطة التي علينا التوقف عندها هي عدم توعية الطلاب بالشكل الكافي بأهمية أن يكون رأيهم موضوعيا، فهناك من يقوم بتعبئة استمارة تقييم المعلم بشكل سريع ودون تدبر، فكليته أو قسمه جعلا قيامه بذلك شرطا لظهور نتيجة امتحاناته النهائية.. ولذا هو لا يهتم إلا بإنهاء التقييم وبأي شكل، بل بعضهم يعتقد أن رأيه لن يقدم، ولن يؤخر ولن يكون له أي اعتبار من قبل الإدارة العليا.. فلم يبذل جهدا مضاعفا في تعبئة هذه الاستمارات.
إن القضايا المطروحة ها هنا قضايا شائكة تستحق منا التدبر والتأمل والمبادرة.. فمن الظلم ألا نفعل، فإذا كان التعليم في خطر.. فمستقبل الوطن في خطر، حفظنا الله وبارك لنا في أبنائنا.
أميمة الجلاهمة
صحيفة الوطن
معظم الضعفاء من المعلمين هم في الواقع من يتعامل بفوقية مقززة مع أبنائنا، فهذه النوعية من المعلمين تهوى ارتداء نوع مهلهل من الأقنعة، التي لا تخفي الواقع وتزيده قبحا، فالتعليم مهنة يجب ألا يُمكن منها إلا المتميزون
لا يجوز أن نطلق على من يعمل في مهنة التعليم ولم يستوعبها ويعيها حقها، فتعامل معها على أنها مهنة كغيرها من المهن (معلما)، فالتعليم مهنة من أهم المهن الإنسانية، إن لم تكن من أهمها على الإطلاق، إذ يفترض بها أن تستلم طفلنا وتعمل على ألا تتركه إلا وهو يملك مهارات تعينه على خوض غمار الحياة، هذا إذا عمد إلى إكمال الطريق وتحمل المشاق وجاهد وصبر.
نعم التعليم يحمل مشقة عالية على المعلم والمتعلم على السواء، بل أيضا على الأسر التي تعي ما معنى أن يكون طفلها طالب علم، فالأبناء يملكون مواهب تختلف باختلافهم، وقد يكون بعضها نادرة، ولكن تحويلها لمهارات ذات جودة عالية تحتاج لكثير من الجهد والصبر ومن جميع الأطراف.
والمؤلم أن بعض أبنائنا قد لا يكونون محظوظين كفاية ليجدوا الأرض الخصبة التي تحتضن البذرة الخصبة بالعناية والرعاية، فتموت مواهبهم في مهدها وتنطفئ زهرتها وتنزوي، وهكذا يخسر الوطن كثيرا من المواهب التي لا تعوض.
ومن جانب آخر علينا التوقف عند الأسرة التي تعتقد أن احترامها للأبناء تكبير لرؤوسهم، فهؤلاء مخطئون.. فاحترام الأبناء لا يعني عدم احترامهم لنا، بل تعني تدعيما لذلك وتثبيتا له على أرض الواقع.. بل هو تأسيس لعلاقة تدوم بيننا وبينهم وتثمر الخير بحول الله.. كما يخطئ من يعتقد أن رفع صوت الوالدين في كل حين، وتقطيب الحاجبين كلما لاح طيف أبنائهم أمامهم يحفظ هيبتهما، فهذا التطبيق قد يجعلهما قابعين في برج عاجي معزولين ولو نفسيا عن أولادهم، البرج الذي يرفض أبناؤنا الاقتراب منه لا لعيب فيه، بل لأن الواقف على أرضه يجلب لهم كثيرا من الضغط والقلق النفسي.
ومن جانب آخر، نرى بعضهم يتعامل مع أبنائه على أن الحق لا يحيد عنهم قدر أنملة، وأن الخطأ لم ولن يعرف طريقهم، فهم ملائكة هذه الأرض، وكل ما يصدر منهم من خلل يُجير على الفور على حساب رفقائهم.. نعم قد يكون للأصدقاء دور في نوعية تصرفات وأفعال أبنائنا، ولكنهم لا يتحملون كل الخطأ، فالابن المبرأ من كل ذنب يحتمل جرم ما فعل، وهذه الفصيلة من الآباء والأمهات مخطئون أيضا.. إن الشباب هم نواة المجتمع والأسر التي تعتقد أنها قادرة على تحقيق المعادلة، تحقق وصول أبنائنا إلى بر الأمان بمفردها وبجهدها الذاتي فواهمة..
هنا نعود مجددا للعاملين في مهنة التعليم - خاصة المرحلة النظامية - فالبعض يزدري هؤلاء ولا يتعامل معهم من منطلق أنهم يديرون مصانع المستقبل.. فهؤلاء لهم دور فاعل في فتح عقول أبنائنا، فهم من يؤسس للعلم النافع والقيم والمبادئ السامية، وهم القادرون بحول الله على زرع الانتماء الديني والغيرة الوطنية في نفوسهم، وعلى بناء احترام الشباب لأنفسهم ولغيرهم، وعلى أعداد أكفاء فاعلين قادرين بإذن الله على الإمساك بزمام الأمور في المستقبل القريب.
من منا لا يشعر بالغيرة عندما يجالس مبتعثا أو مبتعثة، ففي الغالب عند عرضهم تجاربهم الخاصة كمبتعثين، لا يتحدثون إلا على ما افتقدوه وهم بيننا على مقاعد الدراسة، وسواء كان توجههم لإكمال تعليمهم العالي ماجستير أو دكتوراه أو لدرجة البكالوريوس، فالمضمون على الأغلب يتمحور حول طريقة تعامل السلك التعليمي معهم كطلاب، وعن احترام والتزام مواطني وزائري تلك الدول للنظام العام.. فلماذا لم نتمكن من ترك هذا الانطباع لديهم.؟!
أما السؤال الذي يحيرني على الدوام.. هو لماذا أجد أن معظم الضعفاء من المعلمين هم في الواقع من يتعامل بفوقية مقززة مع أبنائنا؟، تعامل فوقي سرعان ما يهبط ما أن يواجه بعاصفة تحمل في معظم الأحيان الغث أينما توجهت.. فهذه النوعية من المعلمين يهوى ارتداء نوع مهلهل من الأقنعة، والتي لا تخفي الواقع وتزيده قبحا، هذه النوعية من المعلمين يجب توجيههم، ومن ثم إنذارهم ثم إعفائهم من مهنة التعليم، فالتعليم مهنة يجب ألا يُمكن منها إلا المتميزون، هؤلاء يستحقون التقدير المعنوي والمادي.
معادلة تربية الأبناء وتعليمهم لها عدة زوايا متشابكة ومترابطة، كل منها يؤثر على الآخر وعلى النتيجة النهائية، إذ لا يمكن أن نحقق النجاح بتكليف إحداها بالمهمة دون غيرها.
وهنا أود الإشارة إلى الاستمارات التي توزع على طلاب المرحلة الجامعية لقياس جودة التعليم، ولكن الملاحظة الجديرة بالإشارة هنا أن بعض الجامعات تطلب من المعلم توزيعها على طلابه.. وهكذا يتجنب الطلاب الحديث بصراحة وموضوعية إما خوفا من المعلم أو خجلا منه، ولأن هذه النوعية من الاستمارات مهمة للغاية.. فهي تلقى الضوء على جوانب قد تكون مغيبة تماما عن المعلم الذي يتطلع لتحسين الجودة العملية التعليمية.. ولذا أذكر طريقة اعتمدتها مؤخرا بعض الجامعات السعودية ومنها "جامعة الدمام" وهي تقييم الأساتذة إلكترونيا، فهذه الطريقة تحقق المراد بحول الله سبحانه.
ولكن النقطة التي علينا التوقف عندها هي عدم توعية الطلاب بالشكل الكافي بأهمية أن يكون رأيهم موضوعيا، فهناك من يقوم بتعبئة استمارة تقييم المعلم بشكل سريع ودون تدبر، فكليته أو قسمه جعلا قيامه بذلك شرطا لظهور نتيجة امتحاناته النهائية.. ولذا هو لا يهتم إلا بإنهاء التقييم وبأي شكل، بل بعضهم يعتقد أن رأيه لن يقدم، ولن يؤخر ولن يكون له أي اعتبار من قبل الإدارة العليا.. فلم يبذل جهدا مضاعفا في تعبئة هذه الاستمارات.
إن القضايا المطروحة ها هنا قضايا شائكة تستحق منا التدبر والتأمل والمبادرة.. فمن الظلم ألا نفعل، فإذا كان التعليم في خطر.. فمستقبل الوطن في خطر، حفظنا الله وبارك لنا في أبنائنا.
أميمة الجلاهمة
صحيفة الوطن