قلوب صادقة
04-13-2011, 02:44 PM
ضناً منها أنها إجابة..
قامت أحلام بجمع الأوراق وتصحيحها وعرفت ما قامت به الخالة أم سعد ..
فطلبت منها الخروج خارج الفصل وحدثتها في ما فعلته وأنه خطأ وديننا يحثنا على عدم الغش ..
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الغش عن أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: ماهذا ياصاحب الطعام ؟
قال أصابته السماء يارسول الله :قال :( أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس من غشنا فليس منا) رواه مسلم 1/1579
وأنه يجب عليها أن تتعلم لتستفيد وليس لتحصل على الشهادة فقط..
أبدت الخالة أم سعد أسفها وقالت :
أعدك لن يتكرر ذلك حتى لو أخذت صفرا..
كانت أحلام: تشعر بحرجهن عندما تقف دارسة ولا تستطيع حل مسألة في الرياضيات والحرج الذي يصيبها من زميلاتها..
او تتعثر في قراءة الدرس أو كتابة بعض الكلمات لكنه حب العلم والإصرار كان الدافع لهن..
توالت السنوات والأعوام وأصبح حلم محو الأمية حقيقة يشهدها المجتمع السعودي ..
أحلام : عاشت الحلم مع دارسات محو الأمية ثم رأت الحلم يكبر يوما بعد يوم..
تنقلت أحلام بين عدة مدارس معلمة لمحو الأمية وتخرج على يدها وعلى يد زميلاتها معلمات محو الأمية..
دارسات يفتخر بهن المجتمع السعودي مثال في الصبر والصمود وحب العلم..
تقاسمن خلالها اللقمة والضحكة والألم والأمل..
كن مثالا رائعا في الحب والتعاون والعمل الدؤوب..
يحظين بتقدير واهتمام مديرة المدرسة والمشرفة التربوية..
مما يشعرهن بالمتعة أثناء تأدية أعمالهن ويهون عليهن بعض هموم ومشاكل العمل..
أمضت أحلام في تلك المدرسة ست سنوات درست خلالها جميع المراحل والمناهج الدراسية..
لكل مرحلة دراسية ما يميزها..
تقضي في التدريس ساعتين يوميا تقدم خلالها ما تستطيع إليه من
جهد وعطاء بالمعلومة المفيدة والكلمة الطيبة..
أحبت دارساتها وأحبت عملها ..
كانت المدرسة بالنسبة لأحلام وزميلاتها البيت الثاني..
وهن فيها كالأسرة الواحدة قلوبهن واحدة وأيديهن متشابكة ..
تعاهدن على الحب والبذل والعطاء في كل ما من شأنه أن يرفع من
مستوى دارسات محو الأمية..
جمعتهن أيام وسنوات طويلة اقتسمن العمل كما اقتسمن اللقمة ..
أيام الاختبارات يحضر الجميع مبكرا يباشرن أعمال الاختبارات
ويقمن بتصحيح الأوراق ورصدها حيث يمضين في العمل إلى صلاة العشاء ..
يضعن غداءهن ويجتمعن على سفرة واحدة لم تكن إحداهن تهنأ
بوضع لقمة في فمها دون الأخرى..
يتبادلنا خلالها الأحاديث وتعلو ضحكاتهن أرجاء المكان معبرة عن
سرورهن باجتماعهن والفتهن..
كان لكل معلمة منهن ما يميزها عن الأخرى لكنهن يشتركن في
شيء واحد هو حبهن لبعض..
أيام جميلة وذكريات لا تنسى
(شيخه – عواطف-تغريد- مي- أمل- زينب )
لكل واحدة منهن همومها وأمالها وحياتها الخاصة..
منهن المتزوجة ومنهن العز باء ولكل واحدة منهن حكاية ..
شيخه: مديرة المدرسة شخصية محبوبة طيبة القلب خلوقة متزوجة
حياتها غير مستقرة مع زوجها بسبب إدمانه لم ترزق منه بالذرية
ولم تشعر معه بالأمان والحنان تبنت طفلة من دار الأيتام ونسيت
مع ابتسامتها آلامها وأحزانها كانت تحبها بجنون ..
عواطف: إدارية المدرسة متعاونة مع الجميع متزوجة ولديها أبناء
وبنت واحدة حياتها الأسرية مستقرة رغم مرضها وآلامها إلا أنها
صابرة محتسبة لا تشتكي لا أحد فقد أصيبت بأورام متفرقة في
أنحاء جسدها..
تغريد: معلمة مرحة جدا متزوجة كانت غيورة جدا على زوجها
وكنا دائما نضحك عليها وهي تتحدث عن رؤيا رأت فيها زوجها
متزوجا بأخرى ومن شدة غيرتها كانت تحذر زميلتها زينب من عدم الخروج من المدرسة قبلها حتى لا يراها زوجها..
مي: المعلمة (الدبدوبة) كما تسمي نفسها لا تفارق الابتسامة وجهها
طيبة مرحة لكم استمتعنا بالحديث معها لقد كانت البنت الوحيدة
بين إخوتها الذكور دائما تضع ظفيرتها ذات الشعر الطويل خلف
ظهرها وتقول (أنا تربية عجوز)..
فلم تكن والدتها تسمح لها بقص شعرها او ارتداء ما تريده من الملابس لقد كانت تخاف عليها خوفا شديدا..
أمل : معلمة عزباء لكم أضحكتنا وهي تتجه إلى القبلة و تدعو أن
يرزقها الله بالزوج الصالح الذي ينتشلها من العنوسة ..
زينب : معلمة كما نسميها (بالهندية) تتمتع بجمال وتمتاز بسمار
جذاب وقوام رشيق وعينين واسعتين كانت مصدر قلق بالنسبة لتغريد تهددها دائما بقولها بالعامية..
( بحش رجولك لو خرجت قبلي)..
تبادل المعلمات مع المدارس الاخرى حضور الدروس النموذجية..
بحضور المشرفات التربويات وكان لذلك دوره الفعال في تبادل
الخبرات وزرع روح التعاون والثقة في النفس ورفع مستوى أداء
المعلمات..
اختارت المشرفة التربوية للمدرسة:أ/ عزيزة، أحلام لإعداد درس
نموذجي بحضور مديرات ومعلمات من مدارس أخرى ..
كان الأمر صعبا على أحلام فقد خشيت من الحرج والخطأ أمام هذا
العدد الكبير من الحضور..
قدمت أحلام: الدرس بشكل جيد نالت أعجاب المشرفة والحضور وشكرن لها حسن أدائها ..
فقد فازت مدرسة أحلام على جميع المدارس المشاركة في الدروس
النموذجية ..
فرح زميلاتها بما قدمته وكن فخورات بها وبعطائها المتميز ..
لأنهن يحملن هما واحدا وقلبا واحدا..
انتقلت أحلام إلى مدرسة أخرى قريبة من بيتها..
بعد أن خيم الحزن عليها وعلى زميلاتها فقد دامت عشرتهن قرابة
الست سنوات..
ولكن ظروف الحادث الذي أصاب زوجها وعدم تمكنه من قيادة السيارة للذهاب بها إلى المدرسة اضطرها لطلب النقل إلى مدرسة قريبة تستطيع الوصول إليها مشيا على الأقدام..
دخلت أحلام إلى المدرسة الجديدة والعبرة تخنقها فقد فارقت مدرستها وزميلاتها ودارساتها وذكرياتها الجميلة ..
في هذه المدرسة وجدت أحلام عالما جديدا وتحديات جديدة..
كلفت مشرفة المدرسة :أ/ نوال ،أحلام القيام بعمل مديرة للمدرسة
لحين توافر البديلة لخبرتها الطويلة في محو الأمية..
لقد كانت أحلام وزميلاتها معلمات محو الأمية يعانين الأمرين من عدم تعاون مديرة المدرسة الصباحية معهن فلا يوجد حجرة مخصصة لهن ليضعن فيها ملفات الطالبات وسجلاتهن لتكون في مأمن من العبث والضياع..
أرادت أحلام التفاهم مع مديرة المدرسة صباحاً حول إعطائهن حجرة مستقلة لكنها رفضت ذلك تماما ..
وقالت : لا يوجد لدي غرف شاغرة لأعطيكن ..
مما اضطر أحلام لأخذ السجلات معها يوميا إلى البيت..
كانت مديرة المدرسة الابتدائية قد وضعت الكتب الدراسية الخاصة بمحو الأمية في دورة المياه.
رفعت أحلام شكوى للجهات المختصة.
حيث حضرت المشرفة نوال :
إلى المدرسة لتحقق في تلك الشكوى ووقفت على حقيقة الأمر بنفسها..
وكانت المفاجأة عندما دخلت مديرة المدرسة على أحلام ووجهها يتطاير شرراً وتهجمت عليها..
وقالت لها: أنت لست المديرة حتى ترفعين شكوى ضدي.
كان ذلك في وجود المشرفة التربوية أ/نوال ودون علم المديرة بشخصها ..
ردت عليها مشرفة المدرسة :أ/نوال خير إن شاء الله ..
ما هذا الأسلوب الذي تتحدثين به أنا من كلفت أحلام بإدارة المدرسة ومنحتها كافة الصلاحيات لمخاطبة الجهات المختصة..
ولو أنها وجدت منك تعاونا لما تقدمت بالشكوى ..
كيف تضعين الكتب الدراسية في دورة المياه؟
آلا تعين أن تلك الكتب تحمل لفظ الجلالة والبسملة والأحاديث الشريفة أنه امتهان وتجاوز لحرمة الكتاب ..
أنت ملزمة بتوفير خزانة من الحديد ليضعن فيها كتبهن وملفاتهن وسجلاتهن ..
وأنا سأتابع بنفسي مدى تقيدك بذلك ..
بعد أن أمضت أحلام ثلاث سنوات معلمة قائمة بأعمال مديرة..
انتقل سكنها إلى حي آخر بعيدا عن مدرستها..
وكان عليها أن تتقدم بطلب نقل لمدرسة قريبة من سكنها ..
وبفضل الله ثم بجهود مساعدة المكتب أ/ بدرية ومشرفة المدرسة أ/نوال..
تم نقلها تقديرا لجهودها وخبرتها وعينت مديرة لأحدى مدارس محو الأمية..
ولم تتوقف أحلام عند ذلك الحد بل واصلت مشوارها الذي بدأته مع دارسات محو الأمية..
واجهت الكثير من الصعوبات..
من حيث عدم تهيئة المبنى لدارسات محو الأمية وعدم تعاون مديرة المدرسة الصباحية مع أحلام..
فالفصول في الدور العلوي من المدرسة ..
ولا يوجد غرفة شاغرة لموظفات محو الأمية يضعن فيها سجلاتهن ومكاتبهن..
وكان لابد من المطالبة ورفع ذلك للجهات المختصة وبعد مطالبات وشكاوى..
تم تخصيص مكان مناسب لمعلمات محو الأمية وفصول للدارسات ..
ولم تكن المعاناة تقف عند ذلك الحد بل تجاوزته إلى عدم وجود ميزانية خاصة باحتياجات تلك المدارس من الأثاث والوسائل وآلة التصوير والسجلات..
فقد كان كل ذلك بجهود فردية من قبل معلمات محو الأمية ..
كانت أحلام تتلمس احتياجات دارسات محو الأمية وتحاول قدر الإمكان توفيرها وفي حدود إمكانيتها..
انتقلت المدرسة بدارساتها إلى مبنى آخر وذلك لعدم توافر مبان حكومية في الحي فقد داوم في تلك المدرسة ثلاث مراحل..
كانت المدرسة المتوسطة للتعليم العام تداوم الصباح والثانوية بعد الظهر ومحو الأمية بعد العصر..
دامت هذه المعاناة على مدار الفصل الدراسي الأول وبعد أن استقر
وضع المدرسة مساءً وتحسنت أوضاعها المادية من المقصف المدرسي..
الذي اقترحت أحلام إقامته بأسهم من معلمات محو الأمية وذلك لسد احتياجات المدرسة من السجلات والأثاث والتصوير وغيره ..
ارتفعت نسبة المبيعات في المقصف بسبب شراء طالبات الثانوية من مقصف محو الأمية..
وكانت الخالة أم مساعد تشرف على البيع في المقصف رغم تدني المستوى ..
وعدم وجود المكان المناسب للمقصف..
إلا أن الجهود كانت ذاتية ترمس الماء يعبأ بالثلج كل ليلة على معلمة..
ووضعت مستلزمات المقصف في السلال ..
والخالة أم مساعد تبذل قصارى جهدها لجذب الطالبات للشراء..
حدثت خلالها بعض النزاعات بين الخالة أم مساعد ومديرة الثانوية..
لأنها لا ترغب بشراء طالباتها من مقصف محو الأمية..
لكن الأرزاق بيد الله يصرفها كيف يشاء..
قامت أحلام بجمع الأوراق وتصحيحها وعرفت ما قامت به الخالة أم سعد ..
فطلبت منها الخروج خارج الفصل وحدثتها في ما فعلته وأنه خطأ وديننا يحثنا على عدم الغش ..
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الغش عن أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: ماهذا ياصاحب الطعام ؟
قال أصابته السماء يارسول الله :قال :( أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس من غشنا فليس منا) رواه مسلم 1/1579
وأنه يجب عليها أن تتعلم لتستفيد وليس لتحصل على الشهادة فقط..
أبدت الخالة أم سعد أسفها وقالت :
أعدك لن يتكرر ذلك حتى لو أخذت صفرا..
كانت أحلام: تشعر بحرجهن عندما تقف دارسة ولا تستطيع حل مسألة في الرياضيات والحرج الذي يصيبها من زميلاتها..
او تتعثر في قراءة الدرس أو كتابة بعض الكلمات لكنه حب العلم والإصرار كان الدافع لهن..
توالت السنوات والأعوام وأصبح حلم محو الأمية حقيقة يشهدها المجتمع السعودي ..
أحلام : عاشت الحلم مع دارسات محو الأمية ثم رأت الحلم يكبر يوما بعد يوم..
تنقلت أحلام بين عدة مدارس معلمة لمحو الأمية وتخرج على يدها وعلى يد زميلاتها معلمات محو الأمية..
دارسات يفتخر بهن المجتمع السعودي مثال في الصبر والصمود وحب العلم..
تقاسمن خلالها اللقمة والضحكة والألم والأمل..
كن مثالا رائعا في الحب والتعاون والعمل الدؤوب..
يحظين بتقدير واهتمام مديرة المدرسة والمشرفة التربوية..
مما يشعرهن بالمتعة أثناء تأدية أعمالهن ويهون عليهن بعض هموم ومشاكل العمل..
أمضت أحلام في تلك المدرسة ست سنوات درست خلالها جميع المراحل والمناهج الدراسية..
لكل مرحلة دراسية ما يميزها..
تقضي في التدريس ساعتين يوميا تقدم خلالها ما تستطيع إليه من
جهد وعطاء بالمعلومة المفيدة والكلمة الطيبة..
أحبت دارساتها وأحبت عملها ..
كانت المدرسة بالنسبة لأحلام وزميلاتها البيت الثاني..
وهن فيها كالأسرة الواحدة قلوبهن واحدة وأيديهن متشابكة ..
تعاهدن على الحب والبذل والعطاء في كل ما من شأنه أن يرفع من
مستوى دارسات محو الأمية..
جمعتهن أيام وسنوات طويلة اقتسمن العمل كما اقتسمن اللقمة ..
أيام الاختبارات يحضر الجميع مبكرا يباشرن أعمال الاختبارات
ويقمن بتصحيح الأوراق ورصدها حيث يمضين في العمل إلى صلاة العشاء ..
يضعن غداءهن ويجتمعن على سفرة واحدة لم تكن إحداهن تهنأ
بوضع لقمة في فمها دون الأخرى..
يتبادلنا خلالها الأحاديث وتعلو ضحكاتهن أرجاء المكان معبرة عن
سرورهن باجتماعهن والفتهن..
كان لكل معلمة منهن ما يميزها عن الأخرى لكنهن يشتركن في
شيء واحد هو حبهن لبعض..
أيام جميلة وذكريات لا تنسى
(شيخه – عواطف-تغريد- مي- أمل- زينب )
لكل واحدة منهن همومها وأمالها وحياتها الخاصة..
منهن المتزوجة ومنهن العز باء ولكل واحدة منهن حكاية ..
شيخه: مديرة المدرسة شخصية محبوبة طيبة القلب خلوقة متزوجة
حياتها غير مستقرة مع زوجها بسبب إدمانه لم ترزق منه بالذرية
ولم تشعر معه بالأمان والحنان تبنت طفلة من دار الأيتام ونسيت
مع ابتسامتها آلامها وأحزانها كانت تحبها بجنون ..
عواطف: إدارية المدرسة متعاونة مع الجميع متزوجة ولديها أبناء
وبنت واحدة حياتها الأسرية مستقرة رغم مرضها وآلامها إلا أنها
صابرة محتسبة لا تشتكي لا أحد فقد أصيبت بأورام متفرقة في
أنحاء جسدها..
تغريد: معلمة مرحة جدا متزوجة كانت غيورة جدا على زوجها
وكنا دائما نضحك عليها وهي تتحدث عن رؤيا رأت فيها زوجها
متزوجا بأخرى ومن شدة غيرتها كانت تحذر زميلتها زينب من عدم الخروج من المدرسة قبلها حتى لا يراها زوجها..
مي: المعلمة (الدبدوبة) كما تسمي نفسها لا تفارق الابتسامة وجهها
طيبة مرحة لكم استمتعنا بالحديث معها لقد كانت البنت الوحيدة
بين إخوتها الذكور دائما تضع ظفيرتها ذات الشعر الطويل خلف
ظهرها وتقول (أنا تربية عجوز)..
فلم تكن والدتها تسمح لها بقص شعرها او ارتداء ما تريده من الملابس لقد كانت تخاف عليها خوفا شديدا..
أمل : معلمة عزباء لكم أضحكتنا وهي تتجه إلى القبلة و تدعو أن
يرزقها الله بالزوج الصالح الذي ينتشلها من العنوسة ..
زينب : معلمة كما نسميها (بالهندية) تتمتع بجمال وتمتاز بسمار
جذاب وقوام رشيق وعينين واسعتين كانت مصدر قلق بالنسبة لتغريد تهددها دائما بقولها بالعامية..
( بحش رجولك لو خرجت قبلي)..
تبادل المعلمات مع المدارس الاخرى حضور الدروس النموذجية..
بحضور المشرفات التربويات وكان لذلك دوره الفعال في تبادل
الخبرات وزرع روح التعاون والثقة في النفس ورفع مستوى أداء
المعلمات..
اختارت المشرفة التربوية للمدرسة:أ/ عزيزة، أحلام لإعداد درس
نموذجي بحضور مديرات ومعلمات من مدارس أخرى ..
كان الأمر صعبا على أحلام فقد خشيت من الحرج والخطأ أمام هذا
العدد الكبير من الحضور..
قدمت أحلام: الدرس بشكل جيد نالت أعجاب المشرفة والحضور وشكرن لها حسن أدائها ..
فقد فازت مدرسة أحلام على جميع المدارس المشاركة في الدروس
النموذجية ..
فرح زميلاتها بما قدمته وكن فخورات بها وبعطائها المتميز ..
لأنهن يحملن هما واحدا وقلبا واحدا..
انتقلت أحلام إلى مدرسة أخرى قريبة من بيتها..
بعد أن خيم الحزن عليها وعلى زميلاتها فقد دامت عشرتهن قرابة
الست سنوات..
ولكن ظروف الحادث الذي أصاب زوجها وعدم تمكنه من قيادة السيارة للذهاب بها إلى المدرسة اضطرها لطلب النقل إلى مدرسة قريبة تستطيع الوصول إليها مشيا على الأقدام..
دخلت أحلام إلى المدرسة الجديدة والعبرة تخنقها فقد فارقت مدرستها وزميلاتها ودارساتها وذكرياتها الجميلة ..
في هذه المدرسة وجدت أحلام عالما جديدا وتحديات جديدة..
كلفت مشرفة المدرسة :أ/ نوال ،أحلام القيام بعمل مديرة للمدرسة
لحين توافر البديلة لخبرتها الطويلة في محو الأمية..
لقد كانت أحلام وزميلاتها معلمات محو الأمية يعانين الأمرين من عدم تعاون مديرة المدرسة الصباحية معهن فلا يوجد حجرة مخصصة لهن ليضعن فيها ملفات الطالبات وسجلاتهن لتكون في مأمن من العبث والضياع..
أرادت أحلام التفاهم مع مديرة المدرسة صباحاً حول إعطائهن حجرة مستقلة لكنها رفضت ذلك تماما ..
وقالت : لا يوجد لدي غرف شاغرة لأعطيكن ..
مما اضطر أحلام لأخذ السجلات معها يوميا إلى البيت..
كانت مديرة المدرسة الابتدائية قد وضعت الكتب الدراسية الخاصة بمحو الأمية في دورة المياه.
رفعت أحلام شكوى للجهات المختصة.
حيث حضرت المشرفة نوال :
إلى المدرسة لتحقق في تلك الشكوى ووقفت على حقيقة الأمر بنفسها..
وكانت المفاجأة عندما دخلت مديرة المدرسة على أحلام ووجهها يتطاير شرراً وتهجمت عليها..
وقالت لها: أنت لست المديرة حتى ترفعين شكوى ضدي.
كان ذلك في وجود المشرفة التربوية أ/نوال ودون علم المديرة بشخصها ..
ردت عليها مشرفة المدرسة :أ/نوال خير إن شاء الله ..
ما هذا الأسلوب الذي تتحدثين به أنا من كلفت أحلام بإدارة المدرسة ومنحتها كافة الصلاحيات لمخاطبة الجهات المختصة..
ولو أنها وجدت منك تعاونا لما تقدمت بالشكوى ..
كيف تضعين الكتب الدراسية في دورة المياه؟
آلا تعين أن تلك الكتب تحمل لفظ الجلالة والبسملة والأحاديث الشريفة أنه امتهان وتجاوز لحرمة الكتاب ..
أنت ملزمة بتوفير خزانة من الحديد ليضعن فيها كتبهن وملفاتهن وسجلاتهن ..
وأنا سأتابع بنفسي مدى تقيدك بذلك ..
بعد أن أمضت أحلام ثلاث سنوات معلمة قائمة بأعمال مديرة..
انتقل سكنها إلى حي آخر بعيدا عن مدرستها..
وكان عليها أن تتقدم بطلب نقل لمدرسة قريبة من سكنها ..
وبفضل الله ثم بجهود مساعدة المكتب أ/ بدرية ومشرفة المدرسة أ/نوال..
تم نقلها تقديرا لجهودها وخبرتها وعينت مديرة لأحدى مدارس محو الأمية..
ولم تتوقف أحلام عند ذلك الحد بل واصلت مشوارها الذي بدأته مع دارسات محو الأمية..
واجهت الكثير من الصعوبات..
من حيث عدم تهيئة المبنى لدارسات محو الأمية وعدم تعاون مديرة المدرسة الصباحية مع أحلام..
فالفصول في الدور العلوي من المدرسة ..
ولا يوجد غرفة شاغرة لموظفات محو الأمية يضعن فيها سجلاتهن ومكاتبهن..
وكان لابد من المطالبة ورفع ذلك للجهات المختصة وبعد مطالبات وشكاوى..
تم تخصيص مكان مناسب لمعلمات محو الأمية وفصول للدارسات ..
ولم تكن المعاناة تقف عند ذلك الحد بل تجاوزته إلى عدم وجود ميزانية خاصة باحتياجات تلك المدارس من الأثاث والوسائل وآلة التصوير والسجلات..
فقد كان كل ذلك بجهود فردية من قبل معلمات محو الأمية ..
كانت أحلام تتلمس احتياجات دارسات محو الأمية وتحاول قدر الإمكان توفيرها وفي حدود إمكانيتها..
انتقلت المدرسة بدارساتها إلى مبنى آخر وذلك لعدم توافر مبان حكومية في الحي فقد داوم في تلك المدرسة ثلاث مراحل..
كانت المدرسة المتوسطة للتعليم العام تداوم الصباح والثانوية بعد الظهر ومحو الأمية بعد العصر..
دامت هذه المعاناة على مدار الفصل الدراسي الأول وبعد أن استقر
وضع المدرسة مساءً وتحسنت أوضاعها المادية من المقصف المدرسي..
الذي اقترحت أحلام إقامته بأسهم من معلمات محو الأمية وذلك لسد احتياجات المدرسة من السجلات والأثاث والتصوير وغيره ..
ارتفعت نسبة المبيعات في المقصف بسبب شراء طالبات الثانوية من مقصف محو الأمية..
وكانت الخالة أم مساعد تشرف على البيع في المقصف رغم تدني المستوى ..
وعدم وجود المكان المناسب للمقصف..
إلا أن الجهود كانت ذاتية ترمس الماء يعبأ بالثلج كل ليلة على معلمة..
ووضعت مستلزمات المقصف في السلال ..
والخالة أم مساعد تبذل قصارى جهدها لجذب الطالبات للشراء..
حدثت خلالها بعض النزاعات بين الخالة أم مساعد ومديرة الثانوية..
لأنها لا ترغب بشراء طالباتها من مقصف محو الأمية..
لكن الأرزاق بيد الله يصرفها كيف يشاء..