جبل الهدا
05-05-2014, 11:00 PM
هي الأخلاق ..
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة المدينة
الإثنين 05/05/2014
بالأخلاق تسودُ الأمم ، وبها ترتقي .. ومن طبيعة ديننا الحنيف الحثّ على مكارم الأخلاق ، ورسولنا الكريم كان في أخلاقه وتعاملاته قدوة حسنة للمسلمين ، ولذا فإنّه من الأمورالمستغْربة وجود كل تلك العلل في مجتمعنا : الكذب، والغشّ ، وعدم الإخلاص في العمل ، والتسيّب .. وماهو أكثرخطورة كالرّشوة والاعتماد على الواسطة في قضاء الحاجات ، وعدم الأمانة لمن يُكلّف بحملها .. هذا الاختلاف بين ما يأمرنا به ديننا وبين ما نمارسه في حياتنا اليوميّة ، يأتي من فشل التربية المنزليّة والتعليم المدرسيّ ، التي تركّز على أمورٍ وتترك أمورًا أخرى أهم.. مثل تنمية الضمير الأخلاقي ، وغرْس الوعيْ بأهميّة القيَم والمبادئ الأخلاقيّة ؟.
ويأتي كذلك من عدم وجود القدوة الصالحة في البيْت والمدرسة ، فالصّغار ينشأون وهم يشاهدون تناقضًا بين مايُلقّنونه ويؤمرون به ، وبين ما يشاهدونه من أفعال الكبار وتصرّفاتهم المخالفة للمبادئ والأخلاق الإسلاميّة .. من ذلك مشاهدة الابن لتساهل أبيه في أداء الصلاة ، أو عدم إقامتها،في حين يخبره معلّمه في المدرسة أنّ ترك الصلاة أو التهاون في أدائها كفرٌ ،وسماعه لأحد المعلمين يوجّه السباب لطلاّبه بكلمات قبيحة ينهاه أهله عن ترديده لها في البيت .
وتلاحظ البنت أنّ أمّها تكذب على جاراتها أو قريباتها ، وتتحدّث مع صديقاتها بالسوء عن هذه أو تلك ..وهي في نفس الوقت تتعلّم في مدرستها أنّ الكذب والغيبة والنميمة من الأمور المحرّمة في الإسلام .
هذا التناقض يتسبّب في إرباك الصغار واختلاط المفاهيم لديهم ، ويؤدي إلى عدم اقتناعهم بما يتعلّمونه . .
الأكثر خطورة من ذلك هو إرغام الصّغار على حفظ مقرراتٍ كثيرة حول مايجوز وما لايجوز .. ماهو حلال وماهو حرام .. من ذلك تحريم وسائل التّرفيه بأنواعها ، ثمّ يكتشفون أنّ من حولهم لايهتمّون بذلك بما في ذلك وسائل الإعلام . هذا الأمر يجعلهم يتهاونون في أمور دينهم ، بعيداًعن ما يتصوّرونه من صرامة الدين وتحريمه لكل ترفيه أواستمتاع بالحياة .. وهذا هو الخطأ الشنيع الذي يقع فيه القائمون على التربية والتعليم ، فديننا الإسلاميّ هو دين الوسطيّة ، حيث لا إفراط ولا تفريط .
ديننا يركّز على نظافة النفس ونقاء الضمير ، وحسن التعامل بين الناس ، فلماذا يتمّ تجاهل ذلك ، وإظهاره على أنّه دين الترهيب والعقاب فقط ، بدلا من الترغيب فيه بإظهار محاسنه ومزاياه ، والتنبيه إلى مايوصي به من حسن التعامل ومكارم الأخلاق ؟
، نحن بحاجة ماسّة إلى دراسة تربويّة ونفسيّة وعلميّة جادّة لوضع حدٍّ لأسباب الفساد الأخلاقي ، وترسيخ القيم المفقودة ، من أجل الارتقاء بمجتمعنا،وتحقيق مكانةً لنا بين الأمم ، وتحسين سمعتنا كمسلمين .
من أجلك يا وطن
شمس المؤيد
صحيفة المدينة
الإثنين 05/05/2014
بالأخلاق تسودُ الأمم ، وبها ترتقي .. ومن طبيعة ديننا الحنيف الحثّ على مكارم الأخلاق ، ورسولنا الكريم كان في أخلاقه وتعاملاته قدوة حسنة للمسلمين ، ولذا فإنّه من الأمورالمستغْربة وجود كل تلك العلل في مجتمعنا : الكذب، والغشّ ، وعدم الإخلاص في العمل ، والتسيّب .. وماهو أكثرخطورة كالرّشوة والاعتماد على الواسطة في قضاء الحاجات ، وعدم الأمانة لمن يُكلّف بحملها .. هذا الاختلاف بين ما يأمرنا به ديننا وبين ما نمارسه في حياتنا اليوميّة ، يأتي من فشل التربية المنزليّة والتعليم المدرسيّ ، التي تركّز على أمورٍ وتترك أمورًا أخرى أهم.. مثل تنمية الضمير الأخلاقي ، وغرْس الوعيْ بأهميّة القيَم والمبادئ الأخلاقيّة ؟.
ويأتي كذلك من عدم وجود القدوة الصالحة في البيْت والمدرسة ، فالصّغار ينشأون وهم يشاهدون تناقضًا بين مايُلقّنونه ويؤمرون به ، وبين ما يشاهدونه من أفعال الكبار وتصرّفاتهم المخالفة للمبادئ والأخلاق الإسلاميّة .. من ذلك مشاهدة الابن لتساهل أبيه في أداء الصلاة ، أو عدم إقامتها،في حين يخبره معلّمه في المدرسة أنّ ترك الصلاة أو التهاون في أدائها كفرٌ ،وسماعه لأحد المعلمين يوجّه السباب لطلاّبه بكلمات قبيحة ينهاه أهله عن ترديده لها في البيت .
وتلاحظ البنت أنّ أمّها تكذب على جاراتها أو قريباتها ، وتتحدّث مع صديقاتها بالسوء عن هذه أو تلك ..وهي في نفس الوقت تتعلّم في مدرستها أنّ الكذب والغيبة والنميمة من الأمور المحرّمة في الإسلام .
هذا التناقض يتسبّب في إرباك الصغار واختلاط المفاهيم لديهم ، ويؤدي إلى عدم اقتناعهم بما يتعلّمونه . .
الأكثر خطورة من ذلك هو إرغام الصّغار على حفظ مقرراتٍ كثيرة حول مايجوز وما لايجوز .. ماهو حلال وماهو حرام .. من ذلك تحريم وسائل التّرفيه بأنواعها ، ثمّ يكتشفون أنّ من حولهم لايهتمّون بذلك بما في ذلك وسائل الإعلام . هذا الأمر يجعلهم يتهاونون في أمور دينهم ، بعيداًعن ما يتصوّرونه من صرامة الدين وتحريمه لكل ترفيه أواستمتاع بالحياة .. وهذا هو الخطأ الشنيع الذي يقع فيه القائمون على التربية والتعليم ، فديننا الإسلاميّ هو دين الوسطيّة ، حيث لا إفراط ولا تفريط .
ديننا يركّز على نظافة النفس ونقاء الضمير ، وحسن التعامل بين الناس ، فلماذا يتمّ تجاهل ذلك ، وإظهاره على أنّه دين الترهيب والعقاب فقط ، بدلا من الترغيب فيه بإظهار محاسنه ومزاياه ، والتنبيه إلى مايوصي به من حسن التعامل ومكارم الأخلاق ؟
، نحن بحاجة ماسّة إلى دراسة تربويّة ونفسيّة وعلميّة جادّة لوضع حدٍّ لأسباب الفساد الأخلاقي ، وترسيخ القيم المفقودة ، من أجل الارتقاء بمجتمعنا،وتحقيق مكانةً لنا بين الأمم ، وتحسين سمعتنا كمسلمين .