الماس
08-23-2011, 08:48 AM
طفل ينقذ جده بذكاء
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
حمد صبي في العاشره من عمره, يعيش مع أمه وأبيه وجده في منزل كبير حياة سعيده هنيئه كان صبي مجتهد مطيع محباً للكبار وكان يحب جده العجوز كثيراً ويقضي معه معظم اوقاته يتجاذبان اطراف الحديث ويتسامران.
وفي احد الأيام انهى حمد دروسه ,وذهب كعادته إلى غرفة جده وسلم عليه وجلس معه يحدثه عما تعلم في المدرسة من أمور ..
دخل والد حمد على والده وابنه الدار والقى التحية عليهما ثم جلس نائياً والتزم الصمت لبرهة قصيرة وكان امرا ما يشغله سأله ابوه برفق :
مابك ياولدي تبدو منشغل البال ..هل هناك ماتود ان تخبرني به ؟؟
رد ابو حمد : الحقيقة يا أبي أنني اراك وحيداً طوال الوقت .. وأخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن والإكتئاب , فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟
استغرب كلاً من الجد وحمد من هذا السؤال فهذه المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع .
قال الجد ماذا تحاول ان تقول يابني ؟
رد ابو حمد : لقد اخبرني أصحابي عن مكان يجتمع فيها الكثير من الشيوخ والرجال للسمر وتكوين الصداقات والترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفه .. فما رايك لو ذهبنا غداً إلى هناك ؟
بدا الأمر لحمد غريباً مثيراًللشك , فهو لم يسمع بهذه المكان من قبل , إلا أن جده أبدى حماسهة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقاً ومثيراً
قال الجد والحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .
ابتسم ابو حمد ابتسامة غريبة وقال حسناً ..ليكن !
ولكن حمد ..مازال مرتاباً بخصوص هذا المكان.. فماذا يكون سرها ياترى ؟
قال حمد لأبه هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟؟
تجهم وجه ابو حمد وقال : لا يمكنك أن تأتي معنا , الأفضل أن تباشر دروسك ..
تدخل الجد بمرح كعادته
قائلا: يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري أن إنتهية دروسك باكراً.
وهكذا كان حرص حمد على ان ينهي واجباته بسرعة وعندما حان موعد الإنطلاق كان أكثرهم استعداداً وفضولاً لكشف سر " المكان" التي تحدث عنه والده .
وركب ثلاثتهم السيارة وأنطلقوا في طريقهم , كان الجد منتشياً مسروراً وكان حمد متوجساً متشككاً يكاد الفضول يقتله في حين كان الأب _ ويا للعجب _ متوتراً عصبياً منزعجاً .. ترى ما السبب؟
كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جداً ولكنهم وصلوا أخيراً ...
وفعلاً رأى حمد المكان التي تحدث عنه والده . وكان فيها الكثير من الشيوخ والعجائز الذي سرعان ما وجد الجد مكاناً بينهم وكانت هناك لائحة كبيرة معلقة على الباب كتب عليها بخط اسود عريض " دار العجزة والمسنين "!!
دهش حمد مما رآه هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك؟ لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط؟
تساؤلات حائرة ثارت في عقل حمد الذي تملكه القلق الشديد والخوف على جده المسكين , أما بالنسبة للأب فما إن رأى الجد قد استقر في مكانه وانغمس في الحديث مع غيره حتى شد حمد من يده وغادر الدار ..! أدرك حمد أن والده يريد التخلص من الجد العجوز وسرعان ما فكر بطريقه ذكية لإنقاذ جده .. ولكن الوقت لا يسعه , فسرعان ما انطلقت السيارة به وبوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .
كان الأب متوتراً وكأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر وسأله:
_ أبي أين جدي ؟
_ تركناه في الدار .
_ لماذا ؟
_ لأنها مكان الكبار .
لزم حمد الصمت لبرهة ثم قال : أبي ما اسم هذا الشارع ؟
رد الأب بضجر : شارع " السعادة "
_ وما اسم هذه المنطقة ؟
_ منطقة " الشهيد "
_ وما اسم ..
قاطعه الأب بحدة وضجر وصرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور رد حمد بهدوء ودهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي , أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟
اصيب الأب بذهول مفرط حتى انه عجز عن قيادة السيارة وأوقفها جانب وراح يحدق في ابنه بدهشة وبلسان معقود لايدري ماذا يقول ..
وفوجئ حمد بأبيه يغطي وجهه بكفيه ويبكي ندماً وهو يردد " سامحني يا أبي " !
جزع حمد من بكاء أبيه ولا كنه أدرك أنه ندم على تخليه عن ابيه في كبره وإلقائه في دار العجزة , وضع حمد يده على كتف أبيه وقال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي ونأخذه معنا إلى البيت .
ولم يملك الأب أمام براءة حمد ونقاء قلبه وبره بجده إلى أن ينفذ ما طلبه , عاد الأب وقبل يد والده ندماً _ إن كان الجد لا يعرف سبباً لذلك ! المهم فقط أن ابا حمد قد تعلم شيئاً من ابنه الذكي ذو العشرة اعوام , وهو وجوب البر والوفاء للآباء ..
قال تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
في انتظار ردودكم
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
حمد صبي في العاشره من عمره, يعيش مع أمه وأبيه وجده في منزل كبير حياة سعيده هنيئه كان صبي مجتهد مطيع محباً للكبار وكان يحب جده العجوز كثيراً ويقضي معه معظم اوقاته يتجاذبان اطراف الحديث ويتسامران.
وفي احد الأيام انهى حمد دروسه ,وذهب كعادته إلى غرفة جده وسلم عليه وجلس معه يحدثه عما تعلم في المدرسة من أمور ..
دخل والد حمد على والده وابنه الدار والقى التحية عليهما ثم جلس نائياً والتزم الصمت لبرهة قصيرة وكان امرا ما يشغله سأله ابوه برفق :
مابك ياولدي تبدو منشغل البال ..هل هناك ماتود ان تخبرني به ؟؟
رد ابو حمد : الحقيقة يا أبي أنني اراك وحيداً طوال الوقت .. وأخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن والإكتئاب , فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟
استغرب كلاً من الجد وحمد من هذا السؤال فهذه المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع .
قال الجد ماذا تحاول ان تقول يابني ؟
رد ابو حمد : لقد اخبرني أصحابي عن مكان يجتمع فيها الكثير من الشيوخ والرجال للسمر وتكوين الصداقات والترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفه .. فما رايك لو ذهبنا غداً إلى هناك ؟
بدا الأمر لحمد غريباً مثيراًللشك , فهو لم يسمع بهذه المكان من قبل , إلا أن جده أبدى حماسهة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقاً ومثيراً
قال الجد والحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .
ابتسم ابو حمد ابتسامة غريبة وقال حسناً ..ليكن !
ولكن حمد ..مازال مرتاباً بخصوص هذا المكان.. فماذا يكون سرها ياترى ؟
قال حمد لأبه هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟؟
تجهم وجه ابو حمد وقال : لا يمكنك أن تأتي معنا , الأفضل أن تباشر دروسك ..
تدخل الجد بمرح كعادته
قائلا: يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري أن إنتهية دروسك باكراً.
وهكذا كان حرص حمد على ان ينهي واجباته بسرعة وعندما حان موعد الإنطلاق كان أكثرهم استعداداً وفضولاً لكشف سر " المكان" التي تحدث عنه والده .
وركب ثلاثتهم السيارة وأنطلقوا في طريقهم , كان الجد منتشياً مسروراً وكان حمد متوجساً متشككاً يكاد الفضول يقتله في حين كان الأب _ ويا للعجب _ متوتراً عصبياً منزعجاً .. ترى ما السبب؟
كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جداً ولكنهم وصلوا أخيراً ...
وفعلاً رأى حمد المكان التي تحدث عنه والده . وكان فيها الكثير من الشيوخ والعجائز الذي سرعان ما وجد الجد مكاناً بينهم وكانت هناك لائحة كبيرة معلقة على الباب كتب عليها بخط اسود عريض " دار العجزة والمسنين "!!
دهش حمد مما رآه هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك؟ لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط؟
تساؤلات حائرة ثارت في عقل حمد الذي تملكه القلق الشديد والخوف على جده المسكين , أما بالنسبة للأب فما إن رأى الجد قد استقر في مكانه وانغمس في الحديث مع غيره حتى شد حمد من يده وغادر الدار ..! أدرك حمد أن والده يريد التخلص من الجد العجوز وسرعان ما فكر بطريقه ذكية لإنقاذ جده .. ولكن الوقت لا يسعه , فسرعان ما انطلقت السيارة به وبوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .
كان الأب متوتراً وكأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر وسأله:
_ أبي أين جدي ؟
_ تركناه في الدار .
_ لماذا ؟
_ لأنها مكان الكبار .
لزم حمد الصمت لبرهة ثم قال : أبي ما اسم هذا الشارع ؟
رد الأب بضجر : شارع " السعادة "
_ وما اسم هذه المنطقة ؟
_ منطقة " الشهيد "
_ وما اسم ..
قاطعه الأب بحدة وضجر وصرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور رد حمد بهدوء ودهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي , أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟
اصيب الأب بذهول مفرط حتى انه عجز عن قيادة السيارة وأوقفها جانب وراح يحدق في ابنه بدهشة وبلسان معقود لايدري ماذا يقول ..
وفوجئ حمد بأبيه يغطي وجهه بكفيه ويبكي ندماً وهو يردد " سامحني يا أبي " !
جزع حمد من بكاء أبيه ولا كنه أدرك أنه ندم على تخليه عن ابيه في كبره وإلقائه في دار العجزة , وضع حمد يده على كتف أبيه وقال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي ونأخذه معنا إلى البيت .
ولم يملك الأب أمام براءة حمد ونقاء قلبه وبره بجده إلى أن ينفذ ما طلبه , عاد الأب وقبل يد والده ندماً _ إن كان الجد لا يعرف سبباً لذلك ! المهم فقط أن ابا حمد قد تعلم شيئاً من ابنه الذكي ذو العشرة اعوام , وهو وجوب البر والوفاء للآباء ..
قال تعالى " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
في انتظار ردودكم