جبل الهدا
03-10-2014, 06:33 AM
اليوم العالمي للمرأة والانتخابات البلدية
أفكار للحوار
م. عبدالله بن يحيى المعلمي
صحيفة المدينة
الإثنين 10/03/2014
احتفل العالم في الثامن من مارس الجاري كعادته في كل عام باليوم العالمي للمرأة، وهو يوم تم التعارف على تحديده منذ حوالي مائة عام لتعبر فيه شعوب العالم ودوله عن تقديرها للمرأة وتفهمها لمشكلاتها وما تواجهه من تحديات وعرفانها لما حققته من إنجازات على مختلف الأصعدة، وفي الأمم المتحدة تلتقي وفود من جميع دول العالم على مدار بضعة أيام لتناقش المواضيع المرتبطة بالمرأة ضمن إطار عنوان شامل يتم تحديده في كل عام وهو في هذه السنة " المساواة للمرأة تقدم للجميع ".
ولئن ظن البعض أن مفهوم تكريم المرأة مفهوم غريب عن ثقافتنا ومجتمعنا فلعله يعيد النظر في موقفه هذا فالدعوة إلى تكريم المرأة في الدين الإسلامي الحنيف دعوة قوية متكررة بدءاً من أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم للمرء ببر أمه ثلاث مرات قبل بر أبيه، ومروراً بوصيته بالرفق بالنساء وبدعوته إلى أن خيركم هو خيركم لأهله ،ولا ننسى قبل ذلك كله غضب الله سبحانه وتعالى من وأد البنات في الجاهلية.
وفي العصر الحديث كنا وما زلنا نردد قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
كما أن الفائدة الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على حصول المرأة على فرصها التعليمية كاملة أصبحت من المسلمات التي لا اختلاف حولها ،فالأم والزوجة الواعية المثقفة المدركة هي بلا شك أكثر قدرة على تعليم أبنائها ورعاية أسرتها من سواها.
في الأمم المتحدة يتم البحث في العوائق التي تعترض سبيل تمكين المرأة ومنها عوائق التعليم والزواج المبكر وضعف الرعاية الصحية للنساء خاصة أثناء الحمل والولادة والقيود التي تفرض
في بعض المجتمعات على الحرية الاقتصادية للمرأة وعلى استقلال ذمتها المالية ومنها أيضاً الاتجار بالنساء لأغراض فاسدة، وفي كل هذه المجالات أو معظمها نجد أن سجل بلادنا ولله الحمد متميز، ولقد كان غياب المشاركة السياسية للنساء مأخذاً يحسب على المملكة في الماضي ولكن تم تداركه ولله الحمد عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة المرأة بنسبة عشرين في المائة في مجلس الشورى وبالسماح لها بالمشاركة في الانتخابات البلدية ناخبة ومرشحة اعتباراً من العام القادم، حيث تستعد وزارة الشئون البلدية والقروية لتنظيم أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة واقتراح الأسس والقواعد المنظمة لذلك ،ولعل من الملائم في هذا الشأن أن تراعي هذه القواعد الاقتداء بالسنة الحميدة التي سنها خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى بتخصيص نسبة لا تقل عن عشرين في المائة من المقاعد للنساء حتى لا تتكرر تجربة انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة التي لم تفز فيها النساء بأي مقعد بالرغم من مشاركتهن الفعالة ونجاحهن في الانتخابات التي جرت في دورات سابقة، ولعل وزارة التجارة والصناعة هي الأخرى تقتدي بالسُّنة الملكية وتجعل للنساء حصة الخُمس في انتخابات جميع الغرف التجارية والجمعيات المهنية وغيرها من التنظيمات.
اليوم العالمي للمرأة يحق لنا أن نباهي فيه بإنجازاتنا وبدون تراجع عن مواجهة ما ينبغي لنا استكماله في مشوار تكريم المرأة والاحتفاء بها.
أفكار للحوار
م. عبدالله بن يحيى المعلمي
صحيفة المدينة
الإثنين 10/03/2014
احتفل العالم في الثامن من مارس الجاري كعادته في كل عام باليوم العالمي للمرأة، وهو يوم تم التعارف على تحديده منذ حوالي مائة عام لتعبر فيه شعوب العالم ودوله عن تقديرها للمرأة وتفهمها لمشكلاتها وما تواجهه من تحديات وعرفانها لما حققته من إنجازات على مختلف الأصعدة، وفي الأمم المتحدة تلتقي وفود من جميع دول العالم على مدار بضعة أيام لتناقش المواضيع المرتبطة بالمرأة ضمن إطار عنوان شامل يتم تحديده في كل عام وهو في هذه السنة " المساواة للمرأة تقدم للجميع ".
ولئن ظن البعض أن مفهوم تكريم المرأة مفهوم غريب عن ثقافتنا ومجتمعنا فلعله يعيد النظر في موقفه هذا فالدعوة إلى تكريم المرأة في الدين الإسلامي الحنيف دعوة قوية متكررة بدءاً من أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم للمرء ببر أمه ثلاث مرات قبل بر أبيه، ومروراً بوصيته بالرفق بالنساء وبدعوته إلى أن خيركم هو خيركم لأهله ،ولا ننسى قبل ذلك كله غضب الله سبحانه وتعالى من وأد البنات في الجاهلية.
وفي العصر الحديث كنا وما زلنا نردد قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
كما أن الفائدة الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على حصول المرأة على فرصها التعليمية كاملة أصبحت من المسلمات التي لا اختلاف حولها ،فالأم والزوجة الواعية المثقفة المدركة هي بلا شك أكثر قدرة على تعليم أبنائها ورعاية أسرتها من سواها.
في الأمم المتحدة يتم البحث في العوائق التي تعترض سبيل تمكين المرأة ومنها عوائق التعليم والزواج المبكر وضعف الرعاية الصحية للنساء خاصة أثناء الحمل والولادة والقيود التي تفرض
في بعض المجتمعات على الحرية الاقتصادية للمرأة وعلى استقلال ذمتها المالية ومنها أيضاً الاتجار بالنساء لأغراض فاسدة، وفي كل هذه المجالات أو معظمها نجد أن سجل بلادنا ولله الحمد متميز، ولقد كان غياب المشاركة السياسية للنساء مأخذاً يحسب على المملكة في الماضي ولكن تم تداركه ولله الحمد عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة المرأة بنسبة عشرين في المائة في مجلس الشورى وبالسماح لها بالمشاركة في الانتخابات البلدية ناخبة ومرشحة اعتباراً من العام القادم، حيث تستعد وزارة الشئون البلدية والقروية لتنظيم أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة واقتراح الأسس والقواعد المنظمة لذلك ،ولعل من الملائم في هذا الشأن أن تراعي هذه القواعد الاقتداء بالسنة الحميدة التي سنها خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى بتخصيص نسبة لا تقل عن عشرين في المائة من المقاعد للنساء حتى لا تتكرر تجربة انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة التي لم تفز فيها النساء بأي مقعد بالرغم من مشاركتهن الفعالة ونجاحهن في الانتخابات التي جرت في دورات سابقة، ولعل وزارة التجارة والصناعة هي الأخرى تقتدي بالسُّنة الملكية وتجعل للنساء حصة الخُمس في انتخابات جميع الغرف التجارية والجمعيات المهنية وغيرها من التنظيمات.
اليوم العالمي للمرأة يحق لنا أن نباهي فيه بإنجازاتنا وبدون تراجع عن مواجهة ما ينبغي لنا استكماله في مشوار تكريم المرأة والاحتفاء بها.