ام جود
04-11-2011, 01:03 PM
ولكم الرأي
معلمات محو الأمية وخازن بيت مال التربية
د. سعيد السريحي
وزارة التربية والتعليم تتحدث عن انخفاض عدد الدارسات في مدارس محو الأمية، ولنا أن نعتبر ذلك مؤشرا على انخفاض نسبة الأمية في المملكة على نحو يجعلنا نتأهب منذ اليوم للاحتفاء بتوديع آخر سيدة أمية، وهو ما يمكن عده إنجازا في بلد لم يقتنع أن المرأة بحاجة إلى التعليم إلا من خمسين عاما فقط.
غير أن من المحتمل أن يكون لتناقص عدد الدارسات في مدارس محو الأمية سبب آخر يتمثل في عزوف من بقين على أميتهن من النساء عن الدراسة، وتفضيلهن التمسك بهذه الأمية على اعتبار أنها جزء من العادات والتقاليد، وهذا ليس بمستبعد في بلد لا يزال فيه من يرى أن خروج المرأة من بيتها لعلم أو عمل أمر من خوارم المروءة التي لا يقرها عرف ولا شرع.
وبصرف النظر عن أسباب تراجع عدد الملتحقات بمدارس محو الأمية، فإن ما يهمنا في القضية برمتها هنا هو أننا في اليوم الذي تحتفي فيه وزارة التربية بآخر سيدة ودعت أميتها، سوف تحتفي كذلك بالاستغناء عن آخر معلمة عملت على محو أمية هذه السيدة.
وللتربية الحق في أن تحتفي بالتخلص من آخر معلمة في مدارس محو الأمية فقد حملتهن وزارة التربية، على ما يبدو، كرها ووضعتهن كرها، وأكدت في كل مقام أنها سوف تستغني عنهن يوم أن يتممن تعليم آخر أمية في المملكة، وقد احتاطت التربية لنفسها حين جعلت العلاقة بينها وبين هؤلاء المعلمات في صيغة عقود يتم تجديدها سنويا فلا تلام التربية إن لم تجددها حين انتهاء الحاجة لهؤلاء المعلمات.
التربية التي قررت تطليق معلمات محو الأمية على دفعات لم تطلقهن بإحسان كما لم تكن تمسكهن قبل ذلك بمعروف، ولعل خير ما يمكن أن يقوم شاهدا على ذلك تأكيد خازن بيت المال في وزارة التربية، وأعني به مدير الشؤون المالية والإدارية، الذي تحدث «بالفم المليان» عن أن وزارة التربية ليست ضمانا اجتماعيا، وهو كلام لا يليق حين يكون الحديث عن معلمات لم يكن لوزارة التربية أن تحتفي بالقضاء على الأمية لولا جهودهن، وهو كذلك كلام لا يليق لأن أولئك المعلمات لم يطلبن من وزارة التربية صدقة ولم يقفن على باب خازن بيت المال فيها يستجدينه حسنة.
وزارة التربية سوف تغلق فصول محو الأمية قريبا فليتها تفتح مكانها فصولا لمحو فضاضة القول يتعلم فيها بعض موظفي التربية آداب اللياقة في الحديث عن شركاء المهنة حين يتم الاستغناء عنهن.
suraihi@gmail.com
معلمات محو الأمية وخازن بيت مال التربية
د. سعيد السريحي
وزارة التربية والتعليم تتحدث عن انخفاض عدد الدارسات في مدارس محو الأمية، ولنا أن نعتبر ذلك مؤشرا على انخفاض نسبة الأمية في المملكة على نحو يجعلنا نتأهب منذ اليوم للاحتفاء بتوديع آخر سيدة أمية، وهو ما يمكن عده إنجازا في بلد لم يقتنع أن المرأة بحاجة إلى التعليم إلا من خمسين عاما فقط.
غير أن من المحتمل أن يكون لتناقص عدد الدارسات في مدارس محو الأمية سبب آخر يتمثل في عزوف من بقين على أميتهن من النساء عن الدراسة، وتفضيلهن التمسك بهذه الأمية على اعتبار أنها جزء من العادات والتقاليد، وهذا ليس بمستبعد في بلد لا يزال فيه من يرى أن خروج المرأة من بيتها لعلم أو عمل أمر من خوارم المروءة التي لا يقرها عرف ولا شرع.
وبصرف النظر عن أسباب تراجع عدد الملتحقات بمدارس محو الأمية، فإن ما يهمنا في القضية برمتها هنا هو أننا في اليوم الذي تحتفي فيه وزارة التربية بآخر سيدة ودعت أميتها، سوف تحتفي كذلك بالاستغناء عن آخر معلمة عملت على محو أمية هذه السيدة.
وللتربية الحق في أن تحتفي بالتخلص من آخر معلمة في مدارس محو الأمية فقد حملتهن وزارة التربية، على ما يبدو، كرها ووضعتهن كرها، وأكدت في كل مقام أنها سوف تستغني عنهن يوم أن يتممن تعليم آخر أمية في المملكة، وقد احتاطت التربية لنفسها حين جعلت العلاقة بينها وبين هؤلاء المعلمات في صيغة عقود يتم تجديدها سنويا فلا تلام التربية إن لم تجددها حين انتهاء الحاجة لهؤلاء المعلمات.
التربية التي قررت تطليق معلمات محو الأمية على دفعات لم تطلقهن بإحسان كما لم تكن تمسكهن قبل ذلك بمعروف، ولعل خير ما يمكن أن يقوم شاهدا على ذلك تأكيد خازن بيت المال في وزارة التربية، وأعني به مدير الشؤون المالية والإدارية، الذي تحدث «بالفم المليان» عن أن وزارة التربية ليست ضمانا اجتماعيا، وهو كلام لا يليق حين يكون الحديث عن معلمات لم يكن لوزارة التربية أن تحتفي بالقضاء على الأمية لولا جهودهن، وهو كذلك كلام لا يليق لأن أولئك المعلمات لم يطلبن من وزارة التربية صدقة ولم يقفن على باب خازن بيت المال فيها يستجدينه حسنة.
وزارة التربية سوف تغلق فصول محو الأمية قريبا فليتها تفتح مكانها فصولا لمحو فضاضة القول يتعلم فيها بعض موظفي التربية آداب اللياقة في الحديث عن شركاء المهنة حين يتم الاستغناء عنهن.
suraihi@gmail.com