راما
06-30-2011, 09:41 AM
فقير يعثر على كنز مدفون فيصبح ثرياً وأميراً!
وصياد يُفاجأ بألماسة بحجم البيضة في بطن سمكة فيصبح تاجراً كبيراً! وثالث يفرك إبريقاً سحرياً فيخرج له عفريت يقول له: شبّيك لبّيك ما تتمنى بين يديك!
إلى آخر القصص الطفولية الملأى بالمعاني السامجة التي تحفُرُ في أعماق أطفالنا، عن طريق الإيحاء والتكرار ومخاطبة اللاوعي، روح العجز والكسل والسلبية وانتظار الخوارق؛ حيث تربط النجاح بالمصادفات وحدوث المفاجآت، وتتجاهل العلاقة بين مكتسبات الإنسان وسعيه!!
ولا أستبعد أن يكون هذا التعامل المستهتر مع أرواح الأطفال ونفوسهم وعقولهم واحداً من أسباب ظهور جيل خادر، كسول، قليل العطاء، كثير الأخذ، ممدود الأعين، قصير الأيدي!
لأن هذه القصص تتجاهل قواعد النجاح، ومنحنيات التدرج، بل تصرف الأطفال عن تفهُّم حالات النجاح والتفوق الواقعية التي يرونها في مجتمعهم ماثلة أمامهم، وتعيش بينهم، وتغريهم بمكتسبات كبرى تأتيهم بها الأقدار، وما عليهم سوى الانتظار!!
ألا يُعَدّ هذا غشًّا تربوياً للأطفال، وتجهيلاً متعمَّداً لهم بسنن الله في الخلق والكون؟! ففي القرآن العظيم آيات كثيرة تبيّن لنا أن الله يبسط للناس أرزاقهم ويقْدرها وَفْق سُنن ربانيّة مطّردة لا تتغير ولا تتحول، تلك السنن تجعل منجزات الإنسان ونجاحاته ناتجة من سعيه وإرادته، يقول تعالى {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}. وقال سبحانه {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن يرد حرث الدنيا نؤته منها...}.
فالإرادة والسعي - كما تنصّ الآيات - هما بوابة التحصيل!
والدأب وبذل الجهد والمحاولة بعد المحاولة هي القيم والمهارات والسلوك الذي ينبغي أن تتمحور حولها قصص الأطفال؛ حتى يستقرّ في حسّهم ونفوسهم أن الأهداف والأماني والمحبوبات لا تُنال إلا ببذل الأسباب واستفراغ الجهد، وحتى يفهموا – أيضاً - أن العظماء لم يبلغوا ما بلغوا إلا بعد تضحيات وإصرار، وأنهم ما أخذوا إلا بعد أن أعطوا الكثير!! وأنهم تدرّجوا في مراحل طبيعية حتى صاروا إلى حيث هم الآن!!
بل إني أتمنّى أن يبادر أدباء الطفولة بتقديم تجارب الأمم المتفوقة في قالب قصصي طفولي شائق، يعرف الأطفال من سياقاته أن ذرا المجد لها طُرُق لاهبة صعبة، يعشقها الأبطال ويهوى تسلّقها الأفذاذ، الذين يبادرون ولا ينتظرون المعجزات، والذين يقتنصون الفرص ولا يلومون المصادفات؛ فلماذا لا نكتب لأطفالنا عن حياة عصاميّين يرونهم ويعرفونهم مثل: ابن باز، رائد صلاح، سليمان الراجحي، ورجب أردغان.. إلخ.
حين نكشف للأطفال عن المحطات الأولى من حياة هؤلاء القادة وأمثالهم سيعرفون كيف كانوا يفكرون ويخططون؟ وسيدركون كم عانوا وكم تعثروا!! سيرون كيف تعاملوا مع المصاعب والإخفاقات، وكيف كانوا يستثمرون الأخطاء ويطوّرون النجاحات!!
سيتعلمون القِيَم والمبادئ التي حكمت سلوكهم وأوصلتهم إلى ما وصلوا إليه!!
هذه المعاني ستوقظ في نفوس الأطفال همماً جديدة، وأفكاراً إيجابية، وأهدافاً كبيرة، وستبث فيهم روحاً متوقدة.
ولماذا لا نحكي لهم باللغة القصصية والصورة الجاذبة: كيف نهضت ماليزيا؟ وكيف تطورت اليابان؟
لماذا لا نفسِّر لهم قصصياً سرّ الإخفاقات والانتكاسات التي حاقت ببعض الأمم أو الأفراد؟
أليس ذلك خيراً لهم من إغراقهم في بحر الخرافة الذي يستهلك مشاعرهم، ويستنزف أحاسيسهم، ويقضي على روح المبادرة فيهم ويتركهم صرعى أحلام وسكرى أمنيات؟؟
http://upload.7bna.com/uploads/350aed05c7.jpg (http://upload.7bna.com)
وصياد يُفاجأ بألماسة بحجم البيضة في بطن سمكة فيصبح تاجراً كبيراً! وثالث يفرك إبريقاً سحرياً فيخرج له عفريت يقول له: شبّيك لبّيك ما تتمنى بين يديك!
إلى آخر القصص الطفولية الملأى بالمعاني السامجة التي تحفُرُ في أعماق أطفالنا، عن طريق الإيحاء والتكرار ومخاطبة اللاوعي، روح العجز والكسل والسلبية وانتظار الخوارق؛ حيث تربط النجاح بالمصادفات وحدوث المفاجآت، وتتجاهل العلاقة بين مكتسبات الإنسان وسعيه!!
ولا أستبعد أن يكون هذا التعامل المستهتر مع أرواح الأطفال ونفوسهم وعقولهم واحداً من أسباب ظهور جيل خادر، كسول، قليل العطاء، كثير الأخذ، ممدود الأعين، قصير الأيدي!
لأن هذه القصص تتجاهل قواعد النجاح، ومنحنيات التدرج، بل تصرف الأطفال عن تفهُّم حالات النجاح والتفوق الواقعية التي يرونها في مجتمعهم ماثلة أمامهم، وتعيش بينهم، وتغريهم بمكتسبات كبرى تأتيهم بها الأقدار، وما عليهم سوى الانتظار!!
ألا يُعَدّ هذا غشًّا تربوياً للأطفال، وتجهيلاً متعمَّداً لهم بسنن الله في الخلق والكون؟! ففي القرآن العظيم آيات كثيرة تبيّن لنا أن الله يبسط للناس أرزاقهم ويقْدرها وَفْق سُنن ربانيّة مطّردة لا تتغير ولا تتحول، تلك السنن تجعل منجزات الإنسان ونجاحاته ناتجة من سعيه وإرادته، يقول تعالى {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}. وقال سبحانه {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن يرد حرث الدنيا نؤته منها...}.
فالإرادة والسعي - كما تنصّ الآيات - هما بوابة التحصيل!
والدأب وبذل الجهد والمحاولة بعد المحاولة هي القيم والمهارات والسلوك الذي ينبغي أن تتمحور حولها قصص الأطفال؛ حتى يستقرّ في حسّهم ونفوسهم أن الأهداف والأماني والمحبوبات لا تُنال إلا ببذل الأسباب واستفراغ الجهد، وحتى يفهموا – أيضاً - أن العظماء لم يبلغوا ما بلغوا إلا بعد تضحيات وإصرار، وأنهم ما أخذوا إلا بعد أن أعطوا الكثير!! وأنهم تدرّجوا في مراحل طبيعية حتى صاروا إلى حيث هم الآن!!
بل إني أتمنّى أن يبادر أدباء الطفولة بتقديم تجارب الأمم المتفوقة في قالب قصصي طفولي شائق، يعرف الأطفال من سياقاته أن ذرا المجد لها طُرُق لاهبة صعبة، يعشقها الأبطال ويهوى تسلّقها الأفذاذ، الذين يبادرون ولا ينتظرون المعجزات، والذين يقتنصون الفرص ولا يلومون المصادفات؛ فلماذا لا نكتب لأطفالنا عن حياة عصاميّين يرونهم ويعرفونهم مثل: ابن باز، رائد صلاح، سليمان الراجحي، ورجب أردغان.. إلخ.
حين نكشف للأطفال عن المحطات الأولى من حياة هؤلاء القادة وأمثالهم سيعرفون كيف كانوا يفكرون ويخططون؟ وسيدركون كم عانوا وكم تعثروا!! سيرون كيف تعاملوا مع المصاعب والإخفاقات، وكيف كانوا يستثمرون الأخطاء ويطوّرون النجاحات!!
سيتعلمون القِيَم والمبادئ التي حكمت سلوكهم وأوصلتهم إلى ما وصلوا إليه!!
هذه المعاني ستوقظ في نفوس الأطفال همماً جديدة، وأفكاراً إيجابية، وأهدافاً كبيرة، وستبث فيهم روحاً متوقدة.
ولماذا لا نحكي لهم باللغة القصصية والصورة الجاذبة: كيف نهضت ماليزيا؟ وكيف تطورت اليابان؟
لماذا لا نفسِّر لهم قصصياً سرّ الإخفاقات والانتكاسات التي حاقت ببعض الأمم أو الأفراد؟
أليس ذلك خيراً لهم من إغراقهم في بحر الخرافة الذي يستهلك مشاعرهم، ويستنزف أحاسيسهم، ويقضي على روح المبادرة فيهم ويتركهم صرعى أحلام وسكرى أمنيات؟؟
http://upload.7bna.com/uploads/350aed05c7.jpg (http://upload.7bna.com)