قلوب صادقة
04-13-2011, 02:53 PM
كانت تنظر إلى الكل بسخرية واستهزاء كانت كمن جاء ليقتص من قاتله..
والمديرة تقف خلفها وقد ملأ الغرور والكبر قلبها ..
ووجهت في البداية الحديث لأحلام ..
قالت المشرفة: أحلام أنت موظفة ولست مديرة.
المديرة هي وأشارت إليها..
كل معلمات ودارسات تعليم الكبيرات يتلقين الأوامر منها..
هل فهمت؟
الأوامر منها..
هل فهمت؟
وأردفت قائلة: هذا منظر معلمات يفترشن الأرض؟؟
أين المكاتب متناسية أنهن متعاقدات مكافأتهن لا تفي باحتياجاتهن الشخصية فضلا عن شراء مكاتب ..
ثم التفتت إلى مريم العاملة وقد كانت خريجة ثانوية عامة ..
ولديها دورات في الحاسب والانجليزي ولكن لم تجد وظيفة سوى (مستخدمة)..
فوافقت على العمل مقابل أن تعيش..
وتصرف على ابنتها فقد هجرها زوجها ..
وتركها معلقة ،وأخذت تلومها وتؤنبها أنت مستخدمة"
فاهمه غير مسموح لك بالجلوس مع المعلمات..
ثم نظرت إلى أحلام وقالت احمدي ربك وعقدك يجدد منذ خمسة عشر عاما ..
أجابتها أحلام رزقي بيد الله وهو الذي أجراه طوال تلك السنين وأنا لم اقترف ذنبا حتى تؤنبيني عليه..
أنا أعرف حدودي لكن المديرة هي من قالت لي أنت المسئولة عن تعليم الكبيرات وأنا نفذت ما قالت ..
ولم اقصر في عملي كما ترين..
وقفت المديرة صامتة تتشفى بنظراتها..
وقد تناست أنها مديرة المدرسة التي لم تقدم لتعليم الكبيرات سوى نظرات السخرية والازدراء..
أما التعاون والمساعدة فكان آخر شيء تفكر فيه..
خرجت تلك المشرفة وقد أحدثت في قلوب معلمات تعليم الكبيرات
والمستخدمة جروحا عميقة..
مازالت تنزف حتى يرث الله الأرض ومن عليها وسوف يقتص الله لهن منها..
خرجت مريم ذلك اليوم من المدرسة بعد أن بللت الدموع وجنتيها ..
لم تكن كل كلمات الأسى تترجم حالها..
ولم تعد للمدرسة مرة أخرى فقد قررت ترك العمل..
وقالت: أستاذة أحلام أنا أتيت لأعمل وليس لتهان كرامتي..
لقد تسببت تلك المشرفة بسوء تصرفها وفضاضة أخلاقها بقطع رزق إنسانة محتاجة مكسورة ..
بقيت أحلام تغالب دموعها طوال ذلك اليوم..
فهي لا تريد أن يرى أحدضعفها لقد كانت مصدر القوة
للمعلمات والدارسات..
لابد أن تتماسك لابد أن تبقى قوية صامدة ..
خرجت من المدرسة ذلك اليوم محبطة محطمة مكسورة الخاطر..
فلم يكن أمامها سوى الاستعانة بالمشرفة التي كلفتها بالعمل في تلك المدرسة لتجد لها ولزميلتها ودارساتها الحل..
اتصلت أحلام هاتفيا بالأستاذة فايزة..
الو السلام عليكم ..
أنا أحلام وبدأت تقص لها ما حدث ودموعها تسبق كلماتها ..
أرادت الأستاذة فايزة التخفيف عنها فأبدت استياءها الشديد مما حدث..
وقالت لها عندما أرسلتك للمدرسة: كنت أعلم أنك على قدر كبير من المسؤولية..
وأنك ستقفين في وجه كل من يحاول أن يوقف الدراسة تحلي بالصبر.
وأنا سأتصرف مع المشرفة والمديرة ..
شعرت أحلام بالارتياح و الطمأنينة بعد حديثها مع المشرفة ..
لقد بقي ما حدث للمستخدمة مريم عالقا في قلب أحلام والمعلمات ..
فقد تركت المسكينة العمل ولم تأخذ أجرها عليه..
ولم تعد ترد على الاتصالات الهاتفية..
لقد ترك ذلك الموقف جرحا غائرا في صدرها..
انتهى العام الدراسي بعد أن قدم معلمات ودارسات تعليم الكبيرات..
أروع الأمثلة في الصبر والبذل والعطاء..
فقد أقام الدارسات والمعلمات معرضا من أعمالهن ولمساتهن الفنية ..
كان تحفة فريدة ونموذجا حيا شاهدا على إبداع دارسات تعليم الكبيرات..
تقدمت أحلام بطلب للجهات المسئولة لنقل مدرسة تعليم الكبيرات المتوسطة إلى مبنى آخر..
فقد كان صعود الدرج يشق على الدارسات..
وعدم التعاون يعطل مسيرتهن ..
وتمت الموافقة وانتقل الدارسات والمعلمات إلى مدرسة أخرى ..
كانت مديرتها الأستاذة مزنه :ـ
متعاونة ومقدرة للكبيرات..
وضعت يدها في يد أحلام ..
وصارت الأمور بشكل جيد..
في جو يسوده الحب والتعاون ..
تخرجت الدفعة الأولى من دارسات تعليم الكبيرات من المرحلة المتوسطة..
واحتفلت أحلام بهن وقدمت لهن الهدايا والدروع التذكارية..
خلال عمل أحلام في تلك المدرسة أصيبت بمرض في ساقها..
أدى إلى إضعاف حركتها وشعورها بالآلام المبرحة بين الحين والآخر..
في عام 1426هـ بلغت أحلام وزميلاتها معلمات بند محو الأمية أنه صدر مرسوم ملكي بترسيمهن وعليهن أن يقدمن اوراقهن لادارة تعليم الكبيرات ليتم رفعها للجهات المختصه حتى يبت في أمر تثبيتهن تبادلنا التهاني والتبريكات فرحة بتلك اللفته الأبوية من خادم الحرمين الشريفين تبددت معاناة السنين أمام فرحة الترسيم لكن في غمضة عين أوقف الأمر وتم استثنى معلمات بند محو الأمية من المرسوم (وقيل لهن أن التثبيت لايشمل معلمات بند محو الأمية )
مع أنه كان ينص على جميع البنود بما فيها بند محو الأمية..
تلاعب بالمشاعر ومصادره للأحلام وتبديد للجهود ..
فقد معلمات بند محو الأمية المصداقية في اتخاذ القرارات التي تخصهن وأصبحن يعشن حالة من القلق تجاه المصير المجهول
الذي ينتظرهن..
خلال هذا العام أصيبت أحلام بالآم مبرحة في ساقها أفقدتها القدرة على الحركة بسهولة فعملها يتطلب صعود الدرج ومتابعة الطالبات..
فاقترحت عليها الأستاذة مزنة :ـ
أن تغير طبيعة عملها من المدرسة إلى مكتب الإشراف طبعا كان ذلك بمساعدتها وبجهود مشرفة تعليم الكبيرات..
كان يعز على أحلام أن تترك دارساتها وهي التي ارتبطت بهن سنوات عديدة..
ولكن المرض كان أقوى من رغبتها في البقاء معهن..
تم ندب أحلام إلى مكتب الإشراف فالعمل في المكتب مناسب لوضعها الصحي..
رغم أعبائه الكثيرة لكنه لا يتطلب جهداً حركيا مثل المدرسة ..
كان معها في نفس الوحدة موظفتان متعاقدتان على بند محو الأمية ..
بالإضافة لرئيسة الوحدة..
يرجعن إليها في بعض المسائل المتعلقة بالمدارس..
سنوات خدمتهن اقل منها فقد كانت أكثرهن خبرة في مجال تعليم الكبيرات لاحظت منذ بداية عملها في الوحدة أنه غير مرحب بوجودها من قبل زميلاتها أما خوفاً من بقائها في المكتب بصفه دائمة وهذا سيترتب عليه الاستغناء عن أحداهن وأما للغيرة التي جبل عليها النساء من بعضهن إذا لمسنا تميزاً فقد كانت زميلتها تماضر تقلل من شأن الموظفات الموجودات في المكتب وأنهن لايملكن خبرة في العمل وأنهن كسولات ولاينجزن الأعمال ..
حاولت مراراً وتكراراً أن تظهر لأحلام تعاطفها معها ومع ظروفها الصحية وأنها لوخيرت بين البقاء في المكتب والعودة الى مدرستها ستختار العودة لمدرستها لأن أحلام محتاجة للبقاء في المكتب أكثر منهاوأنها بالطبع تملك خبرة أكثر ولم يكن يدر ببال أحلام أن ذلك الحديث من قبل تماضر لم يكن سوى حب استطلاع لأمر أحلام حتى تخطط للطريقة التي تبعدها بها عن المكتب وبالفعل صار لها ماتريد وبالخفاء ..
عندما سألتها أحلام عن الطريقة التي جأت بها الى مكتب الاشراف قالت بأنها قدمت لمشرفتها في المدرسة خدمة وكافأتها المشرفة بندبها إلى المكتب ..
مازالت الأيام تقسو على أحلام وفي كل يوم ترى وتسمع أن الواسطة هي القيمة الحقيقة للإنسان في هذا الزمان..
خلال فترة عملها في وحدة تعليم الكبيرات قدمت كتيبا حوت صفحاته على كل مايخص تعليم الكبيرات..
وقدمته لرئيسة وحدتها وقد أعجبت به .
وقالت لها هذا جهد رائع ومميز يا أحلام ..
سأعرضه على مديرة المكتب لتعطينا أمراً بطباعته..
لكن من سيدعم الطباعة ماديا..
قالت أحلام لها :
إذا تمت الموافقة عليه سأطبعه أنا وزميلاتي في الوحدة على حسابنا..
حملت رئيسة الوحدة الكتيب إلى مديرة المكتب ..
وهناك كانت المفاجأة!!
فقد رفضت مديرة المكتب وضع اسم أحلام عليه ..
عادت رئيسة الوحدة إلى المكتب وعلامات الاستياء تعلو وجهها..
وقالت أحلام انسي موضوع الكتيب ..
استاءت أحلام من ذلك الموقف..
كان يفترض أن يقدر جهدها ويعترف باسمها..
كمعده للكتيب ومتكفلة بطباعته ..
لكنها النظرة المحدودة و تهميش ادوار الآخرين وراء التخلف والإحباط الذي نعيشه..
أمضت أحلام سنتين منتدبه في مكتب الإشراف كانت لها جهود
ولمسات واضحة في وحدتها ووحدة الإعلام التربوي..
فقد كانت تملك قلما نابضا..
وكلمة صادقة ونقدا هادفا وبناء ..
أصيبت أحلام أثناء عملها في المكتب بحادث مروري..
في طريق عودتها إلى منزلها بعد انتهاء الدوام عانت منه كثيرا ..
وكادت أن تفقد روحها وأبنائها الذين كانوا معها في السيارة بقيت ملازمة للسرير شهرين ..
ومع بداية العام الجديد عادت إلى عملها بقلب محطم فقد أثر الحادث على نفسيتها..
كما اثر على جسدها ولكنه قضاء الله وقدره..
والحمد لله أنها لم تفقد أحدا من أبناءها..
اتصلت بها زميلتها في المكتب تماضر تخبرها بأنه ترشحت لتكون سكرتيرة دائمة في المكتب على الرغم من حاجة أحلام للبقاء في المكتب ..
فهي أقدم من حيث عدد السنين وأيضا أكثر خبرة ..
لكن كان الحظ دائما يلعب دوره في حياة أحلام..
بعد أن أتمت نصف العام قررت مديرة المكتب إلغاء ندبها وأمرت بعودتها للمدرسة..
لم تكترث بدموعها ولامرضها ولا إصابتها..
توسلت إليهم استدرت عطفهم كان أكثر ماآلمها وكدر خاطرها هو عدم اهتمام مديرة المكتب بجهودها وخبرتها وظروفها ..
أصبح الإنسان لدى بعض الجهات أداة لسد العجز مثله مثل أي آلة صماء إذا أصابها عطب ترمى..
حاولت وحاول بعض المشرفات التدخل في الأمر وإيقاف أمر عودتها للمدرسة لكن دون جدوى ..
خرجت أحلام من المكتب مكسورة الخاطر محطمة القلب ..
عادت أحلام إلى المدرسة فقد انتقلت مديرتها الأستاذة مزنة:
التي ساندتها في أمر الندب إلى عمل آخر ..
واستلمت إدارة المدرسة مديرة أخرى ..
لم يكن حظ دارسات تعليم الكبيرات منها إلا كحظهن من سابقتها من المديرات..
كلفت بالعمل إدارية للمدرسة لجميع المراحل والفصول فلا يوجد بالمدرسة إداريات..
وكان على أحلام أن تقوم بذلك كله ..
على الرغم من أنها متعاقدة والعقد ينص على العمل إدارية لفصول تعليم الكبيرات لكن العقد غير الواقع..
لابد أن يستفاد من معلمات وإداريات تعليم الكبيرات لسد العجز في المدارس..
أما حقوقهن كموظفات لم يلتفت إليها أحد من المسئولون..
انتهى العام وقرر المسئولون إنهاء التعاقد مع إداريات ومعلمات تعليم الكبيرات صباحاً ..
دون ذكر السبب في ذلك فوضن أمرهن إلى الله..
هو الرزاق الوهاب النافع الضار..
لكن مع بداية العام الدراسي الجديد ..
تراجع المسؤلون عن قرارهم وتم استدعاء جميع إداريات ومعلمات
والمديرة تقف خلفها وقد ملأ الغرور والكبر قلبها ..
ووجهت في البداية الحديث لأحلام ..
قالت المشرفة: أحلام أنت موظفة ولست مديرة.
المديرة هي وأشارت إليها..
كل معلمات ودارسات تعليم الكبيرات يتلقين الأوامر منها..
هل فهمت؟
الأوامر منها..
هل فهمت؟
وأردفت قائلة: هذا منظر معلمات يفترشن الأرض؟؟
أين المكاتب متناسية أنهن متعاقدات مكافأتهن لا تفي باحتياجاتهن الشخصية فضلا عن شراء مكاتب ..
ثم التفتت إلى مريم العاملة وقد كانت خريجة ثانوية عامة ..
ولديها دورات في الحاسب والانجليزي ولكن لم تجد وظيفة سوى (مستخدمة)..
فوافقت على العمل مقابل أن تعيش..
وتصرف على ابنتها فقد هجرها زوجها ..
وتركها معلقة ،وأخذت تلومها وتؤنبها أنت مستخدمة"
فاهمه غير مسموح لك بالجلوس مع المعلمات..
ثم نظرت إلى أحلام وقالت احمدي ربك وعقدك يجدد منذ خمسة عشر عاما ..
أجابتها أحلام رزقي بيد الله وهو الذي أجراه طوال تلك السنين وأنا لم اقترف ذنبا حتى تؤنبيني عليه..
أنا أعرف حدودي لكن المديرة هي من قالت لي أنت المسئولة عن تعليم الكبيرات وأنا نفذت ما قالت ..
ولم اقصر في عملي كما ترين..
وقفت المديرة صامتة تتشفى بنظراتها..
وقد تناست أنها مديرة المدرسة التي لم تقدم لتعليم الكبيرات سوى نظرات السخرية والازدراء..
أما التعاون والمساعدة فكان آخر شيء تفكر فيه..
خرجت تلك المشرفة وقد أحدثت في قلوب معلمات تعليم الكبيرات
والمستخدمة جروحا عميقة..
مازالت تنزف حتى يرث الله الأرض ومن عليها وسوف يقتص الله لهن منها..
خرجت مريم ذلك اليوم من المدرسة بعد أن بللت الدموع وجنتيها ..
لم تكن كل كلمات الأسى تترجم حالها..
ولم تعد للمدرسة مرة أخرى فقد قررت ترك العمل..
وقالت: أستاذة أحلام أنا أتيت لأعمل وليس لتهان كرامتي..
لقد تسببت تلك المشرفة بسوء تصرفها وفضاضة أخلاقها بقطع رزق إنسانة محتاجة مكسورة ..
بقيت أحلام تغالب دموعها طوال ذلك اليوم..
فهي لا تريد أن يرى أحدضعفها لقد كانت مصدر القوة
للمعلمات والدارسات..
لابد أن تتماسك لابد أن تبقى قوية صامدة ..
خرجت من المدرسة ذلك اليوم محبطة محطمة مكسورة الخاطر..
فلم يكن أمامها سوى الاستعانة بالمشرفة التي كلفتها بالعمل في تلك المدرسة لتجد لها ولزميلتها ودارساتها الحل..
اتصلت أحلام هاتفيا بالأستاذة فايزة..
الو السلام عليكم ..
أنا أحلام وبدأت تقص لها ما حدث ودموعها تسبق كلماتها ..
أرادت الأستاذة فايزة التخفيف عنها فأبدت استياءها الشديد مما حدث..
وقالت لها عندما أرسلتك للمدرسة: كنت أعلم أنك على قدر كبير من المسؤولية..
وأنك ستقفين في وجه كل من يحاول أن يوقف الدراسة تحلي بالصبر.
وأنا سأتصرف مع المشرفة والمديرة ..
شعرت أحلام بالارتياح و الطمأنينة بعد حديثها مع المشرفة ..
لقد بقي ما حدث للمستخدمة مريم عالقا في قلب أحلام والمعلمات ..
فقد تركت المسكينة العمل ولم تأخذ أجرها عليه..
ولم تعد ترد على الاتصالات الهاتفية..
لقد ترك ذلك الموقف جرحا غائرا في صدرها..
انتهى العام الدراسي بعد أن قدم معلمات ودارسات تعليم الكبيرات..
أروع الأمثلة في الصبر والبذل والعطاء..
فقد أقام الدارسات والمعلمات معرضا من أعمالهن ولمساتهن الفنية ..
كان تحفة فريدة ونموذجا حيا شاهدا على إبداع دارسات تعليم الكبيرات..
تقدمت أحلام بطلب للجهات المسئولة لنقل مدرسة تعليم الكبيرات المتوسطة إلى مبنى آخر..
فقد كان صعود الدرج يشق على الدارسات..
وعدم التعاون يعطل مسيرتهن ..
وتمت الموافقة وانتقل الدارسات والمعلمات إلى مدرسة أخرى ..
كانت مديرتها الأستاذة مزنه :ـ
متعاونة ومقدرة للكبيرات..
وضعت يدها في يد أحلام ..
وصارت الأمور بشكل جيد..
في جو يسوده الحب والتعاون ..
تخرجت الدفعة الأولى من دارسات تعليم الكبيرات من المرحلة المتوسطة..
واحتفلت أحلام بهن وقدمت لهن الهدايا والدروع التذكارية..
خلال عمل أحلام في تلك المدرسة أصيبت بمرض في ساقها..
أدى إلى إضعاف حركتها وشعورها بالآلام المبرحة بين الحين والآخر..
في عام 1426هـ بلغت أحلام وزميلاتها معلمات بند محو الأمية أنه صدر مرسوم ملكي بترسيمهن وعليهن أن يقدمن اوراقهن لادارة تعليم الكبيرات ليتم رفعها للجهات المختصه حتى يبت في أمر تثبيتهن تبادلنا التهاني والتبريكات فرحة بتلك اللفته الأبوية من خادم الحرمين الشريفين تبددت معاناة السنين أمام فرحة الترسيم لكن في غمضة عين أوقف الأمر وتم استثنى معلمات بند محو الأمية من المرسوم (وقيل لهن أن التثبيت لايشمل معلمات بند محو الأمية )
مع أنه كان ينص على جميع البنود بما فيها بند محو الأمية..
تلاعب بالمشاعر ومصادره للأحلام وتبديد للجهود ..
فقد معلمات بند محو الأمية المصداقية في اتخاذ القرارات التي تخصهن وأصبحن يعشن حالة من القلق تجاه المصير المجهول
الذي ينتظرهن..
خلال هذا العام أصيبت أحلام بالآم مبرحة في ساقها أفقدتها القدرة على الحركة بسهولة فعملها يتطلب صعود الدرج ومتابعة الطالبات..
فاقترحت عليها الأستاذة مزنة :ـ
أن تغير طبيعة عملها من المدرسة إلى مكتب الإشراف طبعا كان ذلك بمساعدتها وبجهود مشرفة تعليم الكبيرات..
كان يعز على أحلام أن تترك دارساتها وهي التي ارتبطت بهن سنوات عديدة..
ولكن المرض كان أقوى من رغبتها في البقاء معهن..
تم ندب أحلام إلى مكتب الإشراف فالعمل في المكتب مناسب لوضعها الصحي..
رغم أعبائه الكثيرة لكنه لا يتطلب جهداً حركيا مثل المدرسة ..
كان معها في نفس الوحدة موظفتان متعاقدتان على بند محو الأمية ..
بالإضافة لرئيسة الوحدة..
يرجعن إليها في بعض المسائل المتعلقة بالمدارس..
سنوات خدمتهن اقل منها فقد كانت أكثرهن خبرة في مجال تعليم الكبيرات لاحظت منذ بداية عملها في الوحدة أنه غير مرحب بوجودها من قبل زميلاتها أما خوفاً من بقائها في المكتب بصفه دائمة وهذا سيترتب عليه الاستغناء عن أحداهن وأما للغيرة التي جبل عليها النساء من بعضهن إذا لمسنا تميزاً فقد كانت زميلتها تماضر تقلل من شأن الموظفات الموجودات في المكتب وأنهن لايملكن خبرة في العمل وأنهن كسولات ولاينجزن الأعمال ..
حاولت مراراً وتكراراً أن تظهر لأحلام تعاطفها معها ومع ظروفها الصحية وأنها لوخيرت بين البقاء في المكتب والعودة الى مدرستها ستختار العودة لمدرستها لأن أحلام محتاجة للبقاء في المكتب أكثر منهاوأنها بالطبع تملك خبرة أكثر ولم يكن يدر ببال أحلام أن ذلك الحديث من قبل تماضر لم يكن سوى حب استطلاع لأمر أحلام حتى تخطط للطريقة التي تبعدها بها عن المكتب وبالفعل صار لها ماتريد وبالخفاء ..
عندما سألتها أحلام عن الطريقة التي جأت بها الى مكتب الاشراف قالت بأنها قدمت لمشرفتها في المدرسة خدمة وكافأتها المشرفة بندبها إلى المكتب ..
مازالت الأيام تقسو على أحلام وفي كل يوم ترى وتسمع أن الواسطة هي القيمة الحقيقة للإنسان في هذا الزمان..
خلال فترة عملها في وحدة تعليم الكبيرات قدمت كتيبا حوت صفحاته على كل مايخص تعليم الكبيرات..
وقدمته لرئيسة وحدتها وقد أعجبت به .
وقالت لها هذا جهد رائع ومميز يا أحلام ..
سأعرضه على مديرة المكتب لتعطينا أمراً بطباعته..
لكن من سيدعم الطباعة ماديا..
قالت أحلام لها :
إذا تمت الموافقة عليه سأطبعه أنا وزميلاتي في الوحدة على حسابنا..
حملت رئيسة الوحدة الكتيب إلى مديرة المكتب ..
وهناك كانت المفاجأة!!
فقد رفضت مديرة المكتب وضع اسم أحلام عليه ..
عادت رئيسة الوحدة إلى المكتب وعلامات الاستياء تعلو وجهها..
وقالت أحلام انسي موضوع الكتيب ..
استاءت أحلام من ذلك الموقف..
كان يفترض أن يقدر جهدها ويعترف باسمها..
كمعده للكتيب ومتكفلة بطباعته ..
لكنها النظرة المحدودة و تهميش ادوار الآخرين وراء التخلف والإحباط الذي نعيشه..
أمضت أحلام سنتين منتدبه في مكتب الإشراف كانت لها جهود
ولمسات واضحة في وحدتها ووحدة الإعلام التربوي..
فقد كانت تملك قلما نابضا..
وكلمة صادقة ونقدا هادفا وبناء ..
أصيبت أحلام أثناء عملها في المكتب بحادث مروري..
في طريق عودتها إلى منزلها بعد انتهاء الدوام عانت منه كثيرا ..
وكادت أن تفقد روحها وأبنائها الذين كانوا معها في السيارة بقيت ملازمة للسرير شهرين ..
ومع بداية العام الجديد عادت إلى عملها بقلب محطم فقد أثر الحادث على نفسيتها..
كما اثر على جسدها ولكنه قضاء الله وقدره..
والحمد لله أنها لم تفقد أحدا من أبناءها..
اتصلت بها زميلتها في المكتب تماضر تخبرها بأنه ترشحت لتكون سكرتيرة دائمة في المكتب على الرغم من حاجة أحلام للبقاء في المكتب ..
فهي أقدم من حيث عدد السنين وأيضا أكثر خبرة ..
لكن كان الحظ دائما يلعب دوره في حياة أحلام..
بعد أن أتمت نصف العام قررت مديرة المكتب إلغاء ندبها وأمرت بعودتها للمدرسة..
لم تكترث بدموعها ولامرضها ولا إصابتها..
توسلت إليهم استدرت عطفهم كان أكثر ماآلمها وكدر خاطرها هو عدم اهتمام مديرة المكتب بجهودها وخبرتها وظروفها ..
أصبح الإنسان لدى بعض الجهات أداة لسد العجز مثله مثل أي آلة صماء إذا أصابها عطب ترمى..
حاولت وحاول بعض المشرفات التدخل في الأمر وإيقاف أمر عودتها للمدرسة لكن دون جدوى ..
خرجت أحلام من المكتب مكسورة الخاطر محطمة القلب ..
عادت أحلام إلى المدرسة فقد انتقلت مديرتها الأستاذة مزنة:
التي ساندتها في أمر الندب إلى عمل آخر ..
واستلمت إدارة المدرسة مديرة أخرى ..
لم يكن حظ دارسات تعليم الكبيرات منها إلا كحظهن من سابقتها من المديرات..
كلفت بالعمل إدارية للمدرسة لجميع المراحل والفصول فلا يوجد بالمدرسة إداريات..
وكان على أحلام أن تقوم بذلك كله ..
على الرغم من أنها متعاقدة والعقد ينص على العمل إدارية لفصول تعليم الكبيرات لكن العقد غير الواقع..
لابد أن يستفاد من معلمات وإداريات تعليم الكبيرات لسد العجز في المدارس..
أما حقوقهن كموظفات لم يلتفت إليها أحد من المسئولون..
انتهى العام وقرر المسئولون إنهاء التعاقد مع إداريات ومعلمات تعليم الكبيرات صباحاً ..
دون ذكر السبب في ذلك فوضن أمرهن إلى الله..
هو الرزاق الوهاب النافع الضار..
لكن مع بداية العام الدراسي الجديد ..
تراجع المسؤلون عن قرارهم وتم استدعاء جميع إداريات ومعلمات