لا تأسفن على الدنيا
04-17-2011, 10:06 AM
مقال رائع للزميله بدريه البشر في صحيفة الحياة اللندنيه وفيه تعلق على قول وزير الخدمه المدنيه وهو يسخر من المهندسين قابله واقفين على باب الوزاره مشبههم بالنساء...
ما بالهن النساء... يا «وزير»؟!
بدرية البشر
لو تجرأت وقلت إن معظم مسؤولينا يحتاجون لدورات تدريبية في استقبال الجمهور لغضبوا مني، لكنني أقول هذا رأفة بهم بعد أن أصبحوا يقعون في مآزق بعد تسريب مشاهد لهم عبر «يوتيوب».
فكل يوم نشاهد مقابلة لمسؤول يسخر ويهين جمهوراً هـــو أحوج للمساعدة من الســــخرية، كما في أحداث بطء نقل السعوديين بالطائرات من القاهرة في أعقاب ثــــورة 25 يناير. واليوم ما نقله «يوتيوب» لــــوزير الخدمة المدنيــــة في لقائه مع 50 مهندساً جاؤوا للمطالبة بتعــــديل كادرهم المهني، والذي استغرقت دراسته سنوات من دون نتيجة واضحة.
وزير «ديوان الخدمة» لم ينتبه إلى أنه اليوم في عهد «يوتيوب» و«بلوتوث» وكاميرا الهاتف المحمول، وأن عيناً كانت ترصده وتصوره، وتضع حديثه بالصوت والصورة أمام ملايين من الشهود، وأنا - والحق يقال - ما كنت لأكتب ما كتبته لو كنت قد اكتفيت بقراءة الأخبار في الصحف، فالكلمات التي سمعتها في ذلك اللقاء، وكلمات الحق المهذبة التي لطمت على وجهها بجسارة، والنبرة المحبطة التي خرجت من مهندس وهو يرى الوزير يعطيهم ظهره بعد دقيقتين ويقول: «لقد قلت لكم لن نخرج بشيء».
هذه الكلمات، كانت أوقع من كل الأخبار الـــــتي نشرت بفضل «يوتيوب» ويستطيع الوزير أن يراجع بنــــفسه المشهد الذي صور له، ويستطيع أن يتعرف على الأخـــــطاء السبعة التي وقع فيــــها، وهو يرد على المهندسين، كما رُدَّ على باعة سوق الخـــــضار من قبلهم، وأرجو ألا يفهم أحـــــد أنــــني أقلل من قيمة سوق الخضــــار بل على العكس فسوق الخــضار هـــي السوق التي ستضمنا جميـــــعاً لاحقاً، لأن مـــــعظم المسؤولين اليوم يوجهوننا للالتحاق بها، ويرشحونها لكل من يــــفقد وظيفته أو لا يجد له وظيفة، فهم السابقون ونحن اللاحقون.
الوزير الذي لم يمضِ أكثر من دقيقتين مع «الباش مهندسين»، قال جملة شهيرة في عالم المسؤولية والبيروقراطية، وليس هو أول من يقولها، هي «إن طلبكم تحت الدراسة».
وكل من يقولها ليس ملزماً بأي جدول زمني لهذه الدراسة، ولهذا يستطيع أي مسؤول أن يؤجل أيّ حل أو أي مشروع ويقول إنه تحت الدراسة، إلا أن هذا كان الخطأ الأول فقط أما الثاني، فهو مقابلته 50 شخصاً وقوفاً على باب الوزارة، وثالثاً أنهم قالوا له «تفضل طلباً مكتوباً» فرفض تسلمه وقال: «قطعوه»، على طريقة «بلّوه واشربوا ماءه» ومن رابعاً وحتى سابعاً كان الخطأ القاتل، وهو قوله للرجال: «اذهبوا ولا تتجمعوا كالنساء».هذه الكلمة التي نزلت على رؤوس رجالنا وكأنها شتيمة كبرى، ولو حاولت أن أدافع عن الوزير بالقول إنه كان يقصد معلمات محو الأمية اللاتي تجمعن أمام ديوان «الخدمة المدنية»، فإن المصيبة «ستصبح أعظم»، لأن معايرتهم بمواطنات وقفن بباب الوزارة لأنها لم تلتزم بالأوامر الملكية التي أعلنت في التلفزيون ولم تصحح أوضاعهن، بدلاً من التعاطف معهن لشجاعتهن وقدرتهن على التعبير عن مطالبهن، أمر بالغ الظلم والقسوة.
ولا يعرف المرء وهذه الحال: إن كان التجمع عند مبنى الوزارة والمطالبة بالحقوق بشكل مؤدب ومهذب هو فعل «حريم»، فما هي الطريقة المثلى للرجال.. هل هي حمل العصا مثلا؟!
لدي سؤالان للوزير، الأول: في ظنك لو جلست في منزلك، هل كان أحد من هؤلاء المهندسين سيأتي ليزعجك؟ والسؤال الآخر - وهو الأهم عندي -: «وش فيهم النساء يا وزير؟».
مما كنت اتصفحة فنقلته لكم مع باقة ورود وحب
وتحية للكاتبة بدرية البشر ولقلمها المبدع
ما بالهن النساء... يا «وزير»؟!
بدرية البشر
لو تجرأت وقلت إن معظم مسؤولينا يحتاجون لدورات تدريبية في استقبال الجمهور لغضبوا مني، لكنني أقول هذا رأفة بهم بعد أن أصبحوا يقعون في مآزق بعد تسريب مشاهد لهم عبر «يوتيوب».
فكل يوم نشاهد مقابلة لمسؤول يسخر ويهين جمهوراً هـــو أحوج للمساعدة من الســــخرية، كما في أحداث بطء نقل السعوديين بالطائرات من القاهرة في أعقاب ثــــورة 25 يناير. واليوم ما نقله «يوتيوب» لــــوزير الخدمة المدنيــــة في لقائه مع 50 مهندساً جاؤوا للمطالبة بتعــــديل كادرهم المهني، والذي استغرقت دراسته سنوات من دون نتيجة واضحة.
وزير «ديوان الخدمة» لم ينتبه إلى أنه اليوم في عهد «يوتيوب» و«بلوتوث» وكاميرا الهاتف المحمول، وأن عيناً كانت ترصده وتصوره، وتضع حديثه بالصوت والصورة أمام ملايين من الشهود، وأنا - والحق يقال - ما كنت لأكتب ما كتبته لو كنت قد اكتفيت بقراءة الأخبار في الصحف، فالكلمات التي سمعتها في ذلك اللقاء، وكلمات الحق المهذبة التي لطمت على وجهها بجسارة، والنبرة المحبطة التي خرجت من مهندس وهو يرى الوزير يعطيهم ظهره بعد دقيقتين ويقول: «لقد قلت لكم لن نخرج بشيء».
هذه الكلمات، كانت أوقع من كل الأخبار الـــــتي نشرت بفضل «يوتيوب» ويستطيع الوزير أن يراجع بنــــفسه المشهد الذي صور له، ويستطيع أن يتعرف على الأخـــــطاء السبعة التي وقع فيــــها، وهو يرد على المهندسين، كما رُدَّ على باعة سوق الخـــــضار من قبلهم، وأرجو ألا يفهم أحـــــد أنــــني أقلل من قيمة سوق الخضــــار بل على العكس فسوق الخــضار هـــي السوق التي ستضمنا جميـــــعاً لاحقاً، لأن مـــــعظم المسؤولين اليوم يوجهوننا للالتحاق بها، ويرشحونها لكل من يــــفقد وظيفته أو لا يجد له وظيفة، فهم السابقون ونحن اللاحقون.
الوزير الذي لم يمضِ أكثر من دقيقتين مع «الباش مهندسين»، قال جملة شهيرة في عالم المسؤولية والبيروقراطية، وليس هو أول من يقولها، هي «إن طلبكم تحت الدراسة».
وكل من يقولها ليس ملزماً بأي جدول زمني لهذه الدراسة، ولهذا يستطيع أي مسؤول أن يؤجل أيّ حل أو أي مشروع ويقول إنه تحت الدراسة، إلا أن هذا كان الخطأ الأول فقط أما الثاني، فهو مقابلته 50 شخصاً وقوفاً على باب الوزارة، وثالثاً أنهم قالوا له «تفضل طلباً مكتوباً» فرفض تسلمه وقال: «قطعوه»، على طريقة «بلّوه واشربوا ماءه» ومن رابعاً وحتى سابعاً كان الخطأ القاتل، وهو قوله للرجال: «اذهبوا ولا تتجمعوا كالنساء».هذه الكلمة التي نزلت على رؤوس رجالنا وكأنها شتيمة كبرى، ولو حاولت أن أدافع عن الوزير بالقول إنه كان يقصد معلمات محو الأمية اللاتي تجمعن أمام ديوان «الخدمة المدنية»، فإن المصيبة «ستصبح أعظم»، لأن معايرتهم بمواطنات وقفن بباب الوزارة لأنها لم تلتزم بالأوامر الملكية التي أعلنت في التلفزيون ولم تصحح أوضاعهن، بدلاً من التعاطف معهن لشجاعتهن وقدرتهن على التعبير عن مطالبهن، أمر بالغ الظلم والقسوة.
ولا يعرف المرء وهذه الحال: إن كان التجمع عند مبنى الوزارة والمطالبة بالحقوق بشكل مؤدب ومهذب هو فعل «حريم»، فما هي الطريقة المثلى للرجال.. هل هي حمل العصا مثلا؟!
لدي سؤالان للوزير، الأول: في ظنك لو جلست في منزلك، هل كان أحد من هؤلاء المهندسين سيأتي ليزعجك؟ والسؤال الآخر - وهو الأهم عندي -: «وش فيهم النساء يا وزير؟».
مما كنت اتصفحة فنقلته لكم مع باقة ورود وحب
وتحية للكاتبة بدرية البشر ولقلمها المبدع