جبل الهدا
05-06-2014, 06:28 AM
زلات اللسان!
د. عبد العزيز حسين الصويغ
صحيفة المدينة
الثلاثاء 06/05/2014
عندما أذكر كيف يستاء البعض منا إذا ما سمع كلمة من صاحبه يقصد بها الإطراء فتخرج عفوياً بشكل يفهم منه الصديق غير ذلك، أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإعرابي الذي فقد دابته وعليها طعامه وشرابه حتى ظن أنه سيموت فنام، فلما استيقظ وجد راحلته فوق رأسه وعليها زاده وطعامه وشرابه، فقال من شدة الفرح "اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح"، فقد كان الله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من أن يأخذه بما صدر عنه من سوء تعبير لم يقصده.
***
لقد عظَّم الإسلام خطورة الكلمة التي يتكلم بها المرء، قال تعالى: }مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{. ورغم ذلك كان الله رفيقاً بعبده رغم ما يحمله القول من كفر ظاهري بالله، لأنه تعالى حاسب عبده بما في صدره وليس بما نطقه لسانه. وزلات اللسان تقع من الناس دون قصد منهم يأخذها البعض على أنها خطيئة كبرى. ولا أقصد هنا - حاشا لله - تشبيه الخالق سبحانه وتعالى وخلقه.. تسامى الله تعالى عن ذلك، حين أقول كيف أن الله سبحانه وتعالى تقبل من عبده ما لا يتقبله حتى بعض الأصدقاء من بعضهم البعض.
***
وهناك طرائف كثيرة عن زلات اللسان التي يرتكبها بعضنا دون قصد، وقد تمضي دون أن يلاحظها أحد، أو يتجاوزها من توجه إليه فلا يعرف الشخص أنه أخطأ. ومن بين أشهر الطرائف حول زلات اللسان ما يرويه الشيخ أبو إسحاق الحويني عن ذلك الفلاح الذي دخل على أهله وهو حزين على فقد حماره، فلما سألته زوجه عن سبب حزنه أبلغها أن حماره قد مات، فقالت له تواسيه: وماله يا خويا .. دخلتك علينا بميت حُمار!!
***
وهذه بعض من أطرف الأخطاء والزلات التي وقعت فيها بعض الصحف والمواقع الإخبارية:
* وصل إلى الكاتب الراحل أنطوان الجميل، رئيس تحرير جريدة الأهرام، في بدايات القرن الماضى، نعي لأحد الأشخاص ليُنشر في صفحة الوفيات. ونظراً لوصول النعي متأخرا، كتب "أنطوان" لعمال الجَمع أسفل النعى: "ينشر إن كان له مكان"، وقد ظهر النعي في صفحة الوفيات في اليوم التالي هكذا: "فلان الفلانى أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان".
* حاول صحفي شاب أن يحصل على حديث صحفي مع (أديسون) الذي قدم للإنسانية أكثر من 1000 اختراع واعتذر (أديسون) وأصر على عدم الكلام غير أن المخترع الأمريكي فوجئ بالصحفي وقد نشر في اليوم التالي حواراً طويلاً بعنوان: أعظم مخترع في العالم.. فغضب (أديسون) من ذلك.. وقال للصحفي: لقد برهنت الآن أن أكبر مخترع هو أنت لا أنا!!
* نشرت إحدى الجرائد المصرية خبراً في نهاية السبعينيات، عن حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية كان نصه: "حكمت أبو زيد تتبول في كفر الشيخ"، والصحيح "تتجول"!
* نشرت جريدة الأهرام، خبرا كانت تريد منه "مدح" أحد الأشخاص، لكن الخطأ حوله إلى الذم. وكان نص الخبر: "الأهرام تثنى على عمة الشيخ الخضري الكبيرة"، والصحيح "همة الشيخ"، وهو ما أثار ثائرته، والطريف في الأمر أن الشيخ الخضري كان يملك "عمة" كبيرة بالفعل.
* وأخيراً .. كان للرئيس الراحل أنور السادات نصيبه هو الآخر من الأخطاء، ففى زيارة له للبنان، أُجريت معه مقابلة لإحدى الصحف، وجاء في العنوان: "الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلى". وكان العنوان الصحيح: "الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلى"، وكان السادات يلقب وقتها بالرئيس المؤمن، وكان يرى أن إنتاج البيض الواسع سيُنْعِش الاقتصاد.
• نافذة صغيرة:
(جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ *** وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ)
د. عبد العزيز حسين الصويغ
صحيفة المدينة
الثلاثاء 06/05/2014
عندما أذكر كيف يستاء البعض منا إذا ما سمع كلمة من صاحبه يقصد بها الإطراء فتخرج عفوياً بشكل يفهم منه الصديق غير ذلك، أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإعرابي الذي فقد دابته وعليها طعامه وشرابه حتى ظن أنه سيموت فنام، فلما استيقظ وجد راحلته فوق رأسه وعليها زاده وطعامه وشرابه، فقال من شدة الفرح "اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح"، فقد كان الله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من أن يأخذه بما صدر عنه من سوء تعبير لم يقصده.
***
لقد عظَّم الإسلام خطورة الكلمة التي يتكلم بها المرء، قال تعالى: }مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{. ورغم ذلك كان الله رفيقاً بعبده رغم ما يحمله القول من كفر ظاهري بالله، لأنه تعالى حاسب عبده بما في صدره وليس بما نطقه لسانه. وزلات اللسان تقع من الناس دون قصد منهم يأخذها البعض على أنها خطيئة كبرى. ولا أقصد هنا - حاشا لله - تشبيه الخالق سبحانه وتعالى وخلقه.. تسامى الله تعالى عن ذلك، حين أقول كيف أن الله سبحانه وتعالى تقبل من عبده ما لا يتقبله حتى بعض الأصدقاء من بعضهم البعض.
***
وهناك طرائف كثيرة عن زلات اللسان التي يرتكبها بعضنا دون قصد، وقد تمضي دون أن يلاحظها أحد، أو يتجاوزها من توجه إليه فلا يعرف الشخص أنه أخطأ. ومن بين أشهر الطرائف حول زلات اللسان ما يرويه الشيخ أبو إسحاق الحويني عن ذلك الفلاح الذي دخل على أهله وهو حزين على فقد حماره، فلما سألته زوجه عن سبب حزنه أبلغها أن حماره قد مات، فقالت له تواسيه: وماله يا خويا .. دخلتك علينا بميت حُمار!!
***
وهذه بعض من أطرف الأخطاء والزلات التي وقعت فيها بعض الصحف والمواقع الإخبارية:
* وصل إلى الكاتب الراحل أنطوان الجميل، رئيس تحرير جريدة الأهرام، في بدايات القرن الماضى، نعي لأحد الأشخاص ليُنشر في صفحة الوفيات. ونظراً لوصول النعي متأخرا، كتب "أنطوان" لعمال الجَمع أسفل النعى: "ينشر إن كان له مكان"، وقد ظهر النعي في صفحة الوفيات في اليوم التالي هكذا: "فلان الفلانى أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان".
* حاول صحفي شاب أن يحصل على حديث صحفي مع (أديسون) الذي قدم للإنسانية أكثر من 1000 اختراع واعتذر (أديسون) وأصر على عدم الكلام غير أن المخترع الأمريكي فوجئ بالصحفي وقد نشر في اليوم التالي حواراً طويلاً بعنوان: أعظم مخترع في العالم.. فغضب (أديسون) من ذلك.. وقال للصحفي: لقد برهنت الآن أن أكبر مخترع هو أنت لا أنا!!
* نشرت إحدى الجرائد المصرية خبراً في نهاية السبعينيات، عن حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية كان نصه: "حكمت أبو زيد تتبول في كفر الشيخ"، والصحيح "تتجول"!
* نشرت جريدة الأهرام، خبرا كانت تريد منه "مدح" أحد الأشخاص، لكن الخطأ حوله إلى الذم. وكان نص الخبر: "الأهرام تثنى على عمة الشيخ الخضري الكبيرة"، والصحيح "همة الشيخ"، وهو ما أثار ثائرته، والطريف في الأمر أن الشيخ الخضري كان يملك "عمة" كبيرة بالفعل.
* وأخيراً .. كان للرئيس الراحل أنور السادات نصيبه هو الآخر من الأخطاء، ففى زيارة له للبنان، أُجريت معه مقابلة لإحدى الصحف، وجاء في العنوان: "الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلى". وكان العنوان الصحيح: "الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلى"، وكان السادات يلقب وقتها بالرئيس المؤمن، وكان يرى أن إنتاج البيض الواسع سيُنْعِش الاقتصاد.
• نافذة صغيرة:
(جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ *** وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ)