الشموخ
05-08-2011, 12:43 AM
عيد الأم في مدارس البنات
قال شيخنا الموفق حفظه الله د عبدالله بن سليمان آل مهنا :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،، أما بعـــد :
فإن المتتبع لبرامج مدارس البنات في السنوات الأخيرة يلاحظ كثرة عنايتها بالمناسبات الترفيهية والأيام المفتوحة ، وهذا أمر لا يُنكر مادام في دائرة المباح ، بل أراه مما يزيد في ألفة الطالبات للمدرسة والمعلمات ...
إلا أنه ينبغي التنبه إلى سريان بعض المخالفات الشرعية بمسميات ترويحية وملتقيات ونحوها ، ومن ذلك ورود ما يسمى بـ ( عيد الأم ) والاحتفال به في المدارس بمسميات أخرى ربما لم ينتبه لها المسؤولون ، كـ ( حفل الجدات ) وإن كنت أعلم أنه سيخالفني بعض المسؤولين وبعض المديرات ، لكني أرجو عدم الاستعجال في الحكم على رأيي قبل قراءة المقال كاملاً ، فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كان خطئاً فمن نفسي والشيطان .
فاقول ومن الله أستمد العون والتوفيق والتسديد ...
لعلنا - إن شاء الله تعالى - لانختلف مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ( شؤون البنات ) أن ما يسمى بـ ( عيد الأم ) عيد بدعي ، لأن الإسلام لا يقر إلا عيدين فقط ( الفطر والأضحى ) ، فعن أنس رضي الله عنه قال : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال :{ قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر } [1] " ، فلم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولياء الله أن يتشبهوا بأعداء الله في عيدهم أو يوافقوهم فيه ، لأن الأعياد قائمة على أساس ديني ، وهي من جملة الشرائع والمناسك ، قال تعالى ( ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ... الآية ) سورة الحج آية ( 34 ) قال ابن عباس : عيداً[2].
وإذا تتبعنا البعد التاريخي والديني لما يسمى ( عيد الأم ) وجدناه عيداً دينياً وثنياً بحتاً ، فأصل ( عيد الأم ) كان عند اليونانيين الوثنيين للاحتفال بإلهة الأمومة " هيرا " ، وقد تسمى " ربة القمر" لاعتقادهم أن للقمر تأثيراً على الدورة الشهرية للنساء ، ويعتقدون أنها تساعد النساء على الوضع ، وحضانة الأطفال ، وإرضاعهم وتربيتهم ، وكذلك آلهته " أرتميس " التي كانت – على حد زعمهم – ربة حنوناً تحمي مواليد الحيوان والإنسان مثلها مثل " هيرا " [3] .
وبعد ظهور الحضارة النصرانية جُعل الاحتفال بعيد ( الأم ) ( مريم ) في نفس توقيت عيد آلهة الأمومة عند اليونانيين [4] .
فتبين بعد هذا العرض التاريخي الموجز أن ( عيد الأم ) :
· عيد وثني يوناني الأصل .
· ثم تحول إلى عيد نصراني لمريم أم عيسى عليه السلام .
· ثم عيد الأمهات عند المسلمين .
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول احتفالاً بهذا العيد ، وذلك في الأحد الثاني من شهر مايو [5] .
وقد اعترف به رسمياً في الغرب عام 1914م .
وإذا تتبعنا ما تقوم به مدارس البنات من الدعوة لما يسمى ( حفل الجدات ) وجدناه يتوافق مع موعد( عيد الأم ) في أمريكا ، يتقدمه أسبوعاً أو يوافقه ، ولذا فإن كثيراً من المدارس تقيمه أثناء الأسبوع الحالي الذي يبدأ بـ 30 إبريل ، وبعضها تؤخره إلى الأسبوع الذي يليه !!
فما تفسير هذا التوافق !!!
وقد يورد بعض الناس شبهة وهي أن هذه المدارس لم توافق نفس موعد ( عيد الأم ) ، فقد تقدمه أو تؤخره حرجاً من الموافقة ...
وقد لا حظ العلماء ذلك ، منهم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله حيث قال : " العيد اسم جنس ، يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع ، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة ، فليس النهي عن خصوص أعيادهم ، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام ، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك ، وكذلك حريم العيد وهو ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله ، أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله ، أو ما يحدث بسبب أعماله من الأعمال ، حكمها حكمه ، فلا يفعل شيء من ذلك "[6].
فتبين من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن الأيام التي تسبق العيد أو تليه تأخذ حكمه في المنع .
وهناكم شبهة أخرى قد ترد على أذهان البعض وهي أننا بإقامة تكريم للأمهات أو الجدات لا نقصد بذلك موافقة ( عيد الأم ) ولا التشبه بالكفار في هذا العيد ... فالجواب أنه لا يشترط في المنع من ذلك قصد التشبه أوالموافقة ، فالنية لا محل لها هنا ، ولذا استفصل النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً ببوانة عن كون المكان والزمان عيداً من أعياد المشركين ، مع أنه لا يظن بالصحابي أن يقصد التشبه بالكافرين لو نحر في المكان ...
فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: " نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرتُ أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : {هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك ، فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم }[7] .
فدل على أن المنع من الوفاء بالنذر - لو كان في الموضع عيد زماني أو مكاني – هو خوف الموافقة الظاهرة ، ولو لم يقصد الصحابي الموافقة .
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عند حديث ( ثابت بن الضحاك ) المتقدم :
" التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده"[8].
وقال الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله : " أي أنه لما جعل نذر الذبح في مكان عيد المشركين نذر معصية ، ومنع من الوفاء به مع كون الناذر لم يقصده ، دل ذلك على الحذر من مشابهتهم " [9].
وهكذا نقول في ( عيد الأم ) ، فإن الاحتفال بالأمهات أو الجدات في مدارس البنات بالتتبع دائماً يوافق تاريخ ( عيد الأم ) الوثني النصراني ، فوجب المنع من إقامته ولو لم يقصد مَن أقامه التشبه والموافقة لعيد الكفار ، فإن المظهر العام والزمان والسبب - وهو الاحتفال بالأمهات – حاصل بما يُفعل في مدارس البنات .
وشبهة أخيرة وهي أن الاحتفال بالجدات فرع من الاحتفال بمهرجان الجنادرية ، فالجواب أن ذلك غير صحيح بدليل أن مدارس البنين ليس فيها احتفال بالأجداد مع أن الداعي واحد وهو الجنادرية والجهة المشرفة وزارة واحدة !!
وختاماً أقول لكل من ولي شيئاً من أمور الطالبات : إن الانفتاح على المهرجانات والاحتفالات بما نشاهده كثيراً في الآونة الأخير يحتاج إلى ضبط شرعي ، وسريان البدع والشعائر الوثنية لا يأتي جملة واحدة ، ولكنه يأتي على سبيل المسارقة وموافقة الطباع ، ومن المعلوم أن نفوس النساء تميل إلى اللهو واللعب والاحتفالات ، فلذا تلتذ لكل نوع من هذا بدون نظر في الأحكام الشرعية .
لذا أوصي بتكوين لجنة شرعية في شؤون البنات تتولى النظر في شرعية الاحتفالات والمهرجانات ، حتى لا يخدعنا أعداؤنا بمسميات ظاهرها الخير وباطنها الشر .
كما أوصي المديرات والمعلمات الفاضلات أن يتقين الله تعالى بترك كل ما يمت إلى هذه الأعياد الوثنية بصلة ، وإذا التبس على المسلمة شيء من القضايا فلتسأل العلماء الراسخين ، فإنما شفاء العي الســؤال.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل ، والحمد لله رب العالمين .
د.عبدالله بن سليمان آل مهنا
عضو الجمعية الفقهية السعودية
almohna9@gmail.com
[1] أخرجه أبو داود رقم ( 1134 ) والنسائي (3/179 ) بإسناد صحيح .
[2] تفسير ابن كثير ( 5/424 ) .
[3] انظر: التاريخ اليوناني لـ : د. عبد اللطيف أحمد علي ( ص226، 392، 399 ) .
[4] انظر دراسات معاصرة في العهد الجديد ، د. محمد علي البار ( ص 301 ) .
[5] الموسوعة العربية العالمية ( 16/723 ) ( 27/389 ) .
[6] اقتضاء الصراط المستقيم ( 2/512 ) .
[7] أخرجه أبو داود ( تهذيب 4/382 ح 3172 ) قال الحافظ ابن حجر : بسند صحيح .
[8] كتاب التوحيد باب : لايذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله .
[9] التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد ( ص 83 ) .
وإليك حفظك مولاك رابط الموضوع :
http://www.lojainiat.com/index.cfm?d...ontentid=58959
زاد الله شيخنا بسطة في العلم ونفع به الإسلام والمسلمين
قال شيخنا الموفق حفظه الله د عبدالله بن سليمان آل مهنا :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،، أما بعـــد :
فإن المتتبع لبرامج مدارس البنات في السنوات الأخيرة يلاحظ كثرة عنايتها بالمناسبات الترفيهية والأيام المفتوحة ، وهذا أمر لا يُنكر مادام في دائرة المباح ، بل أراه مما يزيد في ألفة الطالبات للمدرسة والمعلمات ...
إلا أنه ينبغي التنبه إلى سريان بعض المخالفات الشرعية بمسميات ترويحية وملتقيات ونحوها ، ومن ذلك ورود ما يسمى بـ ( عيد الأم ) والاحتفال به في المدارس بمسميات أخرى ربما لم ينتبه لها المسؤولون ، كـ ( حفل الجدات ) وإن كنت أعلم أنه سيخالفني بعض المسؤولين وبعض المديرات ، لكني أرجو عدم الاستعجال في الحكم على رأيي قبل قراءة المقال كاملاً ، فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كان خطئاً فمن نفسي والشيطان .
فاقول ومن الله أستمد العون والتوفيق والتسديد ...
لعلنا - إن شاء الله تعالى - لانختلف مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ( شؤون البنات ) أن ما يسمى بـ ( عيد الأم ) عيد بدعي ، لأن الإسلام لا يقر إلا عيدين فقط ( الفطر والأضحى ) ، فعن أنس رضي الله عنه قال : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال :{ قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر } [1] " ، فلم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولياء الله أن يتشبهوا بأعداء الله في عيدهم أو يوافقوهم فيه ، لأن الأعياد قائمة على أساس ديني ، وهي من جملة الشرائع والمناسك ، قال تعالى ( ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ... الآية ) سورة الحج آية ( 34 ) قال ابن عباس : عيداً[2].
وإذا تتبعنا البعد التاريخي والديني لما يسمى ( عيد الأم ) وجدناه عيداً دينياً وثنياً بحتاً ، فأصل ( عيد الأم ) كان عند اليونانيين الوثنيين للاحتفال بإلهة الأمومة " هيرا " ، وقد تسمى " ربة القمر" لاعتقادهم أن للقمر تأثيراً على الدورة الشهرية للنساء ، ويعتقدون أنها تساعد النساء على الوضع ، وحضانة الأطفال ، وإرضاعهم وتربيتهم ، وكذلك آلهته " أرتميس " التي كانت – على حد زعمهم – ربة حنوناً تحمي مواليد الحيوان والإنسان مثلها مثل " هيرا " [3] .
وبعد ظهور الحضارة النصرانية جُعل الاحتفال بعيد ( الأم ) ( مريم ) في نفس توقيت عيد آلهة الأمومة عند اليونانيين [4] .
فتبين بعد هذا العرض التاريخي الموجز أن ( عيد الأم ) :
· عيد وثني يوناني الأصل .
· ثم تحول إلى عيد نصراني لمريم أم عيسى عليه السلام .
· ثم عيد الأمهات عند المسلمين .
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول احتفالاً بهذا العيد ، وذلك في الأحد الثاني من شهر مايو [5] .
وقد اعترف به رسمياً في الغرب عام 1914م .
وإذا تتبعنا ما تقوم به مدارس البنات من الدعوة لما يسمى ( حفل الجدات ) وجدناه يتوافق مع موعد( عيد الأم ) في أمريكا ، يتقدمه أسبوعاً أو يوافقه ، ولذا فإن كثيراً من المدارس تقيمه أثناء الأسبوع الحالي الذي يبدأ بـ 30 إبريل ، وبعضها تؤخره إلى الأسبوع الذي يليه !!
فما تفسير هذا التوافق !!!
وقد يورد بعض الناس شبهة وهي أن هذه المدارس لم توافق نفس موعد ( عيد الأم ) ، فقد تقدمه أو تؤخره حرجاً من الموافقة ...
وقد لا حظ العلماء ذلك ، منهم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله حيث قال : " العيد اسم جنس ، يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع ، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة ، فليس النهي عن خصوص أعيادهم ، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام ، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك ، وكذلك حريم العيد وهو ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله ، أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله ، أو ما يحدث بسبب أعماله من الأعمال ، حكمها حكمه ، فلا يفعل شيء من ذلك "[6].
فتبين من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن الأيام التي تسبق العيد أو تليه تأخذ حكمه في المنع .
وهناكم شبهة أخرى قد ترد على أذهان البعض وهي أننا بإقامة تكريم للأمهات أو الجدات لا نقصد بذلك موافقة ( عيد الأم ) ولا التشبه بالكفار في هذا العيد ... فالجواب أنه لا يشترط في المنع من ذلك قصد التشبه أوالموافقة ، فالنية لا محل لها هنا ، ولذا استفصل النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً ببوانة عن كون المكان والزمان عيداً من أعياد المشركين ، مع أنه لا يظن بالصحابي أن يقصد التشبه بالكافرين لو نحر في المكان ...
فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: " نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرتُ أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : {هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك ، فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم }[7] .
فدل على أن المنع من الوفاء بالنذر - لو كان في الموضع عيد زماني أو مكاني – هو خوف الموافقة الظاهرة ، ولو لم يقصد الصحابي الموافقة .
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عند حديث ( ثابت بن الضحاك ) المتقدم :
" التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده"[8].
وقال الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله : " أي أنه لما جعل نذر الذبح في مكان عيد المشركين نذر معصية ، ومنع من الوفاء به مع كون الناذر لم يقصده ، دل ذلك على الحذر من مشابهتهم " [9].
وهكذا نقول في ( عيد الأم ) ، فإن الاحتفال بالأمهات أو الجدات في مدارس البنات بالتتبع دائماً يوافق تاريخ ( عيد الأم ) الوثني النصراني ، فوجب المنع من إقامته ولو لم يقصد مَن أقامه التشبه والموافقة لعيد الكفار ، فإن المظهر العام والزمان والسبب - وهو الاحتفال بالأمهات – حاصل بما يُفعل في مدارس البنات .
وشبهة أخيرة وهي أن الاحتفال بالجدات فرع من الاحتفال بمهرجان الجنادرية ، فالجواب أن ذلك غير صحيح بدليل أن مدارس البنين ليس فيها احتفال بالأجداد مع أن الداعي واحد وهو الجنادرية والجهة المشرفة وزارة واحدة !!
وختاماً أقول لكل من ولي شيئاً من أمور الطالبات : إن الانفتاح على المهرجانات والاحتفالات بما نشاهده كثيراً في الآونة الأخير يحتاج إلى ضبط شرعي ، وسريان البدع والشعائر الوثنية لا يأتي جملة واحدة ، ولكنه يأتي على سبيل المسارقة وموافقة الطباع ، ومن المعلوم أن نفوس النساء تميل إلى اللهو واللعب والاحتفالات ، فلذا تلتذ لكل نوع من هذا بدون نظر في الأحكام الشرعية .
لذا أوصي بتكوين لجنة شرعية في شؤون البنات تتولى النظر في شرعية الاحتفالات والمهرجانات ، حتى لا يخدعنا أعداؤنا بمسميات ظاهرها الخير وباطنها الشر .
كما أوصي المديرات والمعلمات الفاضلات أن يتقين الله تعالى بترك كل ما يمت إلى هذه الأعياد الوثنية بصلة ، وإذا التبس على المسلمة شيء من القضايا فلتسأل العلماء الراسخين ، فإنما شفاء العي الســؤال.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل ، والحمد لله رب العالمين .
د.عبدالله بن سليمان آل مهنا
عضو الجمعية الفقهية السعودية
almohna9@gmail.com
[1] أخرجه أبو داود رقم ( 1134 ) والنسائي (3/179 ) بإسناد صحيح .
[2] تفسير ابن كثير ( 5/424 ) .
[3] انظر: التاريخ اليوناني لـ : د. عبد اللطيف أحمد علي ( ص226، 392، 399 ) .
[4] انظر دراسات معاصرة في العهد الجديد ، د. محمد علي البار ( ص 301 ) .
[5] الموسوعة العربية العالمية ( 16/723 ) ( 27/389 ) .
[6] اقتضاء الصراط المستقيم ( 2/512 ) .
[7] أخرجه أبو داود ( تهذيب 4/382 ح 3172 ) قال الحافظ ابن حجر : بسند صحيح .
[8] كتاب التوحيد باب : لايذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله .
[9] التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد ( ص 83 ) .
وإليك حفظك مولاك رابط الموضوع :
http://www.lojainiat.com/index.cfm?d...ontentid=58959
زاد الله شيخنا بسطة في العلم ونفع به الإسلام والمسلمين