جبل الهدا
05-13-2014, 05:40 AM
المدير المراهق !
تدوير المناصب الإدارية على جميع مستوياتها أمر مطلوب، ونظام محمود، يضمن تدارك تولية «مدير مراهق» لا يفقه في أسس الإدارة شيئاً
د.أيمن بدر كريم
صحيفة المدينة
الثلاثاء 13/05/2014
أتحدث اليوم عن شخصية نمَطية، تنتشر في العديد من الإدارات الحكومية والخاصة، بحيث يندر أن يوجد قطاع لم ينل حظه من تلك الشخصية التي يتميّز بها البعض ممن تبوأوا مناصب إدارية ، حيث ساعد على تولية بعضهم منصب "المدير"، سلسلة مغامرات إدارية، وتراكمات خلل اجتماعي ونظامي، إضافة إلى بعض التنازلات الأخلاقية، كرّسها انتشار الواسطة والمحسوبية والولاء الشخصي، دون اعتبارات مهنية فكرية يتطلبها منصب "المدير"، إلاّ من رحم ربي.
المدير المُراهق، إنسان ليست له قدرات فكرية، أو صفات شخصية تؤهله لمنصب "المدير"، فهو في الحقيقة إنسان "بسيط" يمكن وصفه باللغة الدارجة أنه "على قدّ حاله"، تم اختياره لولائه الشخصي، على الرغم من رعونة تصرفاته، وعدم اتزان ردود أفعاله، وافتقاده لأبجديات التعامل الإنساني الراقي، فلسانه منفلت لا يحسب للكلمة وزنًا، وإمكانياته المهْنية متواضعة، وأساليبه الإدارية بدائية، ومع الوقت، يصبح آفة على إدارته، ومانعًا لتطوّر أنظمتها، وحاجزاً ضد تقدّمها، ومع ذلك، تجده مُبتسما مزهوّا، يظن في نفسه الأعاجيب، وكأنه أتى بما لم يأتِ به الأوائل، فمع تواضع عقله، يُعامل الناس كما ورد في القرآن على لسان فرعون: "ما أُريكم إلاّ ما أرى"، وهو في الحقيقة يورد إدارته المهالك، والعجيب، وجود بعض التابعين الذين يُـباركون غباءه الإداري، ويضحكون لنكاته الإدارية السمجة، ويرضوْن لأنفسهم أن يقودهم طفل كبير، يصفّقون لمغامراته الإدارية الطائشة.
لكن الأعجب في نظري، صبـْر بعض المتنفّذين على "مدير مراهق"!! يتعامل بأنظمة مؤسسة حكومية كلعبته الشخصية، ومشاع لأهوائه الإدارية، وتـرْكه سنوات دون مراقبة أو محاسبة أو عقاب، على الرغم من تواتر الآراء على "خبصه"، واتفاق الناس على سوء سلوكه، وبذاءة ألفاظه، ومعاناتهم من تدهور أوضاعهم المهْنية نتيجة فظاعة قراراته.
لا شك أن تدوير المناصب الإدارية على جميع مستوياتها أمر مطلوب، ونظام محمود، يضمن تدارك تولية "مدير مراهق" لا يفقه في أسس الإدارة شيئاً، فضلا عن التعامل بالذوق السليم، ليـُنقذ تغيير المديرين بشكل دوري، الإدارات في القطاعات المختلفة من أمور لا تُحمد عقباها، ويجنّبها شخصنة الأنظمة، وظلم العباد وخراب البلاد، ويحاسب المسيء، ويميز الخبيث من الطيب، وليشدّ على يدَي القوي الأمين، ويختار بشكل دوري خير الأجير، وينتقي من بينهم أفضل خبير.
تدوير المناصب الإدارية على جميع مستوياتها أمر مطلوب، ونظام محمود، يضمن تدارك تولية «مدير مراهق» لا يفقه في أسس الإدارة شيئاً
د.أيمن بدر كريم
صحيفة المدينة
الثلاثاء 13/05/2014
أتحدث اليوم عن شخصية نمَطية، تنتشر في العديد من الإدارات الحكومية والخاصة، بحيث يندر أن يوجد قطاع لم ينل حظه من تلك الشخصية التي يتميّز بها البعض ممن تبوأوا مناصب إدارية ، حيث ساعد على تولية بعضهم منصب "المدير"، سلسلة مغامرات إدارية، وتراكمات خلل اجتماعي ونظامي، إضافة إلى بعض التنازلات الأخلاقية، كرّسها انتشار الواسطة والمحسوبية والولاء الشخصي، دون اعتبارات مهنية فكرية يتطلبها منصب "المدير"، إلاّ من رحم ربي.
المدير المُراهق، إنسان ليست له قدرات فكرية، أو صفات شخصية تؤهله لمنصب "المدير"، فهو في الحقيقة إنسان "بسيط" يمكن وصفه باللغة الدارجة أنه "على قدّ حاله"، تم اختياره لولائه الشخصي، على الرغم من رعونة تصرفاته، وعدم اتزان ردود أفعاله، وافتقاده لأبجديات التعامل الإنساني الراقي، فلسانه منفلت لا يحسب للكلمة وزنًا، وإمكانياته المهْنية متواضعة، وأساليبه الإدارية بدائية، ومع الوقت، يصبح آفة على إدارته، ومانعًا لتطوّر أنظمتها، وحاجزاً ضد تقدّمها، ومع ذلك، تجده مُبتسما مزهوّا، يظن في نفسه الأعاجيب، وكأنه أتى بما لم يأتِ به الأوائل، فمع تواضع عقله، يُعامل الناس كما ورد في القرآن على لسان فرعون: "ما أُريكم إلاّ ما أرى"، وهو في الحقيقة يورد إدارته المهالك، والعجيب، وجود بعض التابعين الذين يُـباركون غباءه الإداري، ويضحكون لنكاته الإدارية السمجة، ويرضوْن لأنفسهم أن يقودهم طفل كبير، يصفّقون لمغامراته الإدارية الطائشة.
لكن الأعجب في نظري، صبـْر بعض المتنفّذين على "مدير مراهق"!! يتعامل بأنظمة مؤسسة حكومية كلعبته الشخصية، ومشاع لأهوائه الإدارية، وتـرْكه سنوات دون مراقبة أو محاسبة أو عقاب، على الرغم من تواتر الآراء على "خبصه"، واتفاق الناس على سوء سلوكه، وبذاءة ألفاظه، ومعاناتهم من تدهور أوضاعهم المهْنية نتيجة فظاعة قراراته.
لا شك أن تدوير المناصب الإدارية على جميع مستوياتها أمر مطلوب، ونظام محمود، يضمن تدارك تولية "مدير مراهق" لا يفقه في أسس الإدارة شيئاً، فضلا عن التعامل بالذوق السليم، ليـُنقذ تغيير المديرين بشكل دوري، الإدارات في القطاعات المختلفة من أمور لا تُحمد عقباها، ويجنّبها شخصنة الأنظمة، وظلم العباد وخراب البلاد، ويحاسب المسيء، ويميز الخبيث من الطيب، وليشدّ على يدَي القوي الأمين، ويختار بشكل دوري خير الأجير، وينتقي من بينهم أفضل خبير.