جبل الهدا
04-07-2014, 10:45 AM
حين تفشل الضمائر
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة المدينة
الإثنين 07/04/2014
وهي كثيرًا ما تفشل.. وتضمر.. وتتعطّل وظائفها، وقد تموت ويبقى أصحابها، ولكن بضمائرٍ معطّلة عن العمل.
"الفشل الضمائري" لا يحدثُ فجأة، وإنما هو يبدأُ بالانكماش والضّمور تدريجيّا حتى يصل إلى مرحلة "الفشل التام" والعياذ بالله!.
"الضمائر المعطّلة" وراء الكثير مما يحدث لنا:
فهي التي تختبئ خلف تلك المشروعات المتعثّرة..
وهي التي تؤدّي إلى فقدان أرواحٍ غالية في مستشفياتنا..
وهي التي تجعل البعض يتكسّب من عرق الآخرين..
وهي التي تسمح للبعض بخيانة الأمانة الموكّلة إليهم..
وهي التي تُعطّل وصول المستحقّات إلى أصحابها..
وهي من تَتسبّب في سرقة ما يُصرف للمحتاجين من مساعدات..
وهي وراء وجود الرّشاوي، وتعْطيل المصالح..
علاج هذا "الفشل الضّمائري" ليس متيسرًا؛ فلئن كان من الممـْكن زراعة كلْيةٍ أو كبدٍ أو قلبٍ لمن تَعطّل عضوٌ منها في جسمه، فإنّ زراعة ضميرٍ بديلٍ لهو المستحيل بعيْنه.
أمّا "الضّمائر الميّتة" فمن أسُس الحياة أنّ من مات لا يعود للحياة إلّا فيما ندر جدّا، كتوقّفٍ مؤقّتٍ للقلب، أو ما شابه.. لذا فلا أمل يرجى من عودة "الضمير الميّت" للحياة.. وإن عاد فهي المعجزة..!
أمّا لماذا يموتُ الضّميرُ.. فالعلّة الأولى في ذلك هي داء "الجشع" الذي يصاحبُه استمراءٌ للظلم، وفقدانٌ للمناعة ضدّ الشهوات والرذائل، وضعفٌ أمام المغريات، وهي أمراضٌ تكوّنها نشأةٌ فاسدة، وقدوةٌ سيّئة، وجوّ ملوثٌ، فتتشوّه الضّمائر، وتتعطّل.
الأمرُ يبدأ بتغاضي الوالديْن والمعلّمين عن الأخطاء البسيطة لدى الصّغار، كالسّرقات التّافهة، واغتصاب ما يخصّ الآخرين، والغشّ، واعتياد الكذب، والتّهاون في أداء الواجب.. وهكذا.
"الضّميرُ الحيّ" بحاجةٍ إلى جوٍّ صحيٍّ لينْمو ويترعْرع.. إلى تربيةٍ سليمةٍ.. وتعليمٍ مدروسٍ يقوم بتغذية الروح، وتهذيب الغرائز، وتنمية القيَم، من خلال متابعةٍ واعية من الأبويْن والمعلّمين، وتقويةٍ للوازع الديني، واهتمامٍ بغرس الخوف من عقاب الله بداخل الإنسان الصغير.
أمّا "الضمير النائم" فقد يستيقظُ يومًا، وهو أمرٌ نادر الحدوث، وحينها تتأزّم حياة الشخص وتنقلبُ رأساً على عقبٍ، ولكن ذلك قد يكون سببًا في خلاصه من الذنوب، كذلك الذي استحلّ أموال الغير، وغاص في الحرام، وكوّن ثروته الطائلة بالطرق المشروعة وغيرالمشروعة، ثمّ استيقظ ضميره فجأة، وبدأ وخزاته المؤْلمة، فعاف حياة الترف، وتبرّع بكلّ ما يملك للجمعيّات الخيريّة، وهجر المسكن والأهل والولد، وهام في شوارع البلد يحيا على الكفاف، ويبيتُ في دور العبادة تائبًا مستغفرًا.
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة المدينة
الإثنين 07/04/2014
وهي كثيرًا ما تفشل.. وتضمر.. وتتعطّل وظائفها، وقد تموت ويبقى أصحابها، ولكن بضمائرٍ معطّلة عن العمل.
"الفشل الضمائري" لا يحدثُ فجأة، وإنما هو يبدأُ بالانكماش والضّمور تدريجيّا حتى يصل إلى مرحلة "الفشل التام" والعياذ بالله!.
"الضمائر المعطّلة" وراء الكثير مما يحدث لنا:
فهي التي تختبئ خلف تلك المشروعات المتعثّرة..
وهي التي تؤدّي إلى فقدان أرواحٍ غالية في مستشفياتنا..
وهي التي تجعل البعض يتكسّب من عرق الآخرين..
وهي التي تسمح للبعض بخيانة الأمانة الموكّلة إليهم..
وهي التي تُعطّل وصول المستحقّات إلى أصحابها..
وهي من تَتسبّب في سرقة ما يُصرف للمحتاجين من مساعدات..
وهي وراء وجود الرّشاوي، وتعْطيل المصالح..
علاج هذا "الفشل الضّمائري" ليس متيسرًا؛ فلئن كان من الممـْكن زراعة كلْيةٍ أو كبدٍ أو قلبٍ لمن تَعطّل عضوٌ منها في جسمه، فإنّ زراعة ضميرٍ بديلٍ لهو المستحيل بعيْنه.
أمّا "الضّمائر الميّتة" فمن أسُس الحياة أنّ من مات لا يعود للحياة إلّا فيما ندر جدّا، كتوقّفٍ مؤقّتٍ للقلب، أو ما شابه.. لذا فلا أمل يرجى من عودة "الضمير الميّت" للحياة.. وإن عاد فهي المعجزة..!
أمّا لماذا يموتُ الضّميرُ.. فالعلّة الأولى في ذلك هي داء "الجشع" الذي يصاحبُه استمراءٌ للظلم، وفقدانٌ للمناعة ضدّ الشهوات والرذائل، وضعفٌ أمام المغريات، وهي أمراضٌ تكوّنها نشأةٌ فاسدة، وقدوةٌ سيّئة، وجوّ ملوثٌ، فتتشوّه الضّمائر، وتتعطّل.
الأمرُ يبدأ بتغاضي الوالديْن والمعلّمين عن الأخطاء البسيطة لدى الصّغار، كالسّرقات التّافهة، واغتصاب ما يخصّ الآخرين، والغشّ، واعتياد الكذب، والتّهاون في أداء الواجب.. وهكذا.
"الضّميرُ الحيّ" بحاجةٍ إلى جوٍّ صحيٍّ لينْمو ويترعْرع.. إلى تربيةٍ سليمةٍ.. وتعليمٍ مدروسٍ يقوم بتغذية الروح، وتهذيب الغرائز، وتنمية القيَم، من خلال متابعةٍ واعية من الأبويْن والمعلّمين، وتقويةٍ للوازع الديني، واهتمامٍ بغرس الخوف من عقاب الله بداخل الإنسان الصغير.
أمّا "الضمير النائم" فقد يستيقظُ يومًا، وهو أمرٌ نادر الحدوث، وحينها تتأزّم حياة الشخص وتنقلبُ رأساً على عقبٍ، ولكن ذلك قد يكون سببًا في خلاصه من الذنوب، كذلك الذي استحلّ أموال الغير، وغاص في الحرام، وكوّن ثروته الطائلة بالطرق المشروعة وغيرالمشروعة، ثمّ استيقظ ضميره فجأة، وبدأ وخزاته المؤْلمة، فعاف حياة الترف، وتبرّع بكلّ ما يملك للجمعيّات الخيريّة، وهجر المسكن والأهل والولد، وهام في شوارع البلد يحيا على الكفاف، ويبيتُ في دور العبادة تائبًا مستغفرًا.