جبل الهدا
09-23-2014, 07:36 AM
الوطنية مفهوم يجهله الكثيرون
الوطنية الحقيقية أن نجتهد في البحث عن العلم كي نكتسب المهارات والقدرات التي ستمكننا من إيجاد الحلول الإبداعية لكل القضايا التي تعترض طريقنا للمشاركة في بناء الوطن. الوطنية هي الذهن المتقد والفكر الحر والتحليل المنطقي
هل الوطنية تقتصر على التلويح بالعلم، أو الاحتفال في الشوارع، أو ارتداء الأبيض والأخضر؟ هل تعني التجمع في المكاتب والمؤسسات حول مائدة وبعض من الخطب الجوفاء التي لا تقترب من معنى الوطنية في شيء؟! هل هو يوم واحد فقط الذي نكتشف فيه فجأة أننا ننتمي لهذا الوطن وبقية الأيام نعيش لأنفسنا؟
يا سادة يا كرام، هذه ليس الوطنية، ليست بالنسبة لي على الأقل.
لنبدأ بما ليس من الوطنية. فالوطنية ليست التعالي على الشعوب الأخرى والإيمان أننا شعب الله المختار، وأننا نعلم أكثر ولا نحتاج أن نتعلم. الوطنية ليست تفضيل من ينتسب لوطني على حساب حق كل من هو ليس من هذه الأرض. الوطنية ليست رفض كل ما لا ينتمي لنا لمجرد أن هنالك من رفضه وعرفه لنا حسب فكره وتحليله. الوطنية ليست تسليم العقول ولا الاستغناء عن الإرادة. الوطنية ليست التصفيق لصاحب الفكرة بدلا من تحليل وتدبر الفكرة. الوطنية ليست الإصرار على الجهل والتبعية. الوطنية ليست التذمر والشكوى وإثارة البلبلة والفوضى من أجل ظلم أو فساد أو تعدٍ. الوطنية ليست تعريض العباد للخطر. الوطنية ليست التفرقة والتصنيف والشتم والعداء لمن يختلف معنا. الوطنية ليست محاربة أنفسنا من منطلق "عليّ وعلى أعدائي". الوطنية ليست تسليما أو ضعفا أو استرخاء. الوطنية ليست ملك شريحة ومحرمة على باقي الشرائح. الوطنية لا تُمنح ولا تُستجدى وبالتأكيد ليست مسرحية أو أقنعة نرتديها لنقنع غيرنا. الوطنية ليست خوفا أو ضعفا أو تملقا.
وأخيرا الوطنية ليست كلمة نرددها دون أن نعيشها.
إذن ما الوطنية؟ الوطنية أن نؤمن أننا جزء من هذا العالم، نحترمه ونتعامل معه من منطلق المساواة لا الضعف والتبعية، الوطنية أن نعمل، أن نجتهد في البحث عن العلم؛ كي نكتسب المهارات والقدرات التي ستمكننا من إيجاد الحلول الإبداعية لكل القضايا التي تعترض طريقنا للمشاركة في بناء الوطن وبناء أنفسنا وتهيئة العالم الآمن لأبنائنا من بعدنا. الوطنية أن نستغل كل ما يقدم لنا من تعليم خاصة في اللغات وتقنية المعلومات؛ كي نتمكن من البحث عن سبل تطوير ذاتنا بأنفسنا بدلا من التركيز على عدد أيام الإجازات والتحايل بإضافة يوم قبلها وأيام بعدها!
الوطنية هي الذهن المتقد والفكر الحر والتحليل المنطقي. الوطنية مشاعر محبة وعطاء وتعاطف وإخاء، الوطنية احترام الاختلاف والارتقاء بالحوار ومقابلة الحجة بالحجة والدليل بالدليل. الوطنية أخلاق وتواضع واعتراف لأنفسنا قبل غيرنا بمحدودية رؤيتنا والانفتاح للتعرف على وجهة نظر الآخر، ليس بالضرورة تقبلها، ولكن على الأقل أن نفهمها، الوطنية أن نقرأ ثم نقرأ ثم نقرأ وننوع في المصادر، ولا نسمح لأي شخص أن يملي علينا رؤية أو فكرا أو حكما في أي قضية محلية كانت أو إقليمية أو عالمية.
الوطنية أن ننمي مهارات التفكير لدينا؛ كي لا نُستغل في مشروع أو أجندة الآخرين. الوطنية هي الإيمان أن الوطن بحاجتك كما أنك بحاجة الوطن. الوطنية أن تنتقد بمحبة وتعرض الحلول، الوطنية ألا تتراجع عن حق ولكن بنفس الوقت لا تتعدى على حق.
الخلاصة: الوطنية مسيرة حياة بعد الاحتفال بيوم الوطن.
ميسون الدخيل 2014-09-23 1:47 am
صحيفة الوطن
28/ 11/ 1435
الوطنية الحقيقية أن نجتهد في البحث عن العلم كي نكتسب المهارات والقدرات التي ستمكننا من إيجاد الحلول الإبداعية لكل القضايا التي تعترض طريقنا للمشاركة في بناء الوطن. الوطنية هي الذهن المتقد والفكر الحر والتحليل المنطقي
هل الوطنية تقتصر على التلويح بالعلم، أو الاحتفال في الشوارع، أو ارتداء الأبيض والأخضر؟ هل تعني التجمع في المكاتب والمؤسسات حول مائدة وبعض من الخطب الجوفاء التي لا تقترب من معنى الوطنية في شيء؟! هل هو يوم واحد فقط الذي نكتشف فيه فجأة أننا ننتمي لهذا الوطن وبقية الأيام نعيش لأنفسنا؟
يا سادة يا كرام، هذه ليس الوطنية، ليست بالنسبة لي على الأقل.
لنبدأ بما ليس من الوطنية. فالوطنية ليست التعالي على الشعوب الأخرى والإيمان أننا شعب الله المختار، وأننا نعلم أكثر ولا نحتاج أن نتعلم. الوطنية ليست تفضيل من ينتسب لوطني على حساب حق كل من هو ليس من هذه الأرض. الوطنية ليست رفض كل ما لا ينتمي لنا لمجرد أن هنالك من رفضه وعرفه لنا حسب فكره وتحليله. الوطنية ليست تسليم العقول ولا الاستغناء عن الإرادة. الوطنية ليست التصفيق لصاحب الفكرة بدلا من تحليل وتدبر الفكرة. الوطنية ليست الإصرار على الجهل والتبعية. الوطنية ليست التذمر والشكوى وإثارة البلبلة والفوضى من أجل ظلم أو فساد أو تعدٍ. الوطنية ليست تعريض العباد للخطر. الوطنية ليست التفرقة والتصنيف والشتم والعداء لمن يختلف معنا. الوطنية ليست محاربة أنفسنا من منطلق "عليّ وعلى أعدائي". الوطنية ليست تسليما أو ضعفا أو استرخاء. الوطنية ليست ملك شريحة ومحرمة على باقي الشرائح. الوطنية لا تُمنح ولا تُستجدى وبالتأكيد ليست مسرحية أو أقنعة نرتديها لنقنع غيرنا. الوطنية ليست خوفا أو ضعفا أو تملقا.
وأخيرا الوطنية ليست كلمة نرددها دون أن نعيشها.
إذن ما الوطنية؟ الوطنية أن نؤمن أننا جزء من هذا العالم، نحترمه ونتعامل معه من منطلق المساواة لا الضعف والتبعية، الوطنية أن نعمل، أن نجتهد في البحث عن العلم؛ كي نكتسب المهارات والقدرات التي ستمكننا من إيجاد الحلول الإبداعية لكل القضايا التي تعترض طريقنا للمشاركة في بناء الوطن وبناء أنفسنا وتهيئة العالم الآمن لأبنائنا من بعدنا. الوطنية أن نستغل كل ما يقدم لنا من تعليم خاصة في اللغات وتقنية المعلومات؛ كي نتمكن من البحث عن سبل تطوير ذاتنا بأنفسنا بدلا من التركيز على عدد أيام الإجازات والتحايل بإضافة يوم قبلها وأيام بعدها!
الوطنية هي الذهن المتقد والفكر الحر والتحليل المنطقي. الوطنية مشاعر محبة وعطاء وتعاطف وإخاء، الوطنية احترام الاختلاف والارتقاء بالحوار ومقابلة الحجة بالحجة والدليل بالدليل. الوطنية أخلاق وتواضع واعتراف لأنفسنا قبل غيرنا بمحدودية رؤيتنا والانفتاح للتعرف على وجهة نظر الآخر، ليس بالضرورة تقبلها، ولكن على الأقل أن نفهمها، الوطنية أن نقرأ ثم نقرأ ثم نقرأ وننوع في المصادر، ولا نسمح لأي شخص أن يملي علينا رؤية أو فكرا أو حكما في أي قضية محلية كانت أو إقليمية أو عالمية.
الوطنية أن ننمي مهارات التفكير لدينا؛ كي لا نُستغل في مشروع أو أجندة الآخرين. الوطنية هي الإيمان أن الوطن بحاجتك كما أنك بحاجة الوطن. الوطنية أن تنتقد بمحبة وتعرض الحلول، الوطنية ألا تتراجع عن حق ولكن بنفس الوقت لا تتعدى على حق.
الخلاصة: الوطنية مسيرة حياة بعد الاحتفال بيوم الوطن.
ميسون الدخيل 2014-09-23 1:47 am
صحيفة الوطن
28/ 11/ 1435